Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تصريحات سفير بيروت لدى مسقط تثير غضب العمانيين

اعتبر المواطنون ما قاله ألبير سماحة عن أن للبنان "أيادي بيضاء" على بلادهم تعالياً من الدبلوماسي

سفير بيروت لدى مسقط ألبير سماحة  (وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية)

عادت تصريحات السياسيين اللبنانيين لتُثير الجدل من جديد في الخليج، وهذه المرة عن طريق السفير اللبناني في سلطنة عمان ألبير سماحة، الذي قال إن "اللبنانيين ذوو أيادٍ بيضاء على عمان ونهضتها"، وهو التصريح الذي أثار جدلا واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي في عمان.

وقال السفير، بحسب ما نقلت وسائل إعلام عمانية، أبدت امتعاضها من حديث اعتبرته تعالياً "الجالية اللبنانية في سلطنة عمان تحظى برعاية من السلطان"، مضيفاً، "وهذه الجالية لها أيادٍ بيضاء في نهضة عمان"، قبل أن يواصل الحديث حول العلاقات بين البلدين في تصريح لقناة "أل بي سي" اللبنانية.

وتأتي تصريحات سماحة في الوقت الذي تجري فيه بلاده انتخاباتها البرلمانية للمغتربين في 10 دول بينها 9 عربية، ويؤكد السفير خلال تصريحاته، أن "صناديق الاقتراع فتحت في التوقيت المحدد، ولا مشكلات لوجيستية وعملية الاقتراع تجري بسلاسة ونجاح تامين"، كان هذا قبل إغلاق صناديق الاقتراع التي ستنقل عبر طائرة تابعة لشركة DHL تحضيراً لموعد فرزها في الخامس عشر من شهر مايو (أيار) الحالي.

غضب شعبي "في العالم الافتراضي"

قد لا يكون التصريح ذا حساسية كبيرة إذا ما وضع في مقارنة مع تصريحات سابقة لوزراء لبنانيين تسببت في سحب السفراء وتأزم العلاقة بين دول خليجية ولبنان، إلا أن حالة التأزم التي تعيشها البلاد في علاقتها مع محيطها العربي يعطيها حساسية إضافية.

ولم تكن السلطنة من بين الدول الخليجية التي سحبت سفراءها على خلفية التصريحات السابقة، إذ سلكت درب الحياد حين دعت لبنان إلى "ضبط النفس"، وهي أقصى رد فعل عبرت عنها السلطنة التي تبدو مستاءة اليوم، شعبياً على الأقل، من حديث دبلوماسي لبناني الذي اعتبروه تعالياً.

يقول مغرد عماني في رده، "تمنيت لو قلت دول الخليج كان لها دور بارز في نهضة لبنان، كون اللبنانيين الموجودين يحولون عملة صعبة لبلادهم بفضل الأموال الكثيرة التي يتم تحويلها من دول الخليج".

ويضيف ابن الحمد، وهو ناشط عماني، أن هذه "النغمة أصبحت من الماضي، ‏وحتى أيام السبعينيات في الوقت الذي أعلنت دول الخليج استقلالها، وعملت على بناء نفسها من الصفر ليس لأحد منّة ولا كرم، ‏بينما هم (يقصد اللبنانيين) كانوا في حرب أهلية طاحنة بينهم".

ويرى آخر أن (المال مقابل العمل) ليس منّة، حين كتب "ليس لأحد أيادٍ بيضاء على الخليج، الكل قبض مقابل ما جلب له وزيادة على ذلك، ‏لبنان يعاني منذ عرفناه في شتى المجالات" قبل أن يطرح تساؤل نحو السفير "لماذا لا تسهمون في نهضة بلدكم أليس هذا هو المفترض أن يكون؟".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولم تقتصر الموجة العاتية من الردود على مستوى السلطنة، وحسب، ثمة آخرون من دول خليجية أبدوا آراءهم حول العلاقات الخليجية - اللبنانية. تقول عايدة، وهي ناشطة خليجية مهتمة بالشأن السياسي بعد أن عبرت عن رأيها "يذكر أن سلطنة عمان قدمت معونات إنسانية إلى لبنان ورحلات إغاثية ‏عوضاً بـ50 مليوناً قدّمتها السلطنة، وقدمت السعودية 734 مليون دولار، والكويت 315 مليوناً، وقطر 300 مليون، والإمارات 13 مليوناً، والصندوق العربي للتنمية 10.37 مليون، ومملكة البحرين 3 ملايين، أي ما يناهز المليار ونصف المليار دولار إلى لبنان، بعد حرب 2006".

تصريحات سابقة

وأعادت تصريحات سماحة الأزمة الدبلوماسية التي تسببت بقطيعة دامت نحو 7 أشهر بين كل من السعودية والبحرين والإمارات والكويت مع لبنان، وذلك حين وصف وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي "حرب اليمن بالعبثية"، وهي الحرب التي تقودها السعودية دعماً للشرعية اليمنية.

لكنه، وبعد نحو 7 أشهر، وفي أبريل (نيسان) الماضي، أعلنت وزارتا الخارجية السعودية والكويتية عودة سفيري بلديهما إلى لبنان، في إشارة إلى انتهاء الأزمة، وهي الخطوة التي جاءت "استجابة لنداءات القوى السياسية المعتدلة في لبنان، وتأكيداً لما ذكره رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي من التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع المملكة، ودول مجلس التعاون الخليجي، ووقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمس المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي"، وفق البيان السعودي.

وسبق ذلك التصريح تصريح آخر مماثل لوزير الخارجية السابق شربل وهبة، حين استخدم نعوتاً عنصرية ضد السعودية، وأخرى من سلفه عبد الله بوحبيب قلل فيها من الدعم الذي تتلقاه البلاد من دول الخليج.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي