Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ولي العهد السعودي يصل أبوظبي في ثاني محطات جولته الخليجية

الرياض ومسقط توقعان مذكرات تفاهم بقيمة 30 مليار دولار وافتتاح أول طريق بري بين البلدين

استقبل ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد، ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي وصل مساء اليوم العاصمة الإماراتية أبو ظبي، في ثاني محطات جولته الخليجية، التي استهلها بزيارة لسلطنة عمان مساء أمس.

وذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام) أن مباحثات جرت بين ولي عهد أبو ظبي وولي عهد السعودية في مواضيع مشتركة في التنمية والاقتصاد، "كما استعرض سموهما خلال اللقاء مختلف جوانب التعاون الاستراتيجي بين البلدين، الذي يرتكز على مقومات راسخة من التفاهم والتعاون والعمل المشترك والمصالح المتبادلة".

كما تناول سموهما في قصر الوطن بالعاصمة الإماراتية، بحسب البيان، "أهمية تفعيل العمل الخليجي والعربي المشترك وعدداً من القضايا والملفات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، مؤكدين ضرورة العمل على ترسيخ أركان الاستقرار الإقليمي الذي يشكل القاعدة الرئيسة المشتركة للتنمية والبناء والتقدم".

ونيابة عن رئيس دولة الإمارات، قدّم ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، وسام زايد من الدرجة الأولى لولي عهد السعودية، "وهو أرفع وسام في الدولة يمنح لأصحاب السمو والملوك والرؤساء وقادة الدول، وذلك تقديراً وتعبيراً عن الإعتزاز بعمق العلاقات الثنائية الراسخة، وما يجمع البلدين من روابط وطيدة"، بحسب "واس".

زيارة عمان

وكان سلطان عمان هيثم بن طارق قد احتفى في "قصر العلم" بالعاصمة مسقط بقدوم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يجري جولة خليجية بدأها مساء أمس بالسلطنة قبل أن يغادرها مساء اليوم متجهاً نحو محطته الثانية الإمارات تليها قطر ومملكة البحرين ودولة الكويت.

واُستقبل ولي العهد بمراسم حافلة، وقدم السلطان العماني، اليوم الثلاثاء، وسام "عمان" المدني من الدرجة الأولى إليه، وهو الوسام الذي أشارت وكالة الأنباء العمانية إلى أنه، "يمنح لملوك ورؤساء الدول وأولياء العهد ورؤساء الحكومات الذين ترتبط دولهم بعلاقات متميزة مع السلطنة".

 

وبعث الأمير محمد بن سلمان بعد مغادرته السلطنة برقية إلى سلطان عمان، عبر فيها عن امتنانه وتقديره للحفاوة والتكريم، مؤكداً أن المباحثات التي أجراها مع السلطان تعكس متانة العلاقات بين البلدين، والرغبة المشتركة في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.

وكانت الزيارة قد شهدت واحداً من أهم المشاريع في الخليج، وهو افتتاح أول طريق بري بين السعودية وسلطنة عمان، الذي يبلغ طوله 680 كيلومتراً، ويختصر نحو 800 كيلومتر، ليصبح شرياناً تجارياً وخدمياً يُسهّل مرور الحركة التجارية بين البلدين، وأيضاً من شأنه تسهيل مرور قاصدي السعودية من المسافرين والعكس كذلك؛ كما سيسهم في رفع معدلات التبادل التجاري بين البلدين. إضافة إلى سهولة نقل بضائع السعودية إلى العالم عبر ميناء "الدقم" العماني المطل على بحر العرب.

ويجري ولي العهد السعودي جولة خليجية إلى دول المنطقة تسبق قمة مجلس التعاون الخليجي السنوية التي تُعقد هذا الشهر، وعلى خلفية تحركات دبلوماسية خليجية في المنطقة باتجاه إيران وتركيا، كما تأتي على وقع المحادثات الرامية لإنقاذ الاتفاق النووي بين إيران والغرب.

وجاء في بيان للديوان الملكي السعودي نشرته وكالة الأنباء الرسمية "واس"، "أن الجولة تأتي بناءً على توجيهات العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وانطلاقاً من حرصه على التواصل مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وتعزيزاً لروابط الأخوة لما فيه خدمة ومصلحة شعوب دول المجلس".

مذكرات تفاهم بقيمة 30 مليار دولار

وعلى هامش الزيارة وقعت السعودية وعُمان مذكرات تفاهم في عدة قطاعات اقتصادية. وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس)، الثلاثاء، أن "مجموعة من الشركات السعودية وعدداً من الشركات المملوكة لجهاز الاستثمار العُماني والقطاع الخاص وقعت 13 مذكرة تفاهم بقيمة استثمارات تبلغ 30 مليار دولار".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتشمل المذكرات بين البلدين الخليجيين، الساعيين إلى تنويع اقتصاديهما المرتهنين بالنفط، تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والطاقة المتجددة والسياحة وتقنية المعلومات والتقنية المالية وغيرها من القطاعات.
وأشارت وسائل إعلام عُمانية، أمس الاثنين، إلى أن مجموعة أوكيو العمانية للطاقة وقعت مذكرة تفاهم مع الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، عملاق صناعة البتروكيماويات، بهدف تطوير مشروع مجمع الدقم للبتروكيماويات بالسلطنة.

 

 

ووقعت أوكيو مذكرة تفاهم في مجال تخزين النفط مع شركة أرامكو للتجارة لتقييم ملاءمة تخزين والمتاجرة في المواد البترولية. وشملت الاتفاقات توقيع المجموعة العمانية وأكوا باور السعودية وآير برودکتس مذكرة تفاهم في قطاعات البتروكيماويات والطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر. وأبرمت شركة تنمية معادن عُمان مذكرة تفاهم مع معادن السعودية، أكبر شركة تعدين في الخليج، لتقييم فرص الاستكشاف والتطوير في قطاع التعدين.

يذكر أن حجم التبادل التجاري بين السعودية وعُمان في عام 2020 الماضي، بلغ 3.36 مليار دولار، شملت منتجات الحديد والصلب ومنتجات كيماوية عضوية، فيما بلغت قيمة الصادرات السعودية غير النفطية إلى سلطنة عُمان 1.16 مليار دولار، تضمنت منتجات معدنية ومصنوعات من الحديد والصلب والأغذية.

تأتي زيارة ولي العهد السعودي قبيل قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي في منتصف ديسمبر (كانون الأول) الجاري، وستُعقد في العاصمة السعودية الرياض، وتسعى خلالها بعض دول المجلس إلى التواصل مع إيران في محاولة لاحتواء التوترات الإقليمية، فيما تجري مباحثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران لإحياء الاتفاق النووي. في وقت يشهد منذ أبريل (نيسان) الماضي حراكاً خليجياً دبلوماسياً غير مسبوق بين الرياض وأبو ظبي مع طهران، حين بدأت السعودية محادثات مباشرة معها ووصفتها بأنها "استكشافية إلى حد ما".

المزيد من الأخبار