بولندا تستدعي سفير إسرائيل بعد "منشور المحرقة"

استدعت بولندا اليوم الإثنين السفير الإسرائيلي لديها بسبب منشور صادر عن مؤسسة معنية بتخليد ذكرى المحرقة، رأت وارسو أنه لم يوضح أن السلطات الألمانية النازية المحتلة، وليست السلطات البولندية، هي التي أجبرت اليهود على ارتداء شارات مميزة خلال الحرب العالمية الثانية.

واحتج وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي على منشور على وسائل التواصل الاجتماعي قالت فيه مؤسسة "ياد فاشيم" الإسرائيلية المعنية بتخليد ذكرى المحرقة إن بولندا كانت أول دولة تجبر اليهود على ارتداء "شارة مميزة لعزلهم عن السكان المحيطين بهم"، وقال إن المنشور الذي كتبته المؤسسة أمس الأحد كان يجب أن يوضح أن بولندا كانت "محتلة من ألمانيا" ذلك الوقت.

وذكر سيكورسكي عبر منصة "إكس" أنه "نظراً إلى عدم تعديل هذا المنشور المضلل، فقد قررتُ استدعاء سفير إسرائيل لوزارة الخارجية"، بينما لم ترد وزارة الخارجية الإسرائيلية حتى الآن على طلب للتعليق.

ونشرت "ياد فاشيم" المنشور الأصلي مجدداً وعلّقت قائلة "كما أشار كثير من المستخدمين وكما ورد صراحة في المقالة المرتبطة، فإن ذلك جاء بأمر من السلطات الألمانية".

وكانت بولندا تحت احتلال ألمانيا النازية والاتحاد السوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية التي استمرت بين عامي 1939 و 1945، وتحرص وارسو على تأكيد أن اضطهاد اليهود على أراضيها، مثل ما حدث في معسكر الإبادة أوشفيتز-بيركيناو، كان من فعل المحتلين الألمان النازيين.

وقُتل أكثر من 3 ملايين من بين 3.2 مليون يهودي بولندي على يد ألمانيا النازية، وهو ما يشكل نحو نصف اليهود الذين قُتلوا في أوروبا خلال الـ "هولوكوست"، وكتب رئيس مؤسسة "ياد فاشيم" داني دايان على منصة "إكس" اليوم أن "مؤسسة 'ياد فاشيم' تعرض الحقائق التاريخية للنازية والحرب العالمية الثانية، بما في ذلك الدول التي كانت تحت الاحتلال أو السيطرة أو النفوذ الألماني، ولقد كانت بولندا فعلاً تحت الاحتلال الألماني"، مضيفاً "هذا ينعكس بوضوح في المواد التي ننشرها، وأي تفسير آخر سيعتبر إساءة فهم لالتزامنا بتحري الدقة".