شهدت سماء مدينة الأقصر (جنوب مصر) حادثة تصادم بين رحلتي بالون على ارتفاع 60 متراً، ما تسبب في قطع قيود وحبال رحلة بالون واحد وأسفرت عن هبوط سريع لتلك الرحلة إلى الأرض وإصابة سائحين بجروح.
وقالت وزارة الطيران المدني المصرية في بيان إنه جرى التأكد من الحال الجوية قبل إقلاع الرحلات، وتبين أن سرعة الرياح على سطح الأرض ثلاث عقد، إلا أنه عقب انطلاق رحلات البالون وصلت شدة سرعة الرياح إلى سبع عقد، مما تسبب في اصطدام رحلة بأخرى.
كما علقت الوزارة انطلاق رحلات البالون الطائر لأجل غير مسمى ولحين وصول لجنة تحقيق من سلطات الطيران المدني في أسباب الحادثة، وإصدار توصيات جادة من شأنها عدم تكرار مثل هذه الحوادث.
وذكر شهود عيان من العاملين في مطار البالون الطائر لـ "اندبندنت عربية" أنه عقب انطلاق رحلات البالون دفعت حركة الرياح رحلة بالون نحو الاصطدام بأخرى، مما تسبب في قطع قيود البالون الآخر واختلال توازنه وهبوطه السريع إلى الأرض.
وكان على متن الرحلة 28 سائحاً معظمهم من الجنسيتين البريطانية والبولندية، ولم يصب منهم سوى سائحين بولنديين بجروح بسيطة، وجرى نقلهما إلى مستشفى الأقصر الدولي لتلقي الرعاية الصحية اللازمة.
سياحة البالون في الأقصر
وتعود أولى رحلات البالون التي شهدتها سماء مدينة الأقصر إلى العام 1988 عبر عدد من الطيارين البريطانيين التابعين لشركة "فيرجن" الإنجليزية، بينما تأسست في منتصف التسعينيات أولى شركات البالون المصرية عبر كوادر تلقت تدريبات في معاهد الطيران المدني بعدد من الدول الأوروبية، ووصل عدد شركات البالون في الوقت الحالي بمدينة الأقصر إلى ثمان شركات مصرية، تضم قرابة 600 عامل، وتطلق عشرات الرحلات أسبوعياً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعن البالون الطائر يقول الطيار أحمد محمود إن الفكرة تعتمد على تعبئة البالون بهواء مراوح باردة، ثم تُفتح مواقد التسخين النارية لتسخين الهواء، وكلما جرى تسخين الهواء يطفو البالون بشكل أسرع إلى أعلى، ولا تتجاوز مسافة الصعود 2000 قدم.
وتشرف سلطات الطيران المدني على عمليات إطلاق البالون بمطار البالون الطائر بمنطقة القرنة بغرب الأقصر بالتنسيق مع هيئة الأرصاد الجوية، التي من شأنها إيقاف رحلات البالون إذا أفادت تنبؤات الأرصاد بشدة حركة الرياح والعواصف والأمطار، كما يتواصل طيار البالون عبر اللاسلكي مع زملائه على الأرض من أجل الهبوط.
ويقول المرشد سياحي أحمد البدري إن رحلات البالون الطائر درب من دروب المغامرة السياحية في السماء، لذا فنسبة الخطورة واردة في معظم دول العالم خلال تحليق تلك الرحلات، مشيراً إلى أن سلطات الطيران المدني المصرية تحرص على فرض جميع وسائل الأمان على رحلات البالون الطائر للتقليل من نسب الحوادث.
أبرز حوادث البالون الطائر
وعلى الرغم من وسائل الأمان وقيودها وطرقها المتنوعة، لم تخل منطقة الأقصر من حوادث البالون خلال السنوات الماضية، ولعل أبرزها حادثة 2013 التي تصدرت معظم وسائل الإعلام العالمية وراح ضحيتها 19 سائحاً.
وتسبب الحادثة في وقف رحلات البالون الطائر لشهرين، كما صنفت هذه الحادثة بالأسوأ عالمياً في موسوعة "غينيس" لحوادث المناطيد الطائرة، بعد حادثة وقعت في اليابان العام 1989 وأسفرت عن مصرع 13 شخصاً، بسبب اصطدام منطادين في الهواء.
وفي سبتمبر (أيلول) عام 2016 أصيب 22 سائحاً صينياً بعد أن أدت الرياح إلى انحراف بالون عن مساره، وقررت وزارة الطيران المدني وقف رحلات البالون وبدأت مراجعة إجراءات السلامة والمعدات، وأدخلت الرصد بالكاميرات لرحلات البالون، كما حظرت تحليقها على ارتفاع 2000 متر.
وفي يناير (كانون الثاني) عام 2018 لقى سائح مصرعه وأصيب 12 آخرون في حادثة انحراف رحلة بالون عن مسارها، بسبب حركة الرياح المفاجئة التي تسببت في ارتطام رحلة البالون بسطح صخري.