Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النجاح قد ينتظر إيفانكا وجاريد كوشنير ولو خسر ترمب

مع استثماراتهما في سوق العقارات المقدرة بـ 700 مليون دولار، لن تحتاج ابنة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته وزوجها للعمل إن اجبِرا على مغادرة البيت الأبيض - وإن حصل ذلك فعلًا فماذا هما فاعلان؟

إيفانكا ترمب وزوجها جاريد كوشنر يدعمان حملة والدها الرئاسية ولكن ما ينتظرهما لا يزال طي الكتمان (غيتي)

كانت إيفانكا ترمب وجاريد كوشنير ينتظران ماريسا فيليز كرازبيرجير داخل برج ترمب. إنّه صيف 2015، والسيدة كرازبيرجير، مديرة قسمَي التسويق والابتكار في وكالة الثياب والإكسسوارات التي تملكها إيفانكا، لم تكن راضية. إذ إنّها، وبناءً على طلب ربّة عملها، وقفت هناك في مكانها وراحت تراقب، فيما كان دونالد ترمب يستقل المصعد في تلك الردهة المبهرجة ببرج ترمب في يوم 16 يونيو (حزيران)، ويسخر من المكسيكيين واصفاً إياهم بـ"المغتصبين"، ويردف قائلاً بعد ذلك إن الولايات المتحدة "باتت مكباً لجميع مشكلات الآخرين".

ثم جاء ترشحه للرئاسة الذي فاجأهم جميعاً. فقد سارعت إيفانكا ترمب إلى استدعاء السيدة كرازبيرجير بغية تسجيل مقطع فيديو نشرته على وسائط التواصل الاجتماعي، تعرب فيه عن سرورها بقرار ترشح والدها. وعن ذلك تروي كرازبيرجير لاندبندنت فتقول "بعد انتهاء خطابه، عاودنا الصعود إلى الطبقة العلوية من البناء. وسألتني (إيفانكا) رأيي. قلت لها: تتكلمين بفصاحة كبيرة، لكنّي أخالف [في الرأي] كل كلمة قالها والدك". وتابعت "لم أؤمن بكلمة واحدة ممّا يطرحه والدها. ولم أشأ أن تربطني علاقة بذلك".

مع مرور الأسابيع ازداد عدم رضا كرازبيرجير، فاستدعتها إيفانكا ترمب وزوجها جاريد كوشنير إلى اجتماع. وتروي كرازبيرجير موضحة ما دار في الاجتماع "جلست معهما، وحاولت إيفانكا أن تشرح لي أن ترشيح والدها لن يساهم إلا في دعم شركتها وماركة سلعها". وتابعت "بدت مقتنعة وعلى نحو تلقائي بأنه لن يفوز، وأن ترشيحه سيمنحهم مزيداً من السلطة – المزيد من عقود نشر الكتب، ورفع المبيعات في (الشركات التي تملكها العائلة). فهما مسوّقان محترفان. وأنا قد لا أتفق معهما، بيد أني بالتأكيد احترم ذلك". وذكرت السيدة كرازبيرجير أن ضمن فريق العمل في شركة إيفانكا، والمؤلف من 15 فرداً، لم تكن هي وحدها القلقة من الاتجاه الذي تتطور فيه الأمور. فقد شاركتها قلقها ذاك هوب هيكس، عارضة الأزياء السابقة وخبيرة العلاقات العامة والتي انتقلت قبل سنة من شركة "هيلتزيك ستراتيجيس" Hiltzik Strategies إلى وكالة إيفانكا ترمب، حيث اختارت العمل بدوام كامل مع السيدة إيفانكا. وتتابع كرازبيرجير حديثها عن هيكس وتصفها بـ"إنها كانت بمثابة جاستن بيبر العلاقات العامة، وقد غدت مستاءة جداً". تضيف "التقينا لشرب القهوة ولم تشأ الحديث في السياسة. كان أمامها على مكتبها كتاب من نوع "حملة انتخابية للمبتدئين". لم يكن ذلك ما أرادت العمل به على الإطلاق".

 

مع تسارع وتيرة الحملة الانتخابيّة تفاقم قلق السيدة كرازبيرجير، فتقدّمت باستقالتها في سبتمبر (أيلول) 2015. بدا الأمر آنذاك مبكراً وسابقاً لأوانه. ففي كتابه "نار وغضب" Fire and Fury يقول مايكل وولف "لم يكن ليفوز. ولكن الخسارة كانت لتكون ربحاً. إذ إن ترمب سيغدو أشهر رجل في العالم – شهيداً صرعته الفاسدة هيلاري كلينتون". ويشير وولف إلى أن السيدة إيفانكا ترمب والسيد كوشنير "كانا سيحولان نفسيهما من ولدين غنيين مغمورين نسبياً، إلى نجمين عالميين شهيرين وسفيرين لماركة ثياب ومنتجات".

بيد أنّه بعد مضي أكثر من سنة بقليل على مغادرة كرازبيرجير عملها، فاز ترمب فعلاً بالانتخابات، مُربكاً توقعات ابنته وجميع الآخرين. وعن ذلك يكتب وولف "ميلانيا راحت تذرف الدموع ولم تكن دموع فرح". وبطبيعة الحال دخلت إيفانكا والسيد كوشنير إلى البيت الأبيض مع السيد دونالد ترمب. إيفانكا اليوم باتت في الـ38 من، والسيد كوشنير في الـ39، وها هما بعدما مضت سريعاً السنوات الأربع، يواجهان استحقاقاً آخر يقلب حياتهما رأساً على عقب. فعلى الرغم من عمل إيفانكا بجدٍ ونشاط في حملة والدها، إلا أن المستقبل أمامها ليس واضحاً تمام الوضوح. والسؤال الذي يطرح اليوم: ما الذي سيفعلانه إن خسر السيد ترمب الانتخابات، في 3 نوفمبر (تشرين الثاني)؟

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في السنوات التي تلت مغادرتهما مدينة نيويورك وانتقالهما إلى واشنطن العاصمة، حيث استأجرا بمبلغ 15 ألف دولار أميركي في الشهر منزلاً مؤلفاً من ست غرف نوم قيمته 5.5 مليون دولار (حوالي 4.3 مليون جنيه إسترليني)، أعلنت السيدة إيفانكا عن إغلاق أبواب وكالة الثياب والإكسسوارات التي كانت تملكها. وقد أوردت في كشفها المالي الأخير أن "جميع العمليات المتعلّقة بالوكالة توقّفت في 31 يوليو (تمّوز) 2018". ووفق كشفها المالي الأخير ذاك، عرضت على الأقل ستة بيانات من حساب الائتمان الخاص بتلك الشركة في العام 2019 – صندوق ائتمان إيفانكا م. ترمب (مجموعة آي تي، شركة أل أل سي القابضة) (IT Collection, LLC Holding Company).

يرى محللون في منظمة "مواطنون من أجل الأخلاق في واشنطن"  Citizens for Ethics in Washington أن تصفية الشركة تلك كانت إما جزئية وشملت أقسام من ماركتها المخصّصة للموضة، كالثياب، أو أنها تصفية سمحت لإيفانكا بمواصلة جني المال من ماركة أزيائها بعد عملية التصفية والإغلاق. يذكر في هذا الإطار أن العطور والحقائب والأحذية التي أنتجتها وكالة إيفانكا ما زالت متوفرة على نطاق واسع، وهي إما بضائع متبقيّة في السوق، أو تمثل امتيازات أجنبية.

أمّا بالنسبة إلى السيد كوشنير، وبموازاة ذلك، فقد استقال من منصبه كرئيس تنفيذي لشركة عائلته العقاريّة، "شركات كوشنير" Kushner Companies، ولم يعد يلعب دوراً في إدارتها. بيد أنه ما زال محتفظاً بمجموعة واسعة من الاستثمارات العقارية عبرها، إذ تملك إجمالي 23 ألف وحدة سكنيّة وتشرف عليه ا(الشركات)، وتؤمن له عائدات مالية كبيرة. وفي أغسطس (آب) أعلن الزوجان أن دخلهما للعام 2019 بلغ 36 مليون دولار أميركي، وفق كشفهما المالي الأخير المنشور. كما قُدّرت قيمة الاستثمارات العقارية للزوجين بـ 204 ملايين دولار أميركي على الأقل، وهي تصل إلى 783 مليوناً، أي ما يعادل تقريباً قيمة استثماراتهما القصوى البالغة 786 مليوناً سنة 2018.

إيفانكا ترمب نفسها حققت ربحاً قيمته 3.95 مليون دولار أميركي من "فندق ترمب الدولي" Trump International Hotel في واشنطن، ما يعادل ما حققته في العامين 2017 و2018، وبلغ إجمالي الربح في العام 2019، 5.5 مليون. وربما يفكر الزوجان إن خرجا من البيت الأبيض بعودةٍ مباشرة إلى حياتهما السابقة، في شمال مانهاتن Upper East Side ويستأنفان العمل من حيث توقفا، هي في عالم الأزياء، وهو في مجال العقارات.

وكان جاريد كوشنير وإيفانكا ترمب عاشا في السابق في شقة علوية في "بارك إفنيو" Park Avenue، داخل بناية ترمب، حيث انتقلا إلى هناك في العام 2011. لكنهما في الواقع لم يملكا تلك الشقة أبداً. بل استأجراها أو مُنحا حق استخدامها من دون مقابل من قبل مالكها، والد إيفانكا. وقد نشرت مجلة "إل ديكور" Elle Decor في فبراير (شباط) 2017، ملفاً عنها، كما جرى في ما بعد بيعها، مقابل مبلغ 15.9 مليون دولار أميركي لسيدة تُدعى أنجيلا تشين، هي بحسب مجلة "فوربس" Forbes تدير شركة تتعامل مع مسؤولين سياسيين صينيين ويُحكى عن علاقات تربطها بالاستخبارات العسكرية الصينيّة.

الزوجان اليوم مسجلان للتصويت بالانتخابات في عنوان مختلف عما ذكر آنفاً، لكن في المبنى نفسه في شقة علوية أكبر في الدور الـ 20. بحسب تقرير نشر السنة الفائتة بمجلة "فوربس" Forbes، تملكها أيضاً شركة دونالد ترمب، "ترمب بارك إفنيو أل أل سي" Trump Park Avenue LLC.

السؤال الذي يُطرح اليوم: هل يريد الزوجان وأبناؤهما الثلاثة – أرابيلا، 9 سنوات، وجوزيف، 6، وثيودور، 4 - العودة فعلاً للعيش هناك؟

اللوحات الإعلانية في ساحة "تايمز سكوير" هذه الأيام بارزة في أمكنتها وتشهّر بالزوجين.

في واحدة من تلك اللوحات صُوّر كوشنير أمام رتل من التوابيت، مبتسماً ومكتوف اليدين، وتعليق تحته يقول "سكان نيويورك سيعانون وهذه مشكلتهم" – جاريد كوشنير، مجلة "فانيتي فير" Vanity Fair في 17 سبتمبر (أيلول) 2020. والجملة هذه قيل إنها وردت على لسان السيد كوشنير خلال اجتماع عقد في 21 مارس (آذار) لمناقشة تأمين "مستلزمات الحماية الذاتية" PPE إبان جائحة كوفيد.

وفي لوحة إعلانية ثانية تظهر إيفانكا ترمب مبتسمة وهي تستعرض أعداد الوفيات – "33366 نيويوركياً، 221245 أميركياً"، مع جملة تقول كأنّها (مذيعة أحد الرامج الرياضية) "تستعرض نتائج المباريات".

وفي رد على هاتين اللوحتين هدّد الزوجان بمقاضاة "مشروع لنكولن" The Lincoln Project، الجماعة المناهضة لترمب والمؤلفة من جمهوريين سابقين وهي الحملة التي دفعت تكاليف اللوحتين الإعلانيتين. كما أنّهما في المقابل لم ينزعجا كثيراً ممّا اكتسباه من دعاية، واعتبرا اللوحتين "بلاهة بالغة وموصوفة"، وذكرا أن رد فعلهما تجاه اللوحتين كان "فكاهياً".

في المقابل، قالت جماعة "مشروع لنكولن" إن "الأمر الفكاهي تمثّل بمستوى الغضب الساخط الذي أظهره جاريد كوشنير وإيفانكا ترمب تجاه "مشروع لنكولن" الذي كشف لامبالاتهما أمام أكثر من 223 ألف شخص فقدوا أرواحهم بسبب إدارتهما الرعناء لأزمة كوفيد-19". وتابعت جماعة "مشروع لنكولن" "وفيما نستمتع حقاً في إشغالنا لرأسيهما من دون إيجار، فإن تلك التهديدات التي صدرت عنهما لن تؤخذ على محمل الجد أكثر مما نتعامل مع إيفانكا وجاريد". وتابعت الجماعة "من غير المفاجئ أن تقوم إدارة لم تنظر يوماً إلى دستورنا ولم تفهمه، بمحاولة الدوس على حقوقنا التي يضمنها التعديل الأول في الدستور الأميركي، بيد أننا مصممون تماماً على جعل هذا الدرس في التربية المدنية مؤلماً بقدر الإمكان".

هذه الواقعة طبعاً لا تمثل الاستقبال الذي يحلمان به إذ يعودان إلى مدينتهما نيويورك.

 

وفي هذا الإطار قال روب غولدستون، الخبير البريطاني في العلاقات العامة الذي عمل مع ترمب، واشتهر بتدبيره سنة 2016 اجتماعاً في برج ترمب ضم محامياً روسياً ودونالد ترمب الابن وجاريد كوشنير، "نصيحتي لهما هي الاختفاء لسنة أو سنتين. لا أحد يعرف ماذا سيأتي. إذ قد يواجهان بمختلف أنواع (الملاحقات) القضايا القانونية". وتابع "كما أن الأمر سيكون بالغ الصعوبة عليهما في نيويورك، إذ إنّهما مكروهان جداً هناك. يمكنهما الذهاب إلى كونيكتيكت، أو إلى الشمال، أو ربّما إلى فلوريدا. إذ نسمع بأن الناس يبصقون عليهما في المطاعم".

وكان إريك ترمب، شقيق إيفانكا الأصغر، تلقى بصقة من نادل في مطعم بشيكاغو الصيف الفائت. واتُهمت سيدة بشتم المستشارة في البيت الأبيض، كيليان كونواي، في مطعم مكسيكي في بيثيسدا سنة 2018، كما طُردت الناطقة السابقة باسم البيت الأبيض (في إدارة ترمب)، سارة هاكابي ساندرس، من مطعم في فيرجينيا. وتابع روب غولدستون قائلاً "إيفانكا كانت تعشق الأزياء والبهجة والأعمال – لا أعتقد أنها ما زالت تتلقى الدعوات إلى الـ"مت بول" Met Ball [حفل لجمع التمويل لمعهد غالا للأزياء]. عليها أن تقتدي بمريم [السيدة العذراء] وتتواضع. إذ لا أحد يودّ أن يسمع منها شيئاً، كما قيل أن دونالد (ترمب) نقل مقر إقامته الرسمي إلى فلوريدا".

السيد غولدستون، صحافي الإثارة السابق الذي كان رافق مايكل جاكسون في إحدى جولاته وعمل مستشاراً للعلاقات العامة مع ملكة جمال الكون، ذكر لاندبندنت أنّه التقى إيفانكا ترمب مرات عديدة خلال مناسبات احتفالية وكان على الدوام متأثراً ومعجباً بأسلوبها. وروى "تتواعد معها للقاء عند الساعة الـ 7 مساءً، فتحضر عند الـ 6:55، ويكون لديها فكرة تامة عن موضوع اللقاء، كما تبدو محترفةً وحاضرة للحديث. أعرف أن ذلك قد يبدو عادياً، لكن في عالمها فإنّها تمثل نسمة هواء منعشة. وسبق للناس أن علقوا آمالًا كبيرة عليها. إذ اعتبروا أنها قد تمارس تاثيراً على والدها ربما يكبح من جماحه، بيد أنها لم تفعل ذلك كما ثبت. وثمّة على الأرجح مقدار كبير من السخط عليها ما يجعل عودتها إلى حياتها السابقة أمراً بالغ الصعوبة".

كما أشار غولدستون إلى أن إيفانكا وجاريد لا يحتاجان، من الناحية المالية، للعمل كي يكونا "عائلة جميلة". كما قال "ربما تقوم (إيفانكا) بإدارة أملاك عائلة ترمب، أو تؤلّف كتاباً من قبيل "كيف ساهمت في جعل أميركا عظيمة من جديد". أو ربما كما يُشاع منذ زمن، سيقوم ترمب بإطلاق شبكة إخبارية محافظة، فتعمل فيها. بمقدور إيفانكا أن تصبح باربارا والترز الجديدة، وجاريد قد يصبح روجر إيلس الجديد".

مايكل دانطونيو، الذي ضم كتابه "لا يكفي أبداً" Never Enough الصادر سنة 2015 مقابلات موسعة مع دونالد ترمب وزوجته السابقة إيفانا، وزوجته السابقة الثانية مارلا مابلس، ودونالد جونيور، وإيفانكا ترمب، ذكر أنه شعر "بنجاحه النسبي في نقل صورة جيدة عنها" خلال عمله على إعداد الكتاب. وتابع قائلًا في حديث مع اندبندنت "أتوقّع منها أن تقوم بإحياء ماركة الثياب التي أسستها، وربما أيضاً تعمل على تسويق المنتجات التي تحمل وسم اسمها الأول (إيفانكا). يمكنها تصنيع منتجاتها في الصين وبيعها لمتاجر ثياب النساء في "الولايات الحمراء" (ولايات نفوذ الحزب الجمهوري). إذ إنها تبلي حسناً في ابتكار الأشياء المرغوبة والجذابة والرائجة إلى حد بعيد في ذلك السوق. وهكذا يمكنها إنتاج أحذية بقيمة 165 دولاراً أميركيا تحاكي أحذية قيمتها 1200 دولار. وثياب رسمية للعمل لمحدودي الميزانية، وهذا يعدّ سوقاً هائلًا".

كما قال السيد دانطونيو إن ترمب "يمثل شخصية كتاب رسوم هزلية وقد تجسدت (هذه الشخصية) في الواقع"، وإنّه كان ممثلاً جيداً قام في مناسبات عديدة، وبطرفة عين، بجعل الناس يدركون أنّه يؤدّي دوراً". و"المشكلة برأيي"، أضاف، "أنه يرتبك أمام أي من الأفكار التي يقولها عن أمر حقيقي، وعادة ما تمثل (مجرد) جزءاً من اللعبة. مشاريع الأعمال والتجارة العائليّة تفترض خلق الأوهام والأحلام. فأنت تجني الأموال عبر (التلاعب) بأنظمة وقوانين الضرائب. والأزياء بالنسبة لإيفانكا تمثل أوهام جيدة للبيع".

كما ذكر دانطونيو أن العودة إلى نيويورك قد تكون أمراً يتسم بالتناقض بالنسبة لها. وذكر "سعى دونالد كي يحظى بالقبول، بيد أن طموحه ذاك لم يتحقق أبداً. إيفانكا من جهتها كانت مقبولة، لكن ذلك تبدد الآن". وأضاف "تملكتني الدهشة – بالمعنى السلبي – كيف أنّ شخصيات عديدة، خصوصاً حول جاريد، باتوا يواجهون المشكلات. ويبدو أن هؤلاء كما يُحكى لن يخرجوا أبداً من وحول ذاك المشهد الباطني الملتبس. إذ من الواضح أن جاريد شخصيّة تآمريّة". ويرى دانطونيو أنهما (إيفانكا وجاريد)، وعلى الرغم من العقبات، سيحاولان اسئناف حياتهما السابقة.

أما السيدة كرازبيرجير، مديرة التسويق السابقة في وكالة إيفانكا، فتعتقد أن لربّة عملها السابقة ربما طموحات أكبر. "أعتقد أنّها ستترشّح للرئاسة. إذ إنهما (إيفانكا وجاريد) مصابان بجنون العظمة. كانت على الدوام مهتمة بالسياسة – لكن بسياسة "الديمقراطيين" (الحزب الديمقراطي)". كما تعتقد كرازبيرجير أيضاً أنهما سيعودان إلى نيويورك. وتقول عن ذلك "غرورهما أقوى من مشاعرهما. ولدي أصدقاء مثقفون كثيرون سيستمرون بدعمهما وتأييدهما. ما زلت غير متأكدة، لكنّي أعتقد أنها لن تتوارى عن الانظار. وأعتقد أنها ستحاول تعزيز حضورها. وكان الله في عوني إن فكرت بإطلاق حملةٍ ما موجّهة (لحماية حقوق) النساء".

الجدير ذكره هنا أن السيدة كرازبيرجير كانت في سنة 2016 هاجمت ربّة عملها السابقة لقيامها بالترويج لاعتماد إجازة أمومة في الوظائف الفيدرالية، في حين أن الإجازة تلك لم تكن معتمدة في شركتها. ونشرت كرازبيرجير عن المسألة في ذلك الوقت على صفحتها على فيسبوك، فذكرت "عندما طلبت إجازة أمومة قالت إنّها ستفكّر بالموضوع، وإنهم في شركات ترمب لا يعتمدون إجازات الأمومة، وإنها عادت إلى العمل بعد أسبوع واحدٍ فقط من إنجابها طفلها الأول". والآن إذ غدت كرازبيرجير منتجة أفلام، وتركت خلفها عالم الأزياء والموضة والتسويق، تقول عن إيفانكا "ليس لديها أيّ فكرة عن الموضوع (إجازة الأمومة). فكرة مساعدتنا بالنسبة لها تمثلت بإدراجنا في خطة تأمين صحّي تماماً كالتي لخادمتها في البيت. وفي الآونة الأخيرة عندما توجهت بالكلام إلى الناس في سوق العمل قائلة إن عليهم ابتكار مجالات مهن جديدة، أردت أن أصرخ! يا لوقاحة هذه المرأة".

من جهة أخرى، وعلى الرغم من أصدقاء قدماء مثل آنا وينتور – التي غدت اليوم توجّه نقداً لاذعاً إلى دونالد ترمب – سيكونون عمّا قريب قد انفضوا عن عائلة الرئيس ترمب، فإن إيفانكا ما زالت لديها شبكة علاقات يمكن الاعتماد عليها، تضمّ ويندي دينغ، زوجة روبيرت مردوخ السابقة، إضافة إلى زوجة شقيق زوجها عارضة الأزياء كارلي كلوس. وكلوس هي زوجة الشقيق الأصغر لجاريد كوشنير، جوش، البالغ من العمر 35، ويعيش جوش وكارلي في نيويورك، بيد أن المعلومات تشير إلى أنّهما راهناً يبحثان عن منزل في الولايات الشمالية كي ينتقلا للعيش هناك.

في سياق متصل قال دبلوماسي سابق بارز ممن تعاملوا بإسهاب مع السيد كوشنير في قضايا تخص بلده، إنه غير متفاجئ من رؤية كوشنير محاولاً ترجمة الدور الذي قام به في الشرق الأوسط ومعاملاته مع المكسيك وكندا، إلى (لعب) دورٍ في القضايا الدولية. وذكر الدبلوماسي لاندبندنت "أرى جاريد بالتأكيد (يلعب) دور مستشار في العلاقات الدولية للشركات المتعددة الجنسية أو للحكومات، ويكون ذلك إما ضمن وكالة استشارية كبيرة، أو ضمن مبادرات شخصيّة منه". وتابع "وافقنا أم لم نوافق، فقد شكّلت الوساطة التي قام بها للوصول إلى اتفاقيات سلام بين إسرائيل ودولة الإمارات العربيّة المتّحدة والبحرين والسودان مقدّمة لإنجازات كبيرة".

إلى ذلك ذكر مصدر آخر في الأمم المتحدة إن كوشنير ليس محبوباً كثيراً بين زملائه. وتابع "الكثير من مساعيه تتمثل في الالتفاف والتحايل على قرارات موجودة أصلاً وصادرة من مجلس الأمن، وعلى مسارات عمل الأمم المتحدة في الشرق الأوسط. كما أنّه بالأساس تجاهل جهود الأمم المتحدة ودورها في مسار عمليّة السلام في الشرق الأوسط، على الرغم من أنّه قام هذه السنة بإطلاع ممثلي الدول في مجلس الأمن على مقترحاته، التي جرى الموافقة عليها على ما يبدو".

 

 

إلى هذا يتابع السيد كوشنير من جهة أخرى اهتمامه بصحيفة "نيويورك أوبسيرفر" New York Observer التي اشتراها سنة 2006 بمبلغ 10 ملايين دولار أميركي. وكان ذُكر أنّه باعها لـ"أسهم عائليّة" (عائلته) في العام 2017، بيد أنّها تبقى شركة بيد عائلته وتنشر موادها على شبكة الإنترنت. وفي هذا السياق قال مايكل كالديرون من مجلة "فانيتي فير"، والذي عمل لصالح كوشنير في "نيويورك أوبسيرفر" بين العامين 2004 و2007، إنّه يشكك في أن يكون رب عمله السابق مصصماً على إبقاء أدواره في العلاقات الدولية، وذكر في حديث إلى إذاعة "إنسايد ذا هايف" Inside The Hive أن كوشنير لم يكن أبداً إيديولوجياً بأي شكل من الأشكال. وأوضح كالديرون قائلاً "لا أعتقد أن هناك رؤية لكوشنير ذات عمق إستراتيجي أو أهداف سياسية في القضايا الدولية". وتابع كالديرون "ما يذهلني هو انخراطه في الـ"الأوبسيرفر" والتفكير أنّه إذا ما استطاع تحويلها إلى عمل تجاري فإن ذاك سيجعله قادراً على تغيير مصيرها. تماماً كما حصل مع جائحة كوفيد. فهو واثق من أنّه يرى الأمور بطريقة أفضل، وبأنه أكثر كفاءة في التعاطي مع الأشياء. ويعتقد أن بإمكانه إلقاء نظرة عامة على الأمور والدخول على الفور بصلب الموضوع وتنفيذ تلك الحلول التي تبدو صعبة ومستعصية". وأوضح في هذا الإطار أن رب عمله السابق قام بشراء تلك الصحيفة كطريقة لتدعيم موقعه في المجتمع وأنه سيعود إليها. وذكر "اشترى جاريد الصحيفة في وقت كان يبني موقعه في العالم بنفسه. فهي مثّلت رمزاً للمكانة بالنسبة إليه". وأضاف "أعتقد أنّه سيعود إلى مدينة نيويورك للعمل في العقارات، ولن يتأثر بما يحصل. فهو يؤمن بأن لديه الوسائل المناسبة لإنجاح الأمور".

مصدر مطلع من داخل عالم العقارات لديه معرفة جيدة بعائلة كوشنير وافق على ما قاله كالديرون. وقال هذا المصدر المذكور لاندبندنت "كان (كوشنير) لا يتهاون في محاولة تحقيق أشياء كبيرة، وهم في العائلة لديهم أملاك مهمة. هذه الأمور كلها اليوم تنتظر عودته إليها. لا أستطيع تخيل أنّه سيقوم بأشياء أخرى".

لكن ماذا عن خروجه من دور نائب الرئيس، الذي حظي به بحكم الأمر الواقع، في إدارة مكروهة في مدينة نيويورك؟ ماذا عن ورطاته القانونية والضرر اللاحق باسمه؟ ألن تجعله هذه الأمور شخصاً منبوذاً؟ عن ذلك يقول المصدر العقاري المطلع "انظروا إلى كل تلك المهرجانات والاحتفالات، معظم المشاركين فيها حققوا حضورهم على هذا النحو. المال يتكلم. نصف الأشخاص في تلك الأوساط هم أقطاب أعمال سيّئوا السمعة". ويتابع "هو (جاريد) يقوم بتوظيف جهاز أمن، وهي (إيفانكا) تلتحق برابطة ودية للأهل والمعلمين أو تؤسس جمعية خيرية، فيقومان بالتبرع بالملايين لقضية من القضايا، ويشاركان في الأنشطة ويظهران في الأمكنة العامة مع أصدقائهما من جامعة هارفرد، هكذا يكونان قد عادا إلى حياتهما". يضيف المصدر "أما بالنسبة إلى المسائل القانونية، فكل شخص منا يواجه هكذا مسائل، هذه ليست مشكلة فعلية، حياتهما ستكون جميلة جداً". يوافق السيد دانطونيو على هذا الأمر، ويضيف "يمكنه أن يؤسس "مدرسة كوشنير للسياسات أو لأمر آخر، إن شعر بحاجة لفعل ذلك. فعائلته أدخلته إلى جامعة هارفرد"، ويختم ضاحكاً "ما من طريقة لوصف مقدار وقاحتهما".  

© The Independent

المزيد من سياسة