Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مهرجان البحر الأحمر السينمائي يرفع سقف التحدي هذا العام

أعلن عودته بعد غياب كورونا وعينه على "أفلام سعودية طويلة"

جانب من مشاهد الأعمال التي ستعرض في المهرجان (الثقافة السعودية)

لا يكاد يخلو الحديث بين كثير من الأصدقاء في السعودية، من السؤال عن آخر الأفلام التي شاهدوها وماذا حركت بداخلهم من مشاعر الحماس والشوق والحزن والخوف وعن الحبكة الدرامية وعبقرية الإخراج وسحر المؤثرات البصرية التي تعطي الفيلم رؤية خاصة؛ لذلك تعتبر صناعة السينما واحدة من أكثر القطاعات تأثيراً في المجتمع الحديث.

ويرى مراقبون أن دور الصناعة الحيوي، جعلها تتطلب دعماً مادياً وفنياً يتجاوز بعض البيروقراطيات الحكومية في كثير من الدول، إلا أن وزارة الثقافة السعودية بدأت تولي اهتماماً ملحوظاً بتطوير قطاع الأفلام ورفع مستوى الإنتاج المحلي سواء من خلال تطوير البنية التحتية السينمائية أو دعم المبدعين والبرامج التدريبية.

في هذا السياق جاء إطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي، واهتمامه هذا العام بوجه خاص بأفلام سعودية روائية طويلة، وهو الذي يقام في جدة غرب السعودية يومي 16 - 17 يونيو (حزيران) 2021.

وأعلن المهرجان في أول عودة له بعد جائحة كورونا أنه سيعرض للجمهور فيلم "مدينة الملاهي" (2021) لوائل أبو منصور، الذي يروي قصة مسعود الذي ينطلق برفقة سلمى في رحلة بلا هدف ولا نهاية، قبل أن يقودهما الطريق الصحراوي إلى مدينة ملاه مهجورة، في مغامرة للبحث عن الذات، وعواقب غير متوقعة، تذكرنا بفيلم ويم وندرز "باريس، تكساس" (1984).

كما سيشهد المهرجان العرض العربي الأول لفيلم "أربعون عاماً وليلة" (2020) لمحمد الهليل الذي يعرض لأول مرة في السعودية بعد افتتاحه في مهرجان مالمو للسينما العربية في السويد. الفيلم هو دراما عائلية مشحونة لعائلة تتعرض لحادث يغير حياتها ويكشف أسراراً دفينة. وكان الفيلم قد فاز بدعم صندوق "تمهيد" من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وهو منحة أُطلقت لمرة واحدة في 2020 لدعم إنتاج فيلمين سعوديين طويلين بقيمة 500 ألف دولار لكل منهما بحضور مخرج وطاقم العمل لكل فيلم.

ما يميز المهرجان عرض أفلام طويلة لشباب سعوديين عادة ما نشهد مشاركاتهم في المهرجانات بأفلام قصيرة، إذ يرى الناقد السينمائي والمخرج فهد الأسطاء أن "أقل ما يمكن أن نجنيه من الانتقال للمشاركة بأفلام طويلة؛ هو تحقيق المكسب لصناعة السينما السعودية"، لكنه أشار إلى أن السعوديين في أول الطريق السينمائي وبالتالي "هذه تجارب لا شك أنها ستصقل أصحابها وتضيف كثيراً في هذا المسار مهما بدت لنا بدايات متعثرة أو تائهة أو خجولة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دعم الشباب السعودي الناشئ في صناعة السينما، دفع مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي إلى عرض مجموعة من الأفلام القصيرة السعودية المعاصرة لمجموعة من المواهب الواعدة، من ضمنها "ومتى أنام"؟ (2020) لحسام السيد، الذي يحكي كيف يعجز آدم عن النوم وهو يسمع صوت امرأة تناديه لكنه لا يجد أحداً هناك. يقدّم الفيلم رؤية قوية عن صراعات داخلية تسلب صاحبها القدرة على النوم، ويأخذنا إلى ليلة مليئة بالأحداث والمشاهد والأحلام الغريبة.

ويُعرض في المهرجان كذلك فيلم "موال تاني" (2020) لهشام فاضل، ويتضمن مشاهد حميمية من الحياة اليومية لامرأة وحيدة تلاحقها أفكارها وحواراتها الشخصية، إذ تأخذنا سارة طيبة بأدائها المميز إلى عالم من الخوف والشك والوحدة.

وأيضاً سيشاهد الراغبون فيلم "من يحرقن الليل" (2020) لسارة مسفر، ويتناول قصة الأختين السعوديتين سلسبيل ووسن، وهما في حالة تمرد تقودهما إلى لحظة من التوتر، ثم التقارب.

 سلسبيل التي لم تتجاوز عامها الثالث عشر، هي مراهقة تحركها مشاعر الإحباط وتحارب من أجل شيء من الاستقلال. الفتاتان يؤرقهما سن التململ وقلة الصبر، وتحاولان اكتشاف أحلامهما في أعتم ليلة تقضيانها معاً.

 ولمحمد الحمود فيلم "ارتداد" 2019 وتدور قصته حول قيام الزوجين بأول زيارة لبلدة العريس بعد زفافهما، ليكتشفا أن حياتهما المعاصرة ما هي إلا عالم مختلف تماماً عما ينتظرهما هناك. على "آية" التي تحاول جاهدة أن يقبلها أهل زوجها القيام بخيارات صعبة، بينما يواجه زوجها نادر العواقب، مما يضع علاقتهما أمام تحدٍ حقيقي.

يلاحظ النقاد أن الأفلام التي تنافس في المهرجانات عادة لا تستهوي الجمهور ولا تتلقى عروضاً من صالات العرض السينمائي وغالباً ما يتم تمويلها من صاحب العمل، فيعتقد الناقد السينمائي الأسطاء أن هذا النوع من الأفلام التي تتوجه إلى المهرجانات تكون أكثر فنية وأعمق كأفلام تجريبية مثلاً، وبالتالي "فهي لا تستهوي الجمهور الذي يميل أكثر للأفلام الممتعة والخفيفة وذات الإيقاع السريع، ولذا فليس من المستغرب ألا تحظى بنجاح جماهيري" .

اقرأ المزيد

المزيد من سينما