Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وزير خارجية عمان: لا نرى في "اتفاقات أبراهام" حلاً للقضية

البوسعيدي : نهج "معنا أو ضدنا" لن يحل الأزمة في أوكرانيا

وزير خارجية عمان يفضل إيجاد حل أوروبي للأزمة الأوكرانية (حساب الوزير في تويتر) 

مع نشوب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، اتبعت عدد من الدول نهج الحياد في سياساتها، منها سلطنة عمان التي أكد وزير خارجيتها بدر بن حمد البوسعيدي أن موقف بلاده من الأزمة الحالية في أوروبا، هو "الحياد"، ومن تطبيع العلاقة مع إسرائيل الرفض، على الرغم من الترحيب بخطوات دول عربية أخرى مثل الإمارات والبحرين والمغرب، أبرمت ما عرف بـ"اتفاقات "أبراهام" مع تل أبيب.

وقال في حوار مع صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية نشرته وزارة الخارجية العمانية "على الرغم من أننا صوتنا لصالح قرار الجمعية العامة في الأمم المتحدة الذي يدين الحرب ويدعو إلى حل دبلوماسي والعودة إلى الوضع الراهن قبل حرب أوكرانيا، ولكننا محايدون".

وفي رده على ما يعني استقبال السلطنة لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وما إن كان يطلب وساطة من عمان مع الغرب، أوضح الوزير أن الجانب العماني استمع لوجهة النظر الروسية وتحليلات وزير الخارجية، لكن قناعته راسخة بأن "هذه الحرب تدور رحاها في أوروبا، وهو ما يعني على الأرجح إيجاد حل أوروبي لها، نحن نعتمد على قدرة القادة في كل مكان على إيجاد حل حقيقي لأن الموقف "أنت معنا أو ضدنا" لن يحل المشكلة ويجب ترك مساحة للحوار والمشاركة الدبلوماسية".

هل أخطأ الروس؟

لدى سؤال البوسعيدي عما إذا كان الروس أخطأوا في اجتياح كييف، أجاب "نحن لا نقول ذلك، وإلا فإننا عالقون في "لعبة إلقاء اللوم" التي لا تسمح لنا بالتقدم نحو إنهاء هذه الحرب. لقد اُرتكبت أخطاء من كلا الجانبين. كان هناك بلا شك سوء إدارة وانقطاع وعدم تواصل وسوء تفاهم في بعض الأحيان، كل ذلك أدى إلى الوضع الحالي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي سياق تبريره لموقف بلاده من الحرب أضاف "نحن دولة صغيرة ولا نريد حقاً الانجرار إلى هذا النوع من العمليات. لقد تأثرنا مسبقاً بالوضع بشكل عام. ونحن بالأحرى مهتمون أكثر باستثمار وقتنا وجهدنا في إيجاد حل وليس جعل الأمور أكثر تعقيداً وإرباكاً". وتساءل الوزير عن جدوى العقوبات المتشددة ضد روسيا قائلاً، "أرني بلداً نجح فيه فرض العقوبات"؟

مفاوضات سرية

وأكد البوسعيدي على سياسات بلاده في لعب دور الوسيط بين الولايات المتحدة وإيران، لا سيما في ما يخص مفاوضات الملف النووي الأولى، ولكنه تجنب في حديثه الكشف عن وجود مفاوضات سرية مماثلة في سلطنة عُمان بين الإيرانيين والأميركيين كما كانت الحال عام 2013م، إلا أنه أشار إلى إمكانية المساعدة في هذا الملف في حال طُلب منهم ذلك، معلقاً على مباحثات فيينا بالقول "آمل أن يأتي زخم جديد لإتمام هذه الاتفاقية. فهذا يصب في مصلحة الأمن والاستقرار، ليس لمنطقتنا فحسب، بل للعالم أيضاً".

وزاد، "في المفاوضات الحالية، لا تزال هناك نقاط خلاف يجب تسويتها. آمل حقاً أن تتمكن الإدارة الأميركية الحالية من أن تتوصل إلى توافق مع إدارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي".

وحول توقعات انسحاب أميركا من منطقة الشرق الأوسط، قال "أنا شخصياً لا أعتقد أن الولايات المتحدة تنسحب، لكن هناك بلا شك إعادة تنظيم لتواجدها، لأن هناك أولويات ملحة في كل مكان... من الواضح أن هناك عدداً معيناً من البلدان قد طورت قدراتها الذاتية وهياكلها الخاصة، والسؤال هو بالأحرى: كيف نتكامل مع بعضنا"؟

اتفاقيات "أبراهام"

ولفت الوزير في سؤال حول إمكانية انضمام السلطنة إلى اتفاقية سلام مع إسرائيل كما فعلت شقيقاتها الإمارات والبحرين، إلى أن مسقط كانت داعمة بشكل دائم لجهود السلام، مؤكداً أن "الدعم العماني للسلام في المنطقة يعد حقيقة تاريخية، فقد استضفنا ثلاثة رؤساء وزراء إسرائيليين في سلطنة عُمان، رابين وبيريز ونتنياهو".

وأضاف "كنا أول دول الخليج التي تقوم بذلك، ومنذ اتفاقيات كامب ديفيد، ونحن ندعم جهود السلام على الدوام، وكنا أحد البلدان القليلة في المنطقة التي تقوم بذلك، لقد دعمنا دائماً الخيار السيادي لجيراننا، أبوظبي والمنامة، بالتوقيع على اتفاقيات أبراهام مع إسرائيل. لكن في الوقت نفسه، ندعم المبادرات التي تشمل الصوت الفلسطيني، فما زلنا نعتقد أنه لا يمكن تحقيق تسوية نهائية ودائمة وعادلة للقضية الفلسطينية إلا على أساس حل الدولتين".

ولفت إلى أن ذلك الحل لا بد أن يكون بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو ما لا ينطبق على اتفاقات أبراهام، "فلا توجد وصفة للنجاح في غياب حل للفلسطينيين"، معتبراً أن "السلام الاقتصادي وحده لن ينجح فقد حاول الإسرائيليون في الماضي (الرهان عليه)، ولكن ذلك لم ينجح"، في إشارة إلى اتفاقهم مع مصر والأردن.

المزيد من حوارات