Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"سيدة نوبل"... ماريا ماتشادو وجه معارضة فنزويلا وروحها

لم تتمكن من الترشح لانتخابات الرئاسة عام 2024 بعد إعلانها عن عدم أهليتها لخوض السباق

زعيمة المعارضة ماريا ماتشادو ترفع كشوفات الأصوات خلال احتجاج على إعادة انتخاب الرئيس نيكولاس مادورو (أ ب)

ملخص

عمدت السلطة في فنزويلا إلى التصدي بعنف للاحتجاجات والاضطرابات التي أعقبت الانتخابات وكثفت في الأشهر الأخيرة حملة القمع السياسي، بحسب ما أفادت بعثة تابعة للأمم المتحدة.

تجسد ماريا كورينا ماتشادو، الناشطة الجسورة التي فازت الجمعة بجائزة نوبل للسلام، روح المعارضة الفنزويلية، ولو أنها تعيش في الخفاء منذ الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل عام 2024.

ورأى مرشح المعارضة الذي حل محلها عند استبعادها من السباق الرئاسي إدموندو غونزاليس أوروتيا أن منح الجائزة للمعارضة المعروفة بين أنصارها بلقب "المحررة" هو "إقرار منصف بالكفاح الطويل الذي خاضته امرأة وشعب بكامله من أجل حريتنا وديمقراطيتنا".

وإن كانت الهيئة الانتخابية التي تتهم بأنها تأتمر بالسلطة، أعلنت فوز نيكولاس مادورو الذي يحكم البلاد منذ عام 2013، فإن المعارضة أعلنت فوز مرشحها.

ولم تتمكن ماتشادو من الترشح بعدما أعلنت عدم أهليتها لخوض الانتخابات، لكنها خاضت الحملة تأييداً لمرشح غير معروف في ذلك الحين، فجمعت حشود المعارضة خلفه. وهي التي دعت أنصارها لجمع محاضر كل مركز اقتراع من أجل "إثبات" فوز المعارضة.

مضايقات لفظية

وعمدت السلطة في فنزويلا إلى التصدي بعنف للاحتجاجات والاضطرابات التي أعقبت الانتخابات وكثفت في الأشهر الأخيرة حملة القمع السياسي، بحسب ما أفادت بعثة تابعة للأمم المتحدة.

واختارت ماتشادو البقاء في بلادها في حين اضطر غونزاليس أوروتيا للخروج إلى المنفى في سبتمبر (أيلول) من عام 2024 بعدما صدرت بحقه مذكرة توقيف وتعرض لمضايقات لفظية من السلطة.

 

وقالت في حديث أجرته معها وكالة الصحافة الفرنسية في أواخر سبتمبر عام 2024 أنها تبقى أحياناً "أسابيع عدة من دون أي تواصل مع الناس" مضيفة "إنني حيث أشعر أنني أكثر فائدة للكفاح".

وكثيراً ما أكدت ماتشادو أنها تواصل معركتها من مكانها السري. وقالت في المقابلة التي أجريت معها عبر الفيديو "إن حصل لي أمر ما، التعليمات واضحة... لن يفاوض أحد على حرية فنزويلا مقابل حريتي".

"حتى النهاية"

اكتسبت ماتشادو شهرة واسعة وسريعة في الانتخابات التمهيدية للمعارضة في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023 حين ثبتت شعبيتها بحصولها على أكثر من 90 في المئة من الأصوات من أصل 3 ملايين ناخب.

وسرعان ما تصدرت المعارضة التي يطلق عليها أنصارها لقب "المحررة" تيمنا بـ"المحرر" سيمون بوليفار، استطلاعات الرأي. وهي معروفة بصراحتها وجسارتها، وهما ميزتان كان لهما برأي الخبراء مساهمة كبرى في شعبيتها، وكانت تردد باستمرار شعار حملتها "حتى النهاية".

وعندما لم يدرج اسمها على اللوائح الانتخابية، تحولت إلى وجه المعارضة وروحها. فجابت بلا كلل أنحاء البلاد، وخاضت حملتها في السيارة على الطرقات بعدما حظر عليها استقلال الطائرة، فكانت كل من إطلالاتها تستقطب حشوداً غفيرة وسط الصيحات والبكاء والتدافع.

 

وكانت ماتشادو تعد باستمرار بـ"التغيير" في فنزويلا التي حكمها هوغو تشافيز منذ عام 1999 وحتى عام 2013، وبعده وريثه السياسي نيكولاس مادورو.

وأعلنت اللجنة الانتخابية الوطنية المتهمة بالتبعية للسلطة، فوز مادورو في الانتخابات الأخيرة بغالبية 52 في المئة من الأصوات، لكن الحكومة لم تنشر النتائج الكاملة إلى الآن، متذرعة بتعرضها لعملية قرصنة معلوماتية.

في المقابل، تؤكد المعارضة التي نشرت محاضر مراكز الاقتراع، فوز غونزاليس أوروتيا بحصوله على أكثر من 67 في المئة من الأصوات، غير أن السلطة تؤكد أن هذه المحاضر "مزورة".

وبطلبها من أنصارها جمع محاضر مراكز الاقتراع، حظيت ماتشادو بدعم دولي قوي، مع عدم اعتراف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد كبير من بلدان أميركا اللاتينية بنتيجة الانتخابات.

 

وعند فوزها بجائزة ساخاروف عام 2024، قال ماتشادو أن تلك الجائزة تكافئ "كل سجين سياسي وطالب لجوء ومنفي وكل مواطن من بلادنا يكافح من أجل ما يؤمن به".

والمعارضة الفنزويلية من مؤيدي الليبرالية الاقتصادية واقتصاد السوق. واقترحت خصخصة مجموعة "بيتروليوس دي فنزويلا" العامة العملاقة للنفط، ومصدر الدخل الرئيس للبلاد التي انهار إنتاجها بسبب سوء الإدارة والفساد.

وقالت "سنحرر بلادنا ونعيد أبناءنا إلى الديار"، في إشارة إلى سبعة ملايين فنزويلي تقول الأمم المتحدة إنهم غادروا البلاد التي تواجه أزمة اقتصادية مزمنة وبالغة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعودة فنزويليي الشتات مسألة تعلق عليها ماتشادو أهمية كبرى، إذ يعيش أولادها الثلاثة أنا كوريا وهنريكي وريكاردو في الخارج.

دخلت ماتشادو، وهي مهندسة بالأصل، معترك العمل السياسي عام 2002 بإنشائها جمعية "سوماتي" ("انضم إلينا") للمطالبة باستفتاء لعزل الرئيس تشافيز.

وبعدما اتهمت بالخيانة لتلقي جمعيتها تمويلاً من الولايات المتحدة، وتلقت تهديدات بالقتل، قررت إرسال أطفالها للعيش في الولايات المتحدة، لكنها بقيت وفية لشعارها الانتخابي، مؤكدة بانتظام أنها ستمضي "حتى النهاية".

وأيدت نشر الولايات المتحدة سفناً حربية في مياه الكاريبي، مؤكدة على مواقع التواصل "لم يبق لنا سوى فترة قصيرة قبل أن يستعيد الفنزويليون سيادتهم وديمقراطيتهم. إننا مستعدون لتولي زمام الحكم من جديد".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات