Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من "باركليز" إلى "غولدمان"... إجماع على صعود الذهب إلى 4 آلاف دولار

مؤشر المعدن إلى النفط يصل إلى مستويات لم يشهدها السوق سوى في ذروة جائحة "كوفيد 19"

المكاسب الأسبوعية السابعة على التوالي تعزز مكانة الذهب كملاذ آمن للمستثمرين (غيتي)

ملخص

المحللون يحذرون من أن زيادة مراكز الشراء طويلة الأجل قد ترفع احتمالات التراجعات التكتيكية

أسهمت الضغوط التضخمية العالمية، إلى جانب أخطار تباطؤ الاقتصاد وارتفاع حدة التوترات الجيوسياسية، في دفع أسعار المعادن النفيسة إلى مستويات مرتفعة غير مسبوقة، إذ قفزت بأكثر من 40 في المئة منذ مطلع العام الحالي، وسط تقديرات حديثة لبنك "باركليز" البريطاني بمواصلة صعود المعدن النفيس.

بخلاف الأصول التقليدية مثل الأسهم والسندات، تتميز الاستثمارات البديلة وعلى رأسها الذهب بحساسية مختلفة تجاه المتغيرات الكبرى، مثل النمو العالمي والسياسة النقدية والتقلبات الجيوسياسية.

وتشير مذكرة "باركليز" إلى أنه على رغم أن البيئة الاقتصادية الضعيفة ساعدت على تعزيز الطلب على المعادن الثمينة هذا العام، فإن مكاسب الذهب لا ترتبط حصراً بأخطار عدم اليقين. فبحسب مجلس الذهب العالمي، أظهر نموذج إسناد عوائد الذهب أن تراجع كلفة الفرصة البديلة كان له تأثير مواز تقريباً في دفع الأسعار إلى الصعود، ويفسر العاملان معاً معظم المكاسب التي استمرت حتى أغسطس (آب) الماضي.

مؤشر نسبة الذهب إلى النفط

ليس مفاجئاً أن تتحرك أسعار الذهب إلى مستويات تفوق مقاييسها التاريخية، إذ يظهر ذلك في مؤشر نسبة الذهب إلى النفط، الذي يقيس عدد براميل النفط اللازمة لشراء أونصة ذهب واحدة، فقد ارتفع المؤشر من 36 برميلاً بداية العام إلى 60 برميلاً خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وهو مستوى لم يتجاوز إلا خلال ذروة جائحة "كوفيد 19".

وبحسب البنك البريطاني، فإن تلك المستويات المرتفعة تثير مخاوف من موجة بيع حادة خلال أي وقت، لكن من الصعب التنبؤ بتوقيت حدوثها، إذ قد يؤدي تسارع التضخم العالمي أو اندلاع أزمات جيوسياسية جديدة إلى استمرار الزخم الصعودي للذهب والمعادن النفيسة، وربما لأصول بديلة أخرى.

ويشير بنك "باركليز" في بحثه، إلى أن الأحداث الكبرى وغير المتوقعة هي التي تترك الأثر الأكثر عمقاً واستدامة على أسعار المعادن الثمينة، بينما يكون تأثير التطورات المتوقعة أو المحلية محدوداً.

وفق التقرير، سيُذكر عام 2025 بأنه العام الذي توقف فيه إيقاع الدولار الأميركي، وتسببت التعريفات الجمركية الأكثر صرامة في اضطراب تدفقات التجارة العالمية، وسيطر إيقاع جديد على الأسواق العالمية، وأدت التوترات التجارية العالمية المستمرة والتحول المحوري في سياسة "الاحتياطي الفيدرالي"، من موقف صارم لمكافحة التضخم إلى موقف أكثر اعتدالاً في ظل تباطؤ النمو، إلى سلسلة من العواقب على فئات الأصول العالمية.

ارتفاع سعر الذهب

التوقعات التي ساقها "باركليز" في شأن صعود الذهب تبنتها قبل أيام شركة "غولدمان ساكس"، إذ رجحت ارتفاع سعر الذهب بنسبة ستة في المئة حتى منتصف عام 2026، مدعوماً بطلب جديد من مجموعات رئيسة من المشترين الذين أسهموا في سلسلة من الارتفاعات القياسية للمعدن الأصفر.

وترى "غولدمان ساكس" للأبحاث أن هناك خطراً أكبر من أن يتجاوز سعر الذهب توقعاته بدلاً من أن ينخفض، ومع ذلك فإن زيادة مراكز الشراء طويلة الأجل في الذهب، وهي رهان على ارتفاع الأسعار، "تزيد من خطر التراجعات التكتيكية"، إذ تميل رهانات المضاربين الصافية على الذهب إلى العودة إلى متوسطها بمرور الوقت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أول من أمس الجمعة، قال بنك "أتش أس بي سي" إن الذهب قد يصل إلى أكثر من 4000 دولار للأوقية (الأونصة) على المدى القريب، مدفوعاً بأخطار جيوسياسية وشكوك مالية وتهديدات تواجه استقلالية مجلس الاحتياطي الاتحادي.

وقال البنك "يمكن أن تستمر الارتفاعات حتى عام 2026 مدعومة بشراء القطاع الرسمي، ويمكن أن يظل الطلب المؤسسي على الذهب كمصدر للتنويع قوياً".

خفض أسعار الفائدة الأميركية

كانت أسعار الذهب استقرت أول من أمس من دون تغير يذكر، لتسجل المكاسب الأسبوعية السابعة على التوالي، مدعومة بتزايد التوقعات حول مزيد من خفض أسعار الفائدة الأميركية هذا العام، إلى جانب المخاوف من تأثير محتمل لإغلاق حكومي في الولايات المتحدة.

وارتفع الذهب ضمن المعاملات الفورية بنسبة 0.03 في المئة ليصل إلى 3857.25 دولار للأونصة، بعدما سجل الخميس الماضي مستوى قياسياً جديداً عند 3896.49 دولار، وهو أعلى سعر له على الإطلاق، وحقق المعدن النفيس مكاسب أسبوعية بلغت 2.6 في المئة حتى الآن، في حين أن العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر (كانون الأول) المقبل ارتفعت بنسبة 0.32 في المئة، لتسجل 3880.50 دولار للأونصة.

وعلق المحلل في بنك "يو بي أس" جيوفاني ستونوفو بأن البيانات الاقتصادية الأخيرة تشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيكون مضطراً إلى مواصلة خفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.

4000 دولار للأوقية

وأضاف ستونوفو ضمن مذكرة بحثية "مع توقعنا لمزيد من الخفوض في أسعار الفائدة، فإن هذا سيدعم أسعار الذهب بصورة إضافية خلال الأشهر المقبلة، مع إمكانية أن يخترق المعدن الأصفر مستوى 4000 دولار للأوقية بحلول نهاية العام الحالي".

وعلى رغم أن صعود الذهب إلى مستويات غير مسبوقة يعكس حالاً من القلق العالمي تجاه التضخم والأخطار الجيوسياسية، فإن التوقعات المستقبلية تظل متباينة بين من يرى أن المعدن الأصفر في طريقه لاختراق عتبة 4000 دولار للأوقية، ومن يحذر من موجة تصحيح قد تكون قاسية.

وبين هذا وذاك، يبقى الذهب — كما كان دائماً — الملاذ الآمن الذي يلجأ إليه المستثمرون خلال أوقات الاضطراب، لكن ثمن الأمان قد يكون هذه المرة مكلفاً، سواء لمن يشتري عند القمم، أو لمن يغامر بالبيع قبل أن ينتهي السباق.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة