Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استفهامات حول تعاون جامعة أميركية مع كيان نووي صيني محظور

شاركت العالمة ويندي ماو في أبحاث حساسة بالتعاون مع مركز تابع لبكين أسسه والدها

من استعراض عسكري سابق للصواريخ النووية (غيتي)

ملخص

أثارت العلاقة بين عالمة في جامعة ستانفورد العريقة بكيان مرتبط بالبرنامج النووي الصيني تساؤلات عدة حول اختراق الصين المؤسسات الأكاديمية واستغلالها الأبحاث العلمية الأميركية لغاياتها السياسية والأمنية.

النفوذ الصيني في الجامعات الأميركية ليس خبراً جديداً، لكن العلاقة بين عالمة في جامعة ستانفورد العريقة بكيان مرتبط بالبرنامج النووي الصيني أثارت تساؤلات عدة حول اختراق الصين المؤسسات الأكاديمية واستغلالها الأبحاث العلمية الأميركية لغاياتها السياسية والأمنية.

سلط تحقيق أجرته صحيفة طلابية في جامعة ستانفورد حول تعاون رئيسة قسم علوم الأرض في الجامعة ويندي ماو مدة لا تقل عن عقدين مع مركز علوم وتكنولوجيا الضغط العالي المدرج ضمن قائمة الكيانات المحظورة في الولايات المتحدة، لكونه تابعاً للمجمع التكنولوجي الذي يشرف عليه برنامج الصين للأسلحة النووية.

المفاجأة أن عدداً من الأبحاث المشتركة حظيت بتمويل جزئي من سبع وكالات حكومية أميركية في الأقل، بحسب ما أظهرته بيانات التمويل، وتأتي هذه النتائج ضمن ثاني تحقيق كبير تنشره صحيفة The Stanford Review الطلابية ضمن سلسلتها الاستقصائية حول نفوذ الحزب الشيوعي الصيني في الجامعة، وسبق أن أفادت الصحيفة في مايو (أيار) الماضي بمحاولات صينية مزعومة للحصول على معلومات حساسة متعلقة بالأبحاث الأكاديمية.

وعلى رغم أن الأوراق البحثية التي شاركت ماو في تأليفها مع باحثين من الكيان الصيني لا تتناول بصورة مباشرة أبحاثاً مرتبطة بالأسلحة النووية، فإن نوعية التقنيات التجريبية والمعرفة النظرية المستخدمة في أبحاث الجيولوجيا وعلوم المواد يمكن توظيفها لدرس مواد ذات صلة بالأسلحة النووية، وفق عالم بارز في علوم المواد والفيزياء.

وعُرفت الصين باستغلالها التقنيات والمعارف ذات الاستخدام المزدوج لتعزيز برامجها الدفاعية، فعلى سبيل المثال اشترت الصين عام 2012 محركات طائرات مروحية مدنية من شركتين فرنسيتين قبل أن يعاد توظيفها لاحقاً في مروحيات تابعة للجيش والبحرية.

 من جانبه، أكد أستاذ الفيزياء المعدنية في جامعة كاليفورنيا - بيركلي، ريموند جانلوز "أن تجارب الضغط العالي تستخدم من قبل علماء يعملون في مجال الأسلحة النووية"، مضيفاً أنه "إذا كان أي شخص يستخدم خلية السندان الماسي أو موجات الصدمة لدرس مواد ذات صلة بالأسلحة النووية، فإن ذلك يعد شديد الحساسية، وعندما تطبق هذه الأساليب ذاتها على مواد نووية حساسة فإن التجارب من هذا النوع تبدأ بإثارة كثير من التساؤلات".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دخول علماء صينيين مواقع حساسة

وفقاً لصفحتها التعريفية في الجامعة، تحمل ويندي ماو درجة الدكتوراه في العلوم الجيوفيزيائية من جامعة شيكاغو وتعمل في ستانفورد منذ عام 2007، وقد أتمت بين عامي 2005 و2007 زمالة ما بعد الدكتوراه في مختبر لوس ألاموس الذي صممت فيه أولى القنابل الذرية الأميركية، وشاركت وفق التحقيق في تأليف ما لا يقل عن 12 بحثاً محكماً مع علماء تابعين للكيان الصيني، وأكثر من 50 بحثاً خلال العقدين الماضيين، وكان خمسة من المتعاونين معها يحملون عناوين بريد إلكتروني موثقة تابعة للمركز، بحسب قاعدة بيانات "غوغل" البحثية.

وأظهرت بيانات تمويل تلك الأبحاث أن الدعم جاء من سبع وكالات حكومية أميركية في الأقل، بينها وزارة الطاقة و"وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة" (داربا)، ووزارة الدفاع و"المؤسسة الوطنية للعلوم" و"المعاهد الوطنية للصحة" و"مكتب أبحاث الجيش" و"وكالة ناسا"، واللافت أن أحد الأبحاث المشتركة المنشورة عام 2018 للعالمة ماو وعالمة من الكيان الصيني، أتاح للفريق البحثي الوصول إلى مختبر أرغون الوطني التابع لوزارة الطاقة.

وفي يونيو (حزيران) 2020 أدرجت وزارة التجارة الأميركية المركز الصيني على قائمة الكيانات المحظورة التي تشمل أشخاصاً أو مؤسسات يعتقد أنهم داخلون في أنشطة تتعارض مع الأمن القومي أو المصالح الخارجية للولايات المتحدة، ووفقاً لوزارة التجارة فإن "مركز علوم وتكنولوجيا الضغط العالي" مملوك أو مدار من قبل أو تابع مباشرة لـ "الأكاديمية الصينية للهندسة" والتي تعد بمثابة المجمع التكنولوجي المسؤول عن أبحاث وتطوير واختبار الأسلحة النووية الصينية والمحظور في أميركا منذ عام 1997.

ووفق التحقيق فقد شغلت العالمة ماو منصب باحثة زائرة في المركز الصيني بين عامي 2016 و2019، ووالدها العالم التايواني الأميركي كوانغ ماو هو الذي أسس المركز في شنغهاي عام 2013، أثناء عمله في "مؤسسة كارنيغي" بواشنطن، ويعمل الأب في المجال البحثي ذاته الذي تعمل فيه ابنته.

يستذكر والدها أنه عندما تواصل مسؤولون صينيون معع بعد 50 عاماً من العمل داخل الولايات المتحدة وطلبوا منه المساعدة في "تحسين جودة البحث" في الصين، قال لهم عام 2008 بحسب ما نقل عنه "أعطوني المال وسأوفر لكم العلماء".

وبحلول عام 2013 قدمت الحكومة الصينية التمويل اللازم لتأسيس المركز في شنغهاي وبكين بتمويل مباشر من وزارة المالية الصينية، وفقاً لما نشرته مجلة Nature عام 2019، أي قبل عام من إدراج المركز على القائمة الأميركية بسبب صلاته بالبرنامج النووي الصيني، وقال هو كوانغ ماو عن المركز "في الصين لم يكن نظام دعم البحث فعالاً بصورة كافية، فسمح لي بتجربة نظام جديد يمنح العلماء حرية كاملة للبحث مع حد أدنى من الإشراف والتقييم، وبالطبع فالحكومة تراقب التقدم ولكن بمستوى منخفض".

قلق من الطلاب الصينيين

ولا يقتصر القلق من تداخل الباحثين في الجامعات الأميركية المرموقة مع الصين على جامعة ستانفورد وحدها، فخلال الشهر الماضي وجّهت اتهامات إلى ثلاثة باحثين صينيين يعملون في مختبر بـ "جامعة ميشيغان" على خلفية محاولة تهريب مواد بيولوجية إلى الولايات المتحدة، وفي يونيو الماضي أيضاً اُتهم باحثان في برنامج علوم النبات في الجامعة، يونتشينغ جيان وزونيونغ ليو، بتهريب فطر مصنف كسلاح في الإرهاب الزراعي إلى الولايات المتحدة عام 2024، وقال الادعاء العام إن الأجهزة الإلكترونية الخاصة بيونتشينغ جيان حوت أدلة تشير إلى عضويتها وولائها للحزب الشيوعي الصيني.

وسجلت الولايات المتحدة حوادث متكررة لطلبة صينيين في جامعات يلتقطون صوراً لقواعد عسكرية في مناطق مختلفة من البلاد، ففي صيف عام 2023 عثرت قوات الحرس الوطني على خمسة طلاب صينيين من "جامعة ميشيغان" قرب "معسكر غرايلينغ الذي يبعد نحو 200 ميل عن الحرم الجامعي، ووجهت إليهم لاحقاً تهم محاولة إخفاء السبب الحقيقي لرحلتهم، وهو تصوير مركبات عسكرية أثناء أحد أكبر تدريبات الحرس الوطني داخل البلاد.

وكانت الصين تُرسل أكبر عدد من الطلاب الأجانب إلى الجامعات الأميركية، لكن هذه الأعداد انخفضت مع تدهور العلاقات بين البلدين، وقررت إدارة ترمب الصيف الماضي إلغاء التأشيرات لطلاب صينيين، إذ ذكر وزير الخارجية ماركو روبيو أن التحرك ضد الطلاب الصينيين في الولايات المتحدة سيشمل "أولئك الذين لديهم صلات بـ 'الحزب الشيوعي الصيني' أو يدرسون في مجالات حيوية".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات