أوكرانيا تواصل استهداف منشآت طاقة روسية وتتهم موسكو بارتكاب جريمة حرب

قالت السلطات الروسية اليوم الأربعاء إن أوكرانيا استهدفت البنية التحتية الروسية للطاقة بطائرات مسيرة مما أدى إلى تعطيل حركة الملاحة الجوية في أنحاء البلاد، كما أرسلت عدداً من المسيّرات باتجاه موسكو لليلة الثالثة على التوالي.

وكتبت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية عبر تطبيق "تيليغرام" للمراسلة أن قواتها قصفت مصفاة مارييسكي الروسية في منطقة ماري إل ومصفاة أخرى في قرية نوفوسباسكوي بمنطقة أوليانوفسك ومحطة للغاز في بلدة بوديونوفسك بمنطقة ستافروبول الجنوبية.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية عبر "تيليغرام" بأن وحدات الدفاع الجوي تمكنت من تدمير ما مجموعه 100 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليل، من بينها ست مسيّرات في منطقة موسكو والبقية فوق 11 منطقة وشبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود.

وواصلت كييف شن هجمات بطائرات مسيّرة بعيدة المدى على موسكو ومناطق روسية أخرى خلال الأشهر القليلة الماضية، قائلة إن الهدف هو ضرب أصول عسكرية وصناعية واستنزاف موارد الحرب الروسية وإظهار أن الصراع لم يعد بعيداً من الروس.

وقال حاكم منطقة شبه جزيرة القرم المعين من قبل روسيا، سيرغي أكسيونوف، عبر "تيليغرام" إن حاوية تخزين محملة بالوقود ومواد تشحيم في مدينة سيمفيروبول، الواقعة بشبه الجزيرة التي ضمتها روسيا، استهدفتها طائرة مسيرة أوكرانية مما أدى إلى اشتعال النيران فيها، مضيفاً أنه لم تقع إصابات وأن خدمات الطوارئ تعمل في مكان الواقعة.

وذكرت "هيئة مراقبة الطيران الروسية" (روسافياتسيا) أن ثلاثة من مطارات موسكو الأربعة وكثير من المطارات الأخرى في أنحاء البلاد أغلقت لفترة وجيزة لأسباب تتعلق بالسلامة.

وأكد حاكم منطقة ستافروبول، فلاديمير فلاديميروف، عبر "تيليغرام" أن أوكرانيا أطلقت طائرات عدة مسيرة استهدفت منطقة بوديونوفسك الصناعية في ستافروبول، وقالت وزارة الدفاع الروسية إن وحداتها أسقطت مسيرتين فوق المنطقة الواقعة في جنوب البلاد، مضيفاً أن الهجوم لم يتسبب في أضرار كبيرة، ولم تقع أية إصابات، ووفقاً لوسائل الإعلام الأوكرانية هاجمت كييف مصنع ستافرولين للكيماويات في منطقة بوديونوفسك، وهو جزء من مجموعة لوك أويل الروسية.

وقال الجيش الأوكراني اليوم الأربعاء إن مزاعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في شأن حصار القوات الروسية لمدينة كوبيانسك شمال شرقي أوكرانيا "محض خيال".

وذكر بوتين في وقت سابق اليوم أن قوات روسية حاصرت كوبيانسك، وقالت قوة المهمات المشتركة الأوكرانية إن قوات روسية موجودة في منطقة شمالية من المدينة لكنها لم تنجح في حصارها، ولم تظهر خرائط مفتوحة المصدر من موقع التدوين العسكري الأوكراني "ديب ستيت" أي حصار للمدينة.

جريمة حرب

استهدفت ضربة مستشفى للأطفال في مدينة خيرسون جنوب أوكرانيا اليوم الأربعاء، مما أسفر عن جرح تسعة أشخاص، بينهم أربعة أطفال، على ما أفادت سلطات كييف التي اتهمت موسكو بارتكاب "جريمة حرب جديدة".

وقال المفوض الأوكراني لحقوق الإنسان دميترو لوبينيتس "استهدف العدو مستشفى للأطفال في خيرسون. جرح تسعة أشخاص، بينهم أربعة أطفال وثلاثة من الطاقم الطبي"، مضيفاً أن "أضراراً جسيمة" لحقت بمباني المستشفى.

وتابع لوبينيتس خلال بيان نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنها "جريمة حرب جديدة ترتكبها روسيا التي تهاجم عمداً ممتلكات مدنية، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي".

وأرفق البيان بمقطع فيديو لم يتسنَّ لوكالة الصحافة الفرنسية التحقق من صحته، يظهر مبنى نوافذه محطمة وواجهته متضررة، وغرفاً تحوي معدات طبية وسط أنقاض، وبقع دماء على الأرض.

ومنذ تحرير القوات الأوكرانية خيرسون في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2022 بعد ستة أشهر من احتلال موسكو لها، تتعرض هذه المدينة لقصف روسي شبه يومي يسفر عن قتلى وجرحى في صفوف المدنيين.

وفي منطقة أوديسا المجاورة، ألحقت ضربات روسية أضراراً بالمنشآت الكهربائية الأوكرانية، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن نحو 26900 منزل وتسبب بأضرار جسيمة، بحسب شركة "دي تيك"DTEK  الخاصة.

وفي مواجهة القصف المكثف الذي يستهدف أراضيها، ترد أوكرانيا بهجمات تنفذها مسيّرات وغارات على الأراضي الروسية.

وأفاد حاكم منطقة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف اليوم بأن هجوماً بطائرة مسيّرة أوكرانية أسفر عن مقتل شخص واحد في الأقل وجرح ثلاثة في قرية شيبيكينو الحدودية مع أوكرانيا.

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن القوات الروسية سيطرت على قرية فيشنيفي في منطقة دنيبروبتروفسك الأوكرانية، وعلى رغم الخسائر الفادحة التي تكبدتها، تواصل القوات الروسية تقدمها ببطء في بعض المناطق وتواجه القوات الأوكرانية التي تعاني نقصاً في العديد.

من جهته قال كيريل دميترييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض إن الحرب في أوكرانيا ستنتهي خلال عام من الآن.

وجاء ذلك في أعقاب اجتماعاته مع مسؤولين من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الولايات المتحدة مطلع هذا الأسبوع، وإعلان تأجيل القمة الرئيسين.

وقال دميترييف الذي يشغل أيضاً منصب الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي، "نحن على يقين من أننا نسير على طريق السلام. وبوصفنا من صناع السلام، علينا أن نحققه"، وعندما سئل عما إذا كان السلام في أوكرانيا ممكناً خلال عام واحد، أجاب "أعتقد ذلك".

وخلال زيارته إلى الولايات المتحدة، صرّح دميترييف بأن روسيا والولايات المتحدة تقتربان من "حل دبلوماسي" لإنهاء الحرب.

وأشاد دميترييف بالتعاون بين الولايات المتحدة والسعودية وروسيا، أكبر حائزي الموارد الطبيعية في العالم، مؤكداً أن هذا التعاون من شأنه أن يجعل العالم أكثر أماناً.

وأضاف أن "تركيز الناس ينصب حالياً على الصراع الإقليمي الدائر حول روسيا، لكننا لا نريد أن يتفاقم إلى صراع أكبر. ولتحقيق ذلك، علينا أن نبذل جهداً أفضل مما بذلناه سابقاً، لا أن نزيد الأمور سوءاً".