ملخص
في تطور لافت وسط الأجواء الضاغطة على لبنان المهدد باستئناف الحرب الإسرائيلية عليه، تسلط الأضواء بقوة على مسار اجتماعات لجنة "الميكانيزم" اليوم بعد تطعيمها بممثلين مدنيين من الجانبين اللبناني والإسرائيلي وبحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس.
أعلن رئيس الحكومة اللبناني نواف سلام اليوم الأربعاء أن بلاده منفتحة على قيام لجنة مراقبة وقف إطلاق النار من التحقق من عملية نزع سلاح حزب الله في جنوب لبنان.
وقال سلام في تصريحات لثلاث وكالات أنباء من بينها وكالة "الصحافة الفرنسية"، "أبلغنا اللجنة بأننا جاهزون (...) لأن تقوم (...) بإجراءات التحقق ميدانياً كلما كان لديهم أي قلق أو شكوك (...) نحن منفتحون على التحقق" من قبل اللجنة.
ورأى رئيس الحكومة اللبناني أن المحادثات في إطار لجنة وقف إطلاق النار، التي انضمّ إليها ممثلان مدنيان إسرائيلي ولبناني، لم تصل بعد إلى مرحلة محادثات "سلام".
وقال سلام "لجنة وقف إطلاق النار هي المنتدى... لتنفيذ إعلان وقف الأعمال العدائية. لم نصل بعد إلى مرحلة محادثات السلام".
يأتي ذلك بعدما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن إرسال المندوب المدني يأتي في إطار "محاولة أولية لوضع أساس لعلاقة وتعاون اقتصادي بين إسرائيل ولبنان".
قال سلام إن المحادثات الاقتصادية ستكون جزءاً من أية عملية تطبيع مع إسرائيل، والتي يجب أن تتبع اتفاق سلام، مضيفاً للصحافيين أنه إذا التزمت الدولتان بخطة السلام العربية لعام 2002 "فسيتبع ذلك التطبيع، لكننا ما زلنا بعيدين".
من جهتها اعتبرت السفارة الأميركية في لبنان الأربعاء أن انضمام ممثلين مدنيين، لبناني وإسرائيلي، للمرة الأولى إلى اجتماع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار "خطوة مهمة تعكس الالتزام بتحقيق الاستقرار والسلام الدائم".
وأوردت السفارة في بيان صدر عقب اجتماع اللجنة في الناقورة جنوب لبنان أن "جميع الأطراف رحبت بالمشاركة الإضافية باعتبارها خطوة مهمة نحو ضمان أن يكون عمل لجنة وقف إطلاق النار مرتكزاً على حوار مدني مستدام، إضافة إلى الحوار العسكري"، مشيرة إلى أن انضمامهما يعكس التزام اللجنة "تسهيل المناقشات السياسية والعسكرية بهدف تحقيق الأمن والاستقرار والسلام الدائم لجميع المجتمعات المتضررة من النزاع".
وصول الموفدة الأميركية
وصلت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت، اليوم الأربعاء، في زيارة قصيرة تقتصر على مشاركتها في اجتماع لجنة "الميكانيزم" اليوم في الناقورة بجنوب لبنان، من دون أن يتضمن برنامجها لقاءات سياسية أخرى، بينما أذاعت الناطقة الرسمية باسم رئاسة الجمهورية اللبنانية نجاة شرف الدين بياناً للرئاسة صباح الأربعاء جاء فيه أنه للمرة الأولى ستشارك شخصيات مدنية في اجتماع "الميكانيزم"، مشيرةً إلى أن السفير اللبناني السابق سيمون كرم سيرأس الوفد التفاوضي اللبناني. كما أشارت تقارير صحافية في وقت سابق إلى أن يوري ريسنك من مجلس الأمن القومي الإسرائيلي سيشارك في الاجتماع عينه ممثلاً إسرائيل.
كذلك أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في وقت لاحق الأربعاء أنه أصدر توجيهات بإرسال مندوب إسرائيلي "للقاء مسؤولين في لبنان".
وجاء في بيان للمكتب "وجّه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مدير مجلس الأمن القومي بالإنابة لإرسال ممثل عنه لاجتماع مع مسؤولين حكوميين واقتصاديين في لبنان"، واضعاً ذلك في إطار "محاولة أولية لوضع أساس لعلاقة وتعاون اقتصادي بين إسرائيل ولبنان" اللذين لا يزالان في حالة حرب رسمياً.
ويعد هذا التطور أمراً متقدماً جداً وسط الأجواء الضاغطة بما يسلط الأضواء بقوة على مسار اجتماعات "الميكانيزم" بعد تطعيمها بممثلين مدنيين.
وبدأ اجتماع الميكانيزم في رأس الناقورة عند الساعة العاشرة من صباح الأربعاء بالتوقيت المحلي، بحضور أورتاغوس، ووفدٍ من الجيش اللبناني، والسفير سيمون كرم، والممثلَين الفرنسي والأميركي، والجانب الإسرائيلي، وبمشاركة قوات اليونيفيل.
الناطقة الرسمية باسم رئاسة الجمهورية نجاة شرف الدين اذاعت بيان الرئاسة:
التزاماً بقسمه الدستوري، وعملاً بصلاحياته الدستورية، من أجل الدفاع عن سيادة لبنان وسلامة أراضيه ومصالحه العليا،
وتجاوباً مع المساعي المشكورة من قبل حكومة الولايات المتحدة الأميركية، التي تتولى رئاسة "اللجنة…
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) December 3, 2025
في موازاة ذلك نقلت هيئة البث الإسرائيلية أن "إسرائيل تستعد لتصعيد عسكري كبير في لبنان بسبب استمرار 'حزب الله' بتعزيز قدراته".
وأشارت هيئة البث إلى أن إسرائيل قدمت لأورتاغوس، التي التقت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ما قالت إنه "أدلة على استمرار تعاظم قوة 'حزب الله'".
وقال كاتس بعد لقائه أورتاغوس، "أجريت مع أورتاغوس نقاشاً مفيداً في شأن الوضع في لبنان وقلت لها إن 'حزب الله' هو من ينتهك السيادة اللبنانية وإن نزع سلاحه أمر بالغ الأهمية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إلى ذلك أكد دبلوماسي أوروبي في حديث لصحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أن "هناك خطراً من تصاعد التوتر على الجبهة اللبنانية بعد اغتيال قيادي في 'حزب الله'"، مشدداً على أن "من حق إسرائيل التحرك إذا حاول 'حزب الله' استعادة نشاطه في جنوب لبنان".
وكشف الدبلوماسي عن أن "إسرائيل قد تشن ضربة على إيران خلال 12 شهراً"، مشيراً إلى أن "واشنطن لن تسمح لإسرائيل قريباً بشن هجوم واسع على إيران حفاظاً على خطتها في شأن غزة". وأضاف أن "طهران تواصل التصعيد وتتجاهل التحذيرات الدولية مع ارتفاع التوتر في لبنان والضفة الغربية".