Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جون بولتون يسلم نفسه للسلطات ويقارن ترمب برجال ستالين

يواجه مستشار الأمن القومي السابق 18 تهمة بإساءة التعامل مع أسرار الدولة

ملخص

رفض مستشار الأمن القومي الأميركي السابق جون بولتون التهم الموجهة له بإساءة التعامل مع أسرار الدولة وقال إن ترمب يجسّد مقولة رئيس شرطة ستالين السرية "أرني الرجل وسأريك الجريمة"، في إشارة إلى حملة "الانتقام" التي يشنها الرئيس ضد خصومه.

سلم جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأميركي دونالد ترمب نفسه للسلطات، اليوم الجمعة، على خلفية اتهامه بالاحتفاظ بمعلومات سرية والكشف عنها، على أن يمثل أمام محكمة غرينبيلت بولاية ماريلاند في وقت لاحق اليوم.

ويواجه بولتون ثماني تهم تتعلق بالكشف عن معلومات مرتبطة بالدفاع الوطني و10 تهم تتعلق بالاحتفاظ بهذه المعلومات، وتمثل هذه التهم انتهاكا لقانون معني بقضايا التخابر، وتصل عقوبة كل تهمة إلى السجن لمدة تصل إلى 10 أعوام.

أخطار الاختلاف مع ترمب

أصبح بولتون، الذي اعتبر محاكمته جزءاً من حملة انتقامية يشنها ترمب ضد معارضيه، ثالث منتقدي ترمب البارزين الذين يواجهون المحاكمة في الأسابيع القليلة الماضية، مع تخلي الرئيس الأميركي عن قواعد قائمة منذ عقود تفصل بين إنفاذ القانون الاتحادي والضغوط السياسية.

وتقدم قصة بولتون الذي عمل مع ترمب مستشاراً للأمن القومي بين 2018 و2019 درساً قيماً في أخطار العمل مع الرئيس الجمهوري، ومفاده أن معارضة ترمب فعل محفوف بالأخطار لكن العمل معه لا يقل خطورة، كما تقول هيئة التحرير بصحيفة "وول ستريت جورنال".

ويواجه بولتون تهماً متعلقة بمذكرات شخصية كتبها أثناء عمله مع إدارة ترمب الأولى، ونقلها في ثماني مناسبات إلى زوجته وابنته، على رغم أنهما لا تملكان تصاريح أمنية للاطلاع على وثائق سرية، وتتضمن المذكرات ملاحظات حول اجتماعات مع مسؤولي المخابرات وكبار مسؤولي الحكومة وقادة أجانب، وفق لائحة اتهام صدرت عن هيئة محلفين فيدرالية كبرى في ماريلاند بطلب من وزارة العدل.

وسيستند بولتون في دفاعه إلى أن من حقه تدوين مذكرات شخصية بناءً على ذاكرته واستخدامها لتأليف كتابه "الغرفة التي شهدت الأحداث" على غرار مستشار الأمن القومي الراحل زبيغنيو بريجنسكي، الذي اعتمد على مذكراته المطولة لتأليف كتابه "القوة والمبدأ".

وتشير لائحة الاتهام إلى أن المعلومات التي يزعم أن بولتون أساء التعامل معها لم تظهر في كتابه بعدما خضعت مسودته للمراجعة الرسمية من البيت الأبيض، وهي عملية تهدف إلى حماية أسرار الدولة، وقد التزم بولتون بها طوعاً، لذا سيطلب من الادعاء أن يثبت أن بولتون كان يعلم أن ملاحظاته تحوي أسراراً وطنية، لا أنها مجرد يوميات شخصية خاضعة للمراجعة قبل النشر.

وتكشف لائحة الاتهام عن أن أحد حسابات بولتون الشخصية تعرض للاختراق من قبل إيران، وقد أبلغ المسؤول السابق مكتب التحقيقات الفيدرالي بذلك وتعاون معه في التحقيقات، خصوصاً بعد ورود معلومات عن محاولات إيرانية لاغتياله إلى جانب وزير الخارجية السابق مايك بومبيو.

 ووفقاً لـ"وول ستريت جورنال"، لا يوجد أي دليل على أن إيران استخدمت المعلومات التي حصلت عليها من خلال الاختراق لاستهداف مصالح الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن "طهران كانت تريد قتل بولتون، بينما ترمب هو من سحب فريق الحماية عنه هذا العام".

ترمب ورجال ستالين

دافع بولتون عن نفسه في بيان شديد اللهجة ضد ترمب قائلاً "لأربعة عقود كرست حياتي للسياسة الخارجية الأميركية والأمن القومي، ولن أتنازل عن هذه الأهداف أبداً، وحاولت القيام بذلك خلال فترة عملي في إدارة ترمب الأولى، لكنني استقلت عندما أصبح ذلك مستحيلاً".

واعتبر بولتون أن محاكمته تأتي امتداداً لمساعي ترمب إلى الانتقام منه منذ 2020 عندما حاول من دون جدوى منع نشر كتابه قبيل انتخابات 2020، وقال المسؤول السابق إنه بات أحدث هدف لحملة انتقامية يستخدم فيها ترمب وزارة العدل كسلاح ضد من يعتبرهم أعداءه.

وأضاف بولتون أن أربعة أعوام مضت في عهد الرئيس السابق جو بايدن من دون توجيه أي تهم إليه، حتى جاء ترمب الثاني ليستهدفه، مجسداً مقولة رئيس شرطة ستالين السرية "أرني الرجل وسأريك الجريمة".

وأقرت "وول ستريت جورنال" بأن الدافع الأساس وراء هذه الملاحقة القضائية لا يمكن فصله عن رغبة ترمب في الانتقام، فقد استهدف ترمب السيد بولتون منذ عام 2020 في الأقل، عندما دعا إلى محاكمته بعد نشر كتابه، وقال ترمب حينها: "لقد سرب كميات هائلة من المعلومات السرية، وهذا غير قانوني ويعاقب عليه بالسجن".

ولم تتوقف جهود ترمب لمنع مذكرات بولتون على رغم أن الكتاب خضع لمراجعة المسؤولة في البيت الأبيض عن فحص مثل هذه الكتب، إيلين نايت، التي وافقت على إجازته، على رغم غضب ترمب ودفعه مساعديه للضغط عليها لتؤكد أن الكتاب يحوي معلومات سرية.

وقالت الصحيفة في مقالة هيئة التحرير إن "بولتون سيحصل على فرصته في الدفاع عن نفسه أمام المحكمة، ونحن ننتظر ذلك، فبخبرتنا معه، هو وطني مخلص لا يمكن أن يعرض الأمن القومي للخطر، ولم يسرب إلينا أي معلومات سرية قط، ولو أنه امتدح ترمب في كتابه، لكان من شبه المؤكد أنه لم يكن ليتهم من الأساس".

وأوضح بولتون في بيانه أن "المعارضة والاختلاف أساسان للنظام الدستوري الأميركي، وهما في غاية الأهمية لحريتنا، وأتطلع إلى النضال للدفاع عن سلوكي القانوني والكشف عن إساءة استخدامه السلطة".

وعرف السيد بولتون (76 سنة) على الصعيد الدولي خلال ولاية الرئيس السابق جورج دبليو بوش، حين كان مندوباً لبلاده لدى الأمم المتحدة أثناء غزو العراق، ثم أعاده ترمب للواجهة مستشاراً للأمن القومي بين 2018 و2019، ومنذ مغادرته المنصب الحساس وتجريده من تصريحه الأمني الرفيع المستوى، بدأ بولتون بتوجيه الانتقادات العلنية لترمب، متهماً إياه بتعريض المصالح الأميركية للخطر.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار