ملخص
شهدت المباراة المشتعلة بين مانشستر سيتي وليدز تقلباً مذهلاً في الإيقاع والهيمنة، قبل أن يحسم فيل فودين المواجهة بهدف قاتل، كاشفاً نقاط ضعف سيتي وتصاعد قوة ليدز على رغم من الخسارة.
إذا كان هدافا فيل فودين قد فصل بينهما 90 دقيقة، فثمة ما كان يفصل بين الهدفين أكثر من الزمن في مباراة اتسمت بالجنون. إذ تقلبت المشاعر وتبدل ميزان القوة. إذ اعتلى مانشستر سيتي موقع السيطرة التامة في البداية إلا أن ليدز يونايتد شن عودة حماسية مذهلة. وفي النهاية، عاد الوضع كما كان بعد الدقيقة الأولى. هدف واحد يفصل بينهما، وفودين هو من حسم المواجهة.
بوادر ضعف في سيتي وتفوق تكتيكي لفاركه
ومع ذلك أظهر الفائزون مكامن ضعف، فيما بدا الخاسرون وقد خرجوا أقوى مما كانوا عليه. كانت مناسبة تنطق باللامنطق. بالنسبة إلى سيتي، فإن فقدان السيطرة في الشوط الثاني ينبغي أن يبعث على القلق، ففي ملعبه، أمام فريق صاعد حديثاً، ومع تقدم مريح في النتيجة، تخلى فجأة عن أفضليته. أما ليدز، فكان التبديل الذي أجراه مدربه دانييل فاركه وقلب مجرى المباراة سبباً لعدم التفريط بمدرب توج بلقب التشامبيونشيب (دوري الدرجة الأولى الإنجليزي). وقد وضع فاركه نظيره في مانشستر سيتي، بيب غوارديولا تحت الضغط.
أسبوع صعب على غوارديولا وفودين ينقذ الفريق
وبالنسبة إلى سيتي، فقد اقترب هذا الأسبوع حد الخطر من أن يكون أسبوعاً بائساً. بعد الهزيمة أمام نيوكاسل، ثم أمام باير ليفركوزن الألماني، وبدا رهان غوارديولا على إراحة 10 لاعبين في دوري الأبطال غير ضروري في البداية، إذ تفوقوا على ليدز قبل الاستراحة، ثم بدا أكثر فشلاً حين عجزت تلك السيقان الأكثر انتعاشاً عن إيقاف الهجمة غير المتوقعة. وفي نهاية المطاف، كان فودين من أنقذ سيتي. وسواء استحقوا الفوز أم لا، فقد استحقه هو. وقال غوارديولا بامتنان "جودة فيل مرة أخرى. لسنا فريقاً يفوز كثيراً بهذا النوع من المباريات". وكان يرى أنها نوعية الانتصارات التي كان مساعده بيب ليندرز يعيشها على نحو أكثر حين كان إلى جانب يورغن كلوب في ليفربول.
وقال فودين، "إنها من أغرب المباريات على الإطلاق". لقد حسمها. إذ كانت اللوحة الإلكترونية قد رفعت لتشير إلى احتساب الحكم 10 دقائق كوقت بدل ضائع. وإذا كان لذلك أثر محبط على ليدز، فقد كان كذلك لما حدث خلال ثوان. فقد أطلق فودين تسديدة في الزاوية السفلى للمرمى، متجاوزاً الجميع في منطقة جزاء مكتظة. وقال فاركه بأسى، "لحظة من السحر عبر أرجل كثيرة. كانت لحظة حاسمة بالنسبة إليهم".
توتر الكبار وهدوء فودين
شعر فودين بأنه الرجل الأكثر هدوءاً في أجواء شديدة التوتر. كبار السن تأثروا. جيانلويجي دوناروما تلقى إنذاره الأخير بسبب الاعتراض. وبرناردو سيلفا، الذي كان قد نال بطاقة صفراء مسبقاً، تظاهر بالسقوط داخل منطقة الجزاء.
لكن فودين قدم لمستين رائعتين أنهى بهما الكرتين. تلقى ليدز هدفين في الدقيقتين الأولى والـ91، إذ كسر فودين جمود النتيجة بعد 59 ثانية فقط بتسديدة قوية بالقدم اليمنى، خطفها من عرضية زميله ماتيوس نونيس. وقد تطلب الأمر تصدياً بارعاً من جايدن بوغل، ثم إنقاذاً مذهلاً من لوكاس بيري ليحرم من هدف ثان. لكنه جاء بدلاً من ذلك في وقت متأخر جداً. أما القاسم المشترك، فكان قدرة فودين على الانسياب إلى المساحات والظهور بلا رقابة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان ذلك في توقيت مناسب. إذ أخيراً، أزاح فودين ماكسيم إستيف عن مركز ثاني أفضل هدافي مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز لهذا الموسم. وهذا، بما أن الفرنسي مدافع في بيرنلي، يعد إدانة للجميع في الفريق باستثناء إيرلينغ هالاند.
لم يكن فودين قد سجل في الدوري الممتاز منذ الديربي أمام مانشستر يونايتد. وقد انتهت فترة الجفاف حين احتاج سيتي إلى إلهام فردي.
هالاند يواصل الصيام التهديفي أمام تألق كالفرت لوين
لم يأت الإلهام من المشتبه فيه المعتاد. فقد كان هذا يوم هالاند المنتظر، لكنه أنهى أسبوعه بثالث مباراة بلا أهداف، ليبقى عالقاً عند 99 هدفاً في الدوري الإنجليزي. أما المهاجم الذي يملك صلات بكلا الناديين والذي وجد طريقه إلى الشباك فلم يكن هو، بل لوكاس نميشا، الذي لعب لسيتي من دون أن يسجل لهم، لكنه سجل ضدهم. ولم يأت العرض الكاسح من صاحب القميص رقم "تسعة" النرويجي، بل من دومينيك كالفرت لوين. وقال فاركه عن مهاجمه "جودته لا شك فيها".
وقال غوارديولا، "لا يمكن إيقاف كالفرت لوين إذا كان الأمر يخص الكرات الطويلة".
لقد لعب كمن تلبسته روح، فسجل الهدف الأول لليدز، ونال ركلة الجزاء للهدف الثاني عندما أسقطه يوشكو غفارديول. وبينما تصدى دوناروما لأول ركلة جزاء مع سيتي، تابع نميشا الكرة المرتدة وسجلها.
تفاصيل التبديلات وتغيير الخطة
غير فاركه مجرى المباراة حين غير فريقه وتكتيكه. دخل كالفرت لوين وياكا بييول في تبديل مزدوج بين الشوطين، وخرج الجناحان، ليتحول ليدز إلى الرسم الخططي (3 - 5- -2). وأشار غوارديولا إلى أن الألماني استنسخ أسلوب ليفركوزن. وقد نجح ذلك. إذ سجل كالفرت لوين خلال أربع دقائق بعد خطأين من نونيس. كان ممتازاً في الشوط الأول وضعيفاً في الثاني، وكان البرتغالي صورة مصغرة لسيتي.
وانتقل غفارديول من تسجيل هدف لسيتي إلى المساهمة في هدف لليدز. فقد صنع لمسة سهلة داخل المرمى بعدما تفوق نيكو أوريلي في الارتقاء على لوكاس بيري، فأسقط الكرة بكتفه. وكان لدى سيتي تهديد حقيقي من الركلات الركنية في الشوط الأول، بينما لم يكن لدى ليدز أي فعالية. وقال غوارديولا، "كان ينبغي أن تنتهي المباراة".
سدد سيتي 14 كرة قبل استراحة ما بين الشوطين، لكنه لم يسدد سوى كرة واحدة في الـ40 دقيقة التالية قبل انتفاضة متأخرة. بينما أظهر ليدز روحاً رائعة، ومع ذلك انتهى به الأمر إلى خسارته السابعة في ثماني مباريات. وقال فاركه، "قلوب لاعبي محطمة، لكن عليهم أن يفخروا كثيراً". أما سيتي، باستثناء فودين، فقد يستحقون فخراً أقل، لكنهم حصدوا النقاط الكاملة.
© The Independent