Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عودة توني بلير لواجهة ملفات الشرق الأوسط تفتح ملفات قديمة

مشاركته في الهجوم على العراق وفشله في تحقيق أي اختراق في الملف الفلسطيني لا يبشران بنتائج جيدة

أثار إدراج بلير في "مجلس السلام" المزمع عدم تصديق الساسة والمحللين الفلسطينيين (أ ف ب)

ملخص

أمضى توني بلير، البالغ من العمر 72 سنة، 10 سنوات رئيساً لوزراء بريطانيا، وبعد ساعات من استقالته في 2007، عين مبعوثاً للشرق الأوسط لتمثيل الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ومكلفاً ببناء المؤسسات الفلسطينية وتعزيز التنمية الاقتصادية، لكن هدفه المعلن المتمثل في التوصل إلى حل الدولتين عن طريق التفاوض لم يحرز أي تقدم، وانهارت محادثات السلام المتعثرة في عام 2014.

عندما كلف توني بلير للمرة الأولى بمهمة التوصل إلى سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين في عام 2007، نبه البيت الأبيض إلى أن رئيس الوزراء البريطاني السابق ليس "بطلاً خارقاً" ولا "يملك عصا سحرية".
وبعد إخفاقه في تحقيق إنجاز يذكر في ذلك الدور، يستعد بلير مرة أخرى لمعالجة أحد أكثر الصراعات المستعصية في العالم، بعد موافقته على العمل في لجنة يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإدارة شؤون قطاع غزة.
وأثار إدراج بلير في "مجلس السلام" المزمع عدم تصديق الساسة والمحللين الفلسطينيين، إلى جانب عدد من الحاضرين في المؤتمر السنوي لحزب العمال البريطاني الذي ينتمي إليه، فقد تلطخت سمعته إلى الأبد، بسبب قراره دعم غزو جورج بوش الابن للعراق في عام 2003.
إلا أن تعيينه المحتمل، إذا مضت الخطة قدماً، لقي ترحيباً من بعض الدبلوماسيين والزملاء السابقين، الذين قالوا إن بلير كان موضع ثقة الولايات المتحدة والإسرائيليين وعدد من دول الخليج، وإنه من الصعب العثور على شخص يمكنه توحيد جميع الأطراف.
وأشار بعض الذين يؤيدونه لهذا الدور إلى أنه عندما كان رئيساً لوزراء بريطانيا لعب أيضاً دوراً رئيساً في إحلال السلام في أيرلندا الشمالية، بعد عنف طائفي هناك استمر على مدى 30 سنة.

"حماس" ترفض أي دور لبلير

من جهته رفض القيادي في حركة "حماس" طاهر النونو أي دور لبلير، قائلاً "لا نقبل أن يجري فرض وصاية أجنبية على شعبنا"، وأضاف "شعبنا أقدر على إدارة شؤونه بنفسه". وتشمل خطة ترمب للسلام في غزة المكونة من 20 نقطة، لإنهاء الحرب بين إسرائيل ومسلحي "حماس"، "مجلس سلام" من المشرفين الدوليين الذين سيضطلعون بدور في هذا الصدد، بقيادة ترمب، وتم إدراج بلير في دور لم يكشف عنه بعد.
وقال ترمب إن بلير طلب الانضمام إلى المجلس، ووصفه بأنه "رجل جيد جداً".
وأحجم مكتب بلير عن الإدلاء بتعليقات أخرى عن دوره، لكنه أصدر بياناً قال فيه إن الاقتراح "خطة جريئة وذكية" توفر أفضل فرصة لإنهاء الحرب.


مسيرة حافلة

أمضى بلير، البالغ من العمر 72 سنة، 10 سنوات رئيساً لوزراء بريطانيا، وبعد ساعات من استقالته في 2007، عين مبعوثاً للشرق الأوسط لتمثيل الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ومكلفاً ببناء المؤسسات الفلسطينية وتعزيز التنمية الاقتصادية.
لكن هدفه المعلن المتمثل في التوصل إلى حل الدولتين عن طريق التفاوض لم يحرز أي تقدم وانهارت محادثات السلام المتعثرة في عام 2014، ولا يزال كثير من الفلسطينيين ينظرون إليه بعين الريبة بسبب دور الوساطة الذي رأوا فيه محاباة لإسرائيل.
وبعد تنحيه عن منصبه في عام 2015، أطلق معهد توني بلير الذي يقدم المشورة للحكومات، وكان لاري إليسون مؤسس شركة "أوراكل" أحد داعميه الماليين. ويعمل بلير أيضاً مستشاراً لدى بنك "جيه. بي مورغان" منذ عام 2008، وهو عضو في المجلس الدولي لأكبر بنك أميركي يقدم المشورة في المجال الجيوسياسي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

انتقادات لبلير بسبب العراق وقربه الشديد من إسرائيل
 

في السياق، قال هاني المصري، وهو معلق مختص بالشؤون السياسية الفلسطينية في رام الله، إن سجل بلير السابق ربما يثير غضب الفلسطينيين الذين يعتبرونه منحازاً للولايات المتحدة وإسرائيل، ويرون مثل كثير من العرب أن غزو العراق جريمة حرب. وأضاف أن "توني بلير من الأشياء التي تثير السخرية، فسجله مع الفلسطينيين أسود جداً".
وقال دبلوماسي من إحدى دول الشرق الأوسط يحضر مؤتمر "حزب العمال" البريطاني، وهو يضحك بصوت عال عند سؤاله عن دور بلير، "سام للغاية".

لكن أحد السفراء البريطانيين السابقين الذين عملوا في عهد بلير في المنطقة قال إن من الخطأ النظر إلى بلير على أنه منحاز لإسرائيل، بل كان يدرك فقط أن الحلول ينبغي أن تكون مقبولة لدى القادة المنتخبين في إسرائيل، وأضاف "هو يدرك أن إسرائيل، على رغم كل عيوبها، دولة ديمقراطية. عليك أن تعمل مع إسرائيل، خيراً كان ذلك أم شراً، وفي السنوات القليلة الماضية الأمر يسير للأسوأ، لكنه مستعد للقيام بذلك".

"قدرة على مد الجسور"

من جهة أخرى قال توم كيلي، المتحدث باسم بلير عندما كان رئيساً للوزراء، إن من يبحث عن شخصية تحظى بشعبية عالمية في الشرق الأوسط سيظل "يبحث لوقت طويل، طويل جداً". وأشار إلى أن بلير لديه القدرة على فهم جميع وجهات النظر، ورسم صورة لمستقبل أفضل.
وقال ميران حسن، مدير مجلس حزب العمال للشرق الأوسط الذي جاء إلى بريطانيا لاجئاً من العراق عام 1999، لـ"رويترز" إن رأيه ربما لن يحظى بقبول كبير، لكنه يعتقد أن بلير قد يكون خياراً جيداً، وأضاف "لديه قدرة على مد الجسور في العلاقات الدبلوماسية على مستويات عالية للغاية، إذ يمكن اتخاذ القرارات، أعتقد أن ذلك سيكون مفيداً".
إلا أن عدداً من المشرعين والمؤيدين داخل حزب العمال المنتمي ليسار الوسط، الذي كان يقوده بلير في السابق، لا يستطيعون تجاوز دور بلير في العراق.
وقالت كيم جونسون، عضو البرلمان عن حزب العمال، لـ"رويترز" إنها تعتقد أن مشاركته "فاضحة ومقززة، إنه الشخص الخطأ تماماً لدور يتمحور حول محاولة تحقيق السلام".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات