Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ولي العهد السعودي يختتم جولته الخليجية بالكويت

استعراض آفاق التعاون لتحقيق المصالح المشتركة وتطلعات الشعوب الخليجية

بلغ ولي العهد السعودي آخر محطات جولته الخليجية بعد وصوله مساء  الجمعة 10 ديسمبر (كانون الأول) إلى الكويت، لإجراء مباحثات مع العاهل الكويتي الشيخ نواف الأحمد الصباح، تسبق القمة الخليجية الـ42 المرتقبة في الرياض الثلاثاء المقبل.

وأقيمت مراسم احتفال رسمية فور وصول ولي العهد السعودي إلى مطار الكويت الدولي، وكان في استقباله نظيره الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، قبل أن يلتقي العاهل الكويتي في قصر بيان، الذي قلده قلادة "مبارك الكبير ووسام الكويت".

 

آفاق التعاون

وذكرت وكالة الأنباء الكويتية "كونا"، أن "الطرفين استعرضا العلاقات التاريخية الراسخة، التي تربط الأسرتين الكريمتين والبلدين والشعبين الشقيقين، في ظل ما يجمعهما من وشائج القربى والأخوة وسبل تعزيز أواصر التعاون المشترك بينهما في مختلف المجالات، وبما يخدم مصالحهما". وأضافت "كما أنه تم استعراض آفاق التعاون الخليجي لتحقيق المصالح المشتركة وتطلعات الشعوب الخليجية".

واعتبرت وكالة الأنباء الكويتية "كونا"، في تقرير لها، "أن زيارة ولي العهد السعودي تعكس الحرص المتبادل لدى قيادتي البلدين الشقيقين على التواصل والتشاور المستمر حول مجمل القضايا، واستكمالاً لنهج متأصل للدفع قدماً بتلك العلاقات نحو آفاق أرحب في ظل قيادة سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود".

 

 

احتفاء بالزيارة

وكان وزير الخارجية، وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي، الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، أكد في وقت سابق "تطلع بلاده لتلك الزيارة المهمة التي تضيف لبنة في صرح العلاقات القوية بين البلدين".

كما شدد في تصريح صحافي على أن "الشعب الكويتي يحتفي بشكل كبير بهذه الزيارة المهمة، التي هي امتداد للعلاقات التاريخية التي تجمع البلدين والشعبين".

وتعد هذه الزيارة هي الثالثة لولي العهد السعودي الذي زار الكويت للمرة الأولى في مايو (أيار) 2015، وكان في استقباله أمير الكويت حينها، فيما كانت زيارته الثانية في سبتمبر (أيلول) 2018.

وكانت أول زيارة رسمية لولي العهد الكويتي الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى السعودية في الأول من يونيو (حزيران) الماضي 2021،  عقب تزكيته ولياً للعهد في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2020، وذلك تلبية لدعوة الأمير محمد بن سلمان، فيما كانت زيارته الثانية في الـ25 من أكتوبر الماضي، التي شارك خلالها في مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي تقودها السعودية لمكافحة أزمة المناخ وانبعاثات الكربون.

تاريخ العلاقات

وتعود العلاقات السعودية الكويتية لأكثر من 130 عاماً، بحسب "كونا" التي كتبت تقريراً مفصلاً قالت فيه، إنه "على مدى أكثر من قرن من الزمن وحتى قبل قيام الدولة الحديثة في كلا البلدين الشقيقين، تعاقبت الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين الشقيقين بشكل دائم، ولعل من أبرزها من بين صفحات التاريخ الزيارة التي قام بها مؤسس السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود إلى الكويت في عام 1910 في فترة حكم أمير الكويت الراحل الشيخ مبارك الصباح".

كما أن قيمة إجمالي الصادرات الكويتية إلى السعودية في العام الماضي بلغت نحو 205 ملايين دينار كويتي (نحو 5.676 مليون دولار) مقارنة مع 197 مليون دينار (نحو 650 مليون دولار) خلال 2019، في حين بلغ إجمالي الواردات السعودية إلى الكويت العام الماضي 5.504 مليون دينار (نحو 6.1 مليار دولار) مقارنة مع 6.629 مليون دينار عام 2019، وفقاً لـ"كونا".

محطته الرابعة

وكان ولي العهد السعودي قد استعرض يوم أمس مع العاهل البحريني حمد بن عيسى، مباحثات ثنائية تطورات الأوضاع على الساحتين الأقليمية والدولية، وذلك بعد وصول ولي العهد إلى المنامة عصر اليوم في محطته الرابعة خلال الجولة الخليجية التي بدأها بسلطنة عمان ثم أبوظبي والدوحة.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن مراسم الاستقبال جرت في قصر الصخير بالعاصمة البحرينية المنامة.

وتناولت المباحثات الثنائية العلاقات التاريخية الأخوية الوثيقة التي تجمع البلدين، إضافة إلى مناقشة تطورات الأحداث الإقليمية والعربية والدولية.

وضمن مراسم الاستقبال، أطلقت المدفعية البحرينية إحدى وعشرين طلقة، تحية لوصول ضيف البلاد والوفد المرافق له، حسبما ذكرت وكالة أنباء البحرين.

وعلى هامش الزيارة، أعلن مجلس الأعمال المشترك بين البلدين، خلال انعقاد فعاليات منتدى الأعمال السعودي - البحريني، بدء إعداد دراسة جدوى لتأسيس "شركة سعودية بحرينية قابضة"، متعددة المجالات، بهدف إقامة مشاريع استثمارية مشتركة.

زيارة الدوحة

وكان ولي العهد السعودي، الذي يجري جولة خليجية تسبق قمة مجلس التعاون الخليجي منتصف ديسمبر (كانون الأول)، وصل الأربعاء إلى الدوحة، حيث التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وكذلك الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

وأفادت وكالة الأنباء القطرية "قنا" أمس، بأن "أمير البلاد كان في مقدمة مستقبلي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالسعودية والوفد المرافق له".

وبحسب جدول الزيارة سيعقد الجانبان الاجتماع التنسيقي المشترك السادس، تلي ذلك محادثات بينهما يبحثان خلالها العلاقات بين البلدين والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وفي وقت سابق من الأربعاء، عُقد ملتقى الأعمال القطري - السعودي بتنظيم من غرفة صناعة وتجارة قطر، بالتعاون مع اتحاد الغرف السعودية.

 

ومنذ إنهاء القمة الخليجية التي عُقدت في مدينة العلا في الخامس من يناير (كانون الثاني) الماضي خلافاً اندلع منتصف 2017 بين السعودية والإمارات والبحرين، إضافة إلى مصر مع قطر، تبادل قادة الدول الرسائل والزيارات واللقاءات الرسمية والودية في مناسبات مختلفة، وكان آخر لقاء بين الأمير محمد بن سلمان والشيخ تميم بن حمد خلال مشاركة الأخير في قمة مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر" التي عُقدت في العاصمة السعودية، وهي المبادرة التي أعلنت عنها السعودية في مارس (آذار) الماضي، والتي تأتي لتحسين جودة الحياة عبر زيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة وتحييد الآثار الناتجة عن النفط وحماية البيئة.

الصدفة

زيارة الأمير محمد بن سلمان التي تتزامن مع زيارة يجريها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للدوحة، وتستمر لمدة يومين، قال عنها وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن، إنها تأتي بمحض "الصدفة". وأضاف أنه "تصادف في الجدول الزمني لا أكثر".

وكان الرئيس التركي قد عقد اجتماعاً ثنائياً جرى بعيداً عن الصحافيين، واستمر ساعتين مع أمير قطر، وفقاً لوكالة "الأناضول" التركية، كما وقّع الطرفان على نحو 15 اتفاقية تعاون في عدد من المجالات والقطاعات، وتم توقيع مذكرة تفاهم في مجال إدارة الكوارث والطوارئ بين رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التابعة لوزارة الداخلية التركية، والمديرية العامة للدفاع المدني بوزارة الداخلية القطرية، وفقاً للوكالة التركية.

زيارة أبو ظبي

ومساء الثلاثاء، استقبل ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد، ولي العهد السعودي في قصر الوطن بأبو ظبي، وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، أن مباحثات جرت بين الطرفين في مواضيع مشتركة في التنمية والاقتصاد، "كما تم استعراض مختلف جوانب التعاون الاستراتيجي بين البلدين، والذي يرتكز على مقومات راسخة من التفاهم والتعاون والعمل المشترك والمصالح المتبادلة".

ونيابة عن رئيس دولة الإمارات، قدم ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد، وسام زايد من الدرجة الأولى لولي عهد السعودية، "وهو أرفع وسام في الدولة يُمنح لأصحاب السمو والملوك والرؤساء وقادة الدول، وذلك تقديراً وتعبيراً عن الاعتزاز بعمق العلاقات الثنائية الراسخة، وما يجمع البلدين من روابط وطيدة".

وقبيل مغادرة أبو ظبي بساعات، زار ولي العهد السعودي معرض "إكسبو 2020" في دبي، وكان في استقباله حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الذي كتب عقب الزيارة عبر حسابه في "تويتر"، "التقيت أخي الأمير محمد بن سلمان في (إكسبو دبي 2020)، وسيكون العالم على موعد مع (إكسبو الرياض 2030) بإذن الله، وبجهود الأمير محمد". وأضاف، "أكدت للأمير أننا نتطلع أيضاً لقمة الرياض القادمة، وشعوب الخليج تنتظر منا أفكاراً ومشاريع جديدة وعظيمة".

وأكد ولي العهد السعودي، مساء الأربعاء، أن "السعودية والإمارات مستمرتان في التنسيق والتشاور في جميع المجالات". وقال الأمير محمد بن سلمان، إن "المحادثات التي عقدناها في الإمارات تؤكد المضي قدماً بتعزيز العلاقات".

البيان المشترك

في غضون ذلك، صدر بيان مشترك بعد الزيارة نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس"، شدد فيه الجانبان الإماراتي والسعودي على "أهمية التعامل بشكل جدي مع الملف النووي والصاروخي لإيران بجميع مكوناته وتداعياته، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار، والتأكيد على مبادئ حسن الجوار، واحترام القرارات الأممية والشرعية الدولية، وتجنيب المنطقة كافة الأنشطة والتدخلات المزعزعة".

وجاء في البيان، أن الاتفاقات شملت التعاون في مجالات عسكرية وسياسية واقتصادية وتنموية، وأكد الجانبان خلال البيان المشترك، "مضامين إعلان العلا الصادر في الخامس من يناير 2021، الذي نص على التنفيذ الكامل والدقيق لرؤية العاهل السعودي التي أقرها المجلس الأعلى في دورته الـ (36) في ديسمبر 2015، وفق جدول زمني محدد ومتابعة دقيقة، بما في ذلك استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة وتنسيق المواقف بما يعزز من تضامن واستقرار دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتعزيز الدور الإقليمي لها من خلال توحيد المواقف السياسية وتطوير الشراكات السياسية مع المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية وقوة وتماسك دول المجلس ووحدة الصف بين أعضائه".

كما استعرض البيان التطورات الإقليمية والدولية، وفي هذا الشأن، أكد الجانبان "دعمهما الكامل لكافة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها حقه في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وذات سيادة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمبادرة السلام العربية، ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومرجعيات مؤتمر مدريد، وغيرها من المرجعيات الدولية المتفق عليها، وبما يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق".

وفي الشأن اليمني، أكدت الرياض وأبو ظبي، تطابق وجهات نظرهما حول مواصلة جهودهما لإيجاد، "حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، وفقاً للمرجعيات المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216، ومبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية بما يحفظ لليمن الشقيق وحدته وسلامته واحترام سيادته واستقلاله ورفض أي تدخل في شؤونه الداخلية، كما أكدا ضرورة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض. وأدانا استمرار استهداف ميليشيات الحوثي الإرهابية للمطارات والأعيان والمنشآت الحيوية في المملكة".

كما ناقش الطرفان، بحسب البيان، قضايا أخرى شملت الأوضاع في ليبيا وسوريا وأفغانستان والسودان ولبنان.

وتأتي جولة ولي العهد السعودي قبيل قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي في منتصف ديسمبر الحالي، وستعقد في العاصمة السعودية الرياض، وتسعى خلالها بعض دول المجلس إلى التواصل مع إيران في محاولة لاحتواء التوترات الإقليمية، وتجري مباحثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران لإحياء الاتفاق النووي، في وقت هناك، منذ أبريل (نيسان) الماضي، حراك خليجي دبلوماسي غير مسبوق بين الرياض وأبو ظبي مع طهران، حين بدأت السعودية محادثات مباشرة معها ووصفتها بأنها "استكشافية إلى حد ما".

المزيد من الأخبار