Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيران تدعو "حزب الله" إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل انتقاما لطبطبائي

تل أبيب تتخوف من أن يباغتها في التوقيت الذي يختاره مما يستدعي تنفيذ مرحلة الإضعاف قبل نهاية العام

أعلن مكتب نتنياهو أن "حزب الله" يتلقى مجدداً تمويلاً ضخماً من إيران (أ ف ب)

ملخص

إيران تحث "حزب الله" اللبناني على الانتقام من مقتل طبطبائي، وتتوقع إسرائيل أن تشمل ردود الحزب المحتملة إطلاق وابل من الصواريخ باتجاه عمق الأراضي الإسرائيلية ومحاولات تسلل عبر الحدود، أو شن هجمات على مواقع الجيش الإسرائيلي داخل لبنان، إضافة إلى احتمال تنفيذ عملية عبر جماعة الحوثي في اليمن، نظراً إلى الصلة الوثيقة التي كان يتمتع بها طبطبائي معها.

أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس الإثنين بأن الجيش يواصل الاستعداد لما يصفه بمرحلة إضعاف "حزب الله"، مؤكداً أن العمليات العسكرية الرامية إلى منع إعادة بناء القدرات العسكرية لهذا التنظيم المدعوم من إيران، ستتواصل بوتيرة متصاعدة.

وبحسب الإذاعة فقد تقرر تعزيز منظومات الدفاع الجوي شمال إسرائيل ورفع مستوى الجاهزية العسكرية بصورة ملاحظة، وتشير التقييمات الجديدة إلى وجود سيناريوهات محتملة عدة لرد "حزب الله" على اغتيال هيثم علي طبطبائي، الرجل الثاني وقائد الجناح العسكري في الحزب، إذ تتوقع إسرائيل أن تشمل ردود "حزب الله" المحتملة إطلاق وابل من الصواريخ باتجاه عمق الأراضي الإسرائيلية ومحاولات تسلل عبر الحدود، أو شن هجمات على مواقع الجيش الإسرائيلي داخل لبنان، إضافة إلى احتمال تنفيذ عملية عبر جماعة الحوثي في اليمن، نظراً إلى الصلة الوثيقة التي كان يتمتع بها طبطبائي معها.

ونقل موقع "العربية" عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن أياماً عدة من القتال كفيلة بإضعاف "حزب الله" لأعوام، مضيفاً أن الحكومة اللبنانية لن تقوم أبداً بواجبها في كبح "حزب الله" وإسرائيل لن تنتظر، محذراً من أنه إذا لم تبادر إسرائيل بإضعاف الحزب قبل نهاية العام فقد يباغت تل أبيب في التوقيت الذي يختاره، مما يستدعي، بحسب تعبيره، تنفيذ مرحلة الإضعاف قبل نهاية العام.

وفي المقابل دعا أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني إلى "مواجهة مباشرة مع إسرائيل" رداً على مقتل طبطبائي، قائلاً إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواصل مغامراته إلى حد بات معه الجميع مقتنعين بأنه لم يعد هناك خيار سوى المواجهة المباشرة، وكذلك تقدم عضو المجلس الأعلى للدفاع في إيران علي شمخاني بالتعازي، مؤكداً عبر منصة "إكس" أن "إسرائيل لا تفهم سوى لغة المقاومة، وأن استمرار جرائمها لن يضمن لها أمناً بل يعزز حتمية مسار المقاومة".

من جهته صرح المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن طهران تمتلك موارد مالية كبيرة لتسليح حلفائها في المنطقة، مشيراً إلى أن "حزب الله" يتلقى مجدداً تمويلاً ضخماً من إيران، متهماً الحزب بأنه غير جاد في المفاوضات مع الحكومة اللبنانية حول تسليم السلاح.

وقتلت إسرائيل طبطبائي الأحد الماضي بغارة جوية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، في عملية أسفرت بحسب مصادر لبنانية عن أربعة قتلى آخرين، وتعد هذه الضربة الخامسة التي يوجهها الجيش الإسرائيلي إلى منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت منذ بدء الهدنة قبل عام.

 ضربة غير مسبوقة

ويعد طبطبائي أعلى مسؤول في "حزب الله" يُقتل منذ انتهاء الحرب الدامية التي استمرت عاماً كاملاً بين الحزب وإسرائيل، وهي حرب خرج منها "حزب الله" مثخناً بالخسائر بعد أن فقد جزءاً كبيراً من ترسانته وعدداً من قادته البارزين، مما أدى إلى إضعافه بصورة ملاحظة، وأعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو شن غارة في منطقة بيروت استهدفت رئيس الأركان العسكرية لـ "حزب الله" اللبناني هيثم علي طبطبائي، ليؤكد الحزب مساء اليوم ذاته مقتله، مشيراً إلى أن أربعة من عناصره لقوا حتفهم أيضاً خلال الضربة.

ووصف نتنياهو العملية بأنها دقيقة وناجحة، وقال إن "سياستي واضحة تماماً، ففي عهدي لن تسمح إسرائيل لـ 'حزب الله' بأن يستعيد قوته أو يشكل مجدداً تهديداً لها"، مجدداً دعوته الحكومة اللبنانية إلى الالتزام بتعهدها بنزع سلاح "حزب الله".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي بيروت كرّر رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون، الذي أكد موقفه السبت الماضي، دعوته إلى حصر السلاح بيد الدولة، مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل لوقف الهجمات الإسرائيلية التي تتواصل منذ الـ 27 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 على رغم سريان وقف إطلاق النار، وقد جاءت الضربة قبل أيام قليلة من الزيارة المرتقبة للبابا ليون الـ 14 إلى لبنان، والذي من المقرر أن يصل إلى بيروت في الـ 30 من نوفمبر الجاري.

وتعد هذه أول غارة تطال الضاحية الجنوبية لبيروت منذ الخامس من يونيو (حزيران) الماضي، وذكرت "الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام" أن ثلاثة صواريخ أصابت المبنى المستهدف، وعلى رغم وقف إطلاق النار لكن إسرائيل لم توقف غاراتها الجوية وقصفها المدفعي على مناطق عدة في لبنان، وتؤكد تل أبيب أنها تستهدف منشآت ومستودعات أسلحة تابعة لـ "حزب الله" وقادة يخططون لهجمات ضدها، وقد دان المسؤولون اللبنانيون مراراً هذه الهجمات وانتقدوا بقاء خمسة مواقع إستراتيجية في جنوب لبنان تحت السيطرة الإسرائيلية، على رغم تعهد تل أبيب بالانسحاب من المناطق التي احتلتها، فمنذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 فعّل "حزب الله" من الجنوب اللبناني ما سماه "جبهة إسناد غزة" بالتزامن مع اندلاع حرب غزة، لتتحول سريعاً إلى مواجهة دامية واسعة النطاق.

نزع سلاح "حزب الله"

تولى هيثم علي طبطبائي القيادة العسكرية لـ "حزب الله" بعد مقتل عدد من أبرز قادة الصف الأول خلال الحرب الأخيرة، وعلى رغم أنه بلغ الـ 57 من العمر في هذا الشهر، لكنه بقي شخصية مجهولة بالنسبة إلى غالبية اللبنانيين، ووفق مصادر أميركية فقد شارك في مهمات عسكرية داخل سوريا لمساندة قوات بشار الأسد إلى أن أطاح تحالف الفصائل العسكرية المعارضة بالنظام نهاية عام 2024، وقال مصدر قريب من "حزب الله" إن طبطبائي، المدرج على قائمة الإرهاب الأميركية والمطلوب مقابل مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات عنه، كان يتولى أيضاً الملف اليمني داخل الحزب.

وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة الأميركية، فقد كان يفترض بالطرفين وقف العمليات العسكرية، وأن ينسحب "حزب الله" من جنوب نهر الليطاني (على بعد 30 كيلومتراً من الحدود)، وأن يفكك بنيته العسكرية في تلك المنطقة، وفي الخامس من أغسطس (آب) الماضي اتخذت الحكومة اللبنانية قراراً بنزع سلاح "حزب الله" وأعد الجيش اللبناني خطة لتنفيذ ذلك، غير أن الحزب رفض الخطوة بصورة قاطعة واصفاً إياها بأنها "خطيئة لا تغتفر"، ووفق وزارة الصحة اللبنانية فقد قتل منذ بدء تنفيذ إطلاق النار 331 شخصاً وأصيب 945 آخرون خلال الهجمات الإسرائيلية على لبنان.

 نقلاً عن "اندبندنت فارسية".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير