Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مبعوث أميركي جديد يجول على المسؤولين في شمال شرقي سوريا

بحث ملفات شائكة عدة في مقدمها الوضع في مخيم الهول والتزام واشنطن تجاه الإدارة الذاتية

ممثل الخارجية الأميركية الجديد في شمال شرقي سوريا مع مسؤولي الإدارة الذاتية في القامشلي (دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية)

وصل الممثل الجديد للولايات المتحدة نيكولاس غرانجر بداية الأسبوع الجاري إلى مناطق شمال وشرق سوريا، خلفاً لسلفه ماثييو بيرل.
واستهل غرانجر لقاءاته في المنطقة بزيارة مخيم الهول الذي شهد عملية أمنية ضد خلايا تنظيم "داعش" فيه، إذ تباحث الأربعاء الماضي الـ31 من أغسطس (آب) الحالي، مع القيادي البارز في "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) محمود برخودان الوضع الأمني في المخيم. وقيم القيادي في "قسد" الأخطار الحالية والمتوقعة التي بات يشكلها المخيم "في ظل التقاعس الدولي وعدم الاستجابة لنداءات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في معالجة تلك المخاوف وحل هذه القضية، وبخاصة في ما يتعلق بعدم تقديم الدعم الكافي لجهود الإدارة وعدم إجلاء الدول لرعاياها" من ذلك المخيم، بحسب ما نقل المركز الإعلامي لـ"قسد" عن لقاء الرجلين.

التحالف في "الهول"

كما بحث برخودان المسألة ذاتها مع العميد كارل هاريس، نائب القائد العام لقوة المهمات المشتركة – "عملية العزم الصلب"، الذي زار مخيم الهول على رأس وفد منفصل عن غرانجر. واستعرض برخودان وهاريس نتائج الحملة الأمنية داخل المخيم، وأظهر مقطع فيديو نشره المركز الإعلامي لـ "قسد"، حديث القيادي في "قسد" لضيفه عن خطورة المخيم والقاطنين فيه.

لقاء الدبلوماسية

من جهة أخرى، وبعد زيارة مخيم الهول انتقل الدبلوماسي الأميركي غرانجر إلى مدينة القامشلي، حيث استقبله الرئيس المشارك لدائرة العلاقات الخارجية في "الإدارة الذاتية" بدران جيا كرد الذي تسلم منصبه حديثاً خلفاً لعبد الكريم عمر. وبحث جيا كرد مع الضيف الأميركي الهجمات التركية على مناطق في شمال وشرق سوريا والتحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجه المنطقة.

وفي تعليق خاص حول الزيارة، قال بدران جيا كرد الرئيس المشارك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لـ "اندبندنت عربية" إن "اللقاء عقد في مبنى الخارجية للإدارة الذاتية، وهذه بحد ذاتها خطوة مهمة لرفع مستوى التعاون في مجالات شتى وخصوصاً في مواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة".

وأضاف جيا كرد أنه جرى بحث الهجمات التركية واستهداف مدنيين وقياديين في "قسد" شركاء التحالف الدولي، وأنه طلب من الجانب الأميركي زيادة الضغط على أنقرة، والحد من هذه العمليات التي تسببت في خلق جو من التوتر ودفع الناس نحو الهجرة.

كما أبلغ المسؤول الأميركي بضرورة قيام الولايات المتحدة بفرض تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في عام 2019 مع تركيا بعد هجومها على مدينتي رأس العين (سري كانيه) وتل أبيض، مشيراً إلى أن "هذه الهجمات التركية كانت متزامنة مع تحضيرات لخلايا داعش في مخيم الهول ومناطق أخرى لشن عمليات إرهابية بشكل واسع، لذلك كان الرد الحاسم من قبل القوات الأمنية وقسد من خلال القيام بعمليات تمشيط واسعة في مخيم الهول ومناطق أخرى".

وأكد مسؤول العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية أنه تلقى تأكيداً من ممثل الخارجية الأميركية لرفض بلاده الكامل لأية عملية عسكرية تركية من شأنها أن "تزعزع الاستقرار في المنطقة"، مشدداً على أن الحضور الأميركي في المنطقة هدفه الاستمرار في مكافحة الإرهاب ودعم شمال وشرق سوريا في تأمين الاستقرار ومساعدة الإدارة الذاتية على مستويات عدة سياسياً واقتصادياً وانسانياً.

وتطرق غرانجر إلى سبل معالجة ملف عائلات عناصر "داعش"، وأبلغ مضيفه بأن الجانب الأميركي سيعمل مع الإدارة الذاتية لحل تلك المسألة في مخيم الهول ومشكلة معتقلي التنظيم في سجون الإدارة الذاتية.

إلا أن جيا كرد طلب من المسؤول الأميركي العمل بشكل شامل على تجاوز ما وصفه بالانسداد السياسي في المشهد السوري و"ألا يتم تهميش سوريا عموماً ومناطقنا خصوصاً في ظل الحرب الأوكرانية في تقديم الدعم السياسي والإنساني، وكذلك العمل على تفعيل مكافحة الارهاب على مستويات عدة وألا يبقى ذلك محصوراً في الجانبين العسكري والأمني بل يتعداهما إلى السياسي والاقتصادي".
من جانب آخر، صرح المسؤول الكردي أنه لم يتم خلال اللقاء مع المسؤول الأميركي طرح ملف الحوار الكردي، "ولكن تم التطرق إلى علاقات حسن الجوار وخفض التصعيد مع كل الأطراف وأن على الجميع الالتزام بقرارات خفض التصعيد"، وأشار جيا كرد إلى أن ممثل الخارجية الأميركية سيعقد للقاءات مع جميع الأحزاب السياسية والوجهاء في المنطقة.

"زعزعة الاستقرار تؤثر سلباً في المنطقة"

من جانبه، أوضح الدبلوماسي الأميركي نيكولاس غرانجر أن بلاده تدعم استقرار المنطقة وترفض الهجمات من قبل الجانب التركي، مشيراً إلى أن "زعزعة استقرار شمال شرق سوريا ستكون لها تأثيرات سلبية في المنطقة بشكل عام"، داعياً الجانب التركي والإدارة الذاتية إلى "خفض التصعيد"، بحسب دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية.
وأفاد غرانجر بأن واشنطن تبذل جهوداً للعمل مع الإدارة الذاتية لتخفيف العبء عن كاهلها سواء من خلال الدعم للإدارة أو من خلال تشجيع عمليات الإعادة للرعايا الأجانب إلى بلدانهم، "وبكل تأكيد هذه مسؤولية المجتمع الدولي وقريباً سيكون هناك مؤتمر بهذا الخصوص وسأنقل رسالتكم بشكل موسع إلى المؤتمر المزمع عقده".

لقاء المجلس الوطني الكردي

كما زار ممثل وزارة الخارجية الأميركية مقر المجلس الوطني الكردي في مدينة القامشلي، واجتمع برئيس المجلس سعود الملا وهيئة الرئاسة. وقال سليمان أوسو عضو هيئة رئاسة المجلس وسكرتير حزب اليكيتي الكردستاني، إن زيارة المبعوث الأميركي كانت ودية للتعارف بعد استلامه مهماته في المنطقة، وإنه "جرى الحديث عن جملة قضايا تهم شعبنا وموجة النزوح والهجرة التي وصلت إلى ذروتها منذ عام 2011 بسبب التوترات على طرفي الحدود والتهديدات التركية المستمرة باجتياح المنطقة بسبب وجود مقاتلي حزب العمال الكردستاني التركي"، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعانيها هذه المناطق الواقعة تحت السيطرة الأميركية و"بسبب انعدام المواسم والجفاف الذي أصاب المنطقة وكذلك بسبب الفساد المستشري في جسم الإدارة الذاتية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، بي واي دي". وأضاف عضو هيئة الرئاسة في المجلس الوطني الكردي أن السفير الأميركي أكد خلال اللقاء على بقاء بلاده في هذه المنطقة لمحاربة "داعش" ليس عسكرياً فقط إنما سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وبناء الأرضية المناسبة لعدم عودة التنظيم مرة أخرى، وأن الموقف الأميركي ثابت تجاه حل الأزمة السورية وفق قرارات جنيف والقرار 2254.

وأشار أوسو إلى أن الدبلوماسي الأميركي وعد باستمرار دعم المنطقة وضرورة وصول المساعدات الأميركية إلى المناطق كافة، إلى جانب الاستمرار بهذه اللقاءات لـ"إيجاد الحلول للقضايا والأزمات كافة التي تعانيها المنطقة".
وقال القيادي في المجلس الوطني الكردي إنهم تطرقوا إلى "الانتهاكات التي يقوم بها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني"، وإنهم طالبوا الجانب الأميركي بالتدخل لإطلاق سراح عبد الحميد مروان عيدي، العضو في حزب يكيتي الكردستاني "المعتقل لدى الإدارة منذ ثلاثة أشهر لأسباب كيدية" على حد تعبيره.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


لا حوار يلوح في الأفق

وحول السؤال عن إمكانية انطلاق جولة جديدة للحوار الكردي - الكردي أو تحديد مهلة أو إطار زمني لبدئها، قال أوسو إنه لم يتم التطرق إلى هذا الموضوع من قبل الجانب الأميركي، كما أن المجلس لم يطرح ملف الحوار الكردي، "لأن حزب الاتحاد الديمقراطي أعلن في تجمع جماهيري بأنهم أوقفوا الحوار من طرفهم وقالوا بأنهم غير ملتزمين بما توصلنا إليهم سابقاً". وأضاف أن "أي اتفاق يجب أن يكون للطرفين قناعة ومصلحة به لن يتم، وحزب الاتحاد الديمقراطي غير مقتنع بالشراكة والحوار مع الكرد".

"تواصل أميركي منتظم"

في تصريح خاص لـ"اندبندنت عربية" حول جولة ممثل الخارجية الأميركية في المنطقة، قال سامويل وربيرغ الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، "من دون الخوض في أي تفاصيل محددة ودقيقة لأسباب أمنية، فإن الولايات المتحدة منذ بداية الصراع في سوريا، حافظت على اتصالات منتظمة مع الشركاء على الأرض"، مضيفاً أن نيكولاس غرانجر الممثل الأميركي الرفيع المستوى إلى شمال شرقي سوريا، يخلف ماثيو بيرل وديفيد براونستين والسفير ويليام روبوك في الحفاظ على هذه الشراكات، مشدداً على أن "أياً من هذه الاجتماعات التي يتم الحديث عنها هي جزء من هذا التواصل المنتظم".

من هو نيكولاس غرانجر؟

يعرف بـ"نيك غرانجر"، وهو مستشار السياسة الخارجية لقائد القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM)، ومقره في قاعدة ماكديل الجوية في تامبا. وكان غرانجر عضواً مهنياً في السلك الدبلوماسي الأقدم، وكان سابقاً مستشاراً للشؤون السياسية في سفارة الولايات المتحدة في العاصمة الأردنية عمان، إذ قاد فريقاً سياسياً مكوناً من 25 عضواً لتعزيز السياسة الأميركية، وإدارة العلاقات السياسية الثنائية مع الأردن، والإشراف على 400 مليون دولار في شكل مساعدات وبرامج إنسانية للاجئين وغيرهم من النازحين في الأردن وسوريا ومصر واليمن. وتشمل المهمات الدبلوماسية السابقة العمل مع الممثل الخاص للولايات المتحدة لأفغانستان وباكستان (SRAP) في واشنطن، والعمل في الخارج لدى سفارة الولايات المتحدة في العاصمة السعودية الرياض. كما كان عضواً في بعثة الولايات المتحدة إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) في لاهاي. وعمل في سفارة الولايات المتحدة في سكوبي في مقدونيا، وكذلك في سفارة الولايات المتحدة في صوفيا ببلغاريا. ويجيد غرانجر اللغة العربية وهو خريج جامعة أبردين (أسكتلندا) وكلية رودس (مدينة ممفيس في ولاية تينيسي الأميركية) بحسب موقع جامعة آكرون.

المزيد من تقارير