Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

روسيا تعلن السيطرة على خط إمداد استراتيجي للقوات الأوكرانية في شرق البلاد

أوروبا تخشى مراكمة الضغوط على كييف عقب لقاء بوتين - ويتكوف

ملخص

لا تزال أوكرانيا متوجسة من الخطة الأميركية التي طرحها الرئيس دونالد ترمب للسلام، وذلك عشية اجتماع مهم يجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.

أعلنت روسيا الإثنين أنها سيطرت على مدينة بوكروفسك في شرق أوكرانيا، والتي تُعدّ خط إمداد استراتيجياً للقوات الأوكرانية، إضافة إلى بلدة فوفشانسك في شمال شرق البلاد.
وقال الكرملين عبر منصة تلغرام إن "رئيس الأركان فاليري غيراسيموف قدّم تقريراً لـ(الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين حول تحرير مدينتي كراسنوارميسك (الاسم الروسي لبوكروفسك) وفوفشانسك".
وبحسب الكرملين، فقد رُفع هذا التقرير إلى الرئيس الروسي مساء الأحد، لكن الإعلان عنه لم يصدر إلا الإثنين.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية بُعيد ذلك مقطع فيديو قالت إنه يُظهر جنوداً روساً يرفعون علمهم في الساحة المركزية لمدينة بوكروفسك.
وتشهد بوكروفسك التي كان يقطنها نحو 60 ألف شخص قبل الحرب، معارك منذ أشهر عدة. وقد تسلل مئات الجنود الروس إلى المدينة منذ سبتمبر (أيلول) الفائت، ما أضعف دفاعات القوات الأوكرانية.
وتكتسي المدينة أهمية استراتيجية كبرى لوقوعها عند تقاطع طرق وخطوط سكك حديد تؤدي إلى آخر معاقل القوات الأوكرانية في الشرق.
وسيُصعّب سقوطها إيصال الإمدادات إلى القوات الأوكرانية في محاور أخرى من الجبهة، كما يوفر للقوات الروسية منصة للتقدم غرباُ حيث الدفاعات الأوكرانية أقل كثافة، وشمالاً باتجاه مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك الكبيرتين.
كما يهدد سقوطها بتطويق الحامية الأوكرانية في مدينة ميرنوغراد المجاورة.
وكانت كييف قد أرسلت تعزيزات إلى بوكروفسك مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بينها قوات خاصة، ونفت أي حصار لقواتها في المنطقة.
أما فوفشانسك في منطقة خاركيف (شمال شرق)، فهي محور معارك منذ مايو (أيار) 2024، وقد دُمّرت بشكل شبه كامل. وظلت خطوط القتال فيها ثابتة لأشهر قبل التقدم الروسي الأخير.
ووصف وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف السيطرة على فوفشانسك بأنها "خطوة مهمة نحو تحقيق النصر وتحقيق أهداف" موسكو في أوكرانيا.

اجتماع ثان بين ويتكوف وعمروف

في موازاة ذلك اجتمع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الإثنين مجدداً في فلوريدا مع كبير المفاوضين الأوكرانيين رستم عمروف، أمين مجلس الأمن القومي، بحسب ما أفادت مصادر رفيعة المستوى وكالة الصحافة الفرنسية.
وأضافت المصادر أنه "ما زالت هناك تساؤلات" حول الخطة التي طرحتها الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقالت المصادر إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "يتوقع رؤية عمروف في إيرلندا" خلال زيارته لها الثلاثاء، للاستماع إلى تقرير مفصل حول الاجتماع مع مبعوث الرئيس دونالد ترمب الذي يفترض أن يجتمع بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين غداً.

كالاس تخشى الضغط على أوكرانيا

في موازاة ذلك، أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الإثنين أن المفاوضات المقررة الثلاثاء بين ويتكوف وبوتين، قد تؤدي إلى ضغوط قاسية على أوكرانيا.
وقالت عقب اجتماع لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في بروكسل "أخشى أن يُمارس الضغط كله على الطرف الأضعف، لأن استسلام أوكرانيا هو أسهل سبيل لإنهاء هذه الحرب".

لقاء ماكرون - زيلينسكي

من جهته، قال زيلينسكي إن محادثاته التي استمرت ساعات عدة مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ركزت على كيفية إنهاء الحرب، مضيفاً أن السلام في أوكرانيا يجب أن يكون دائماً.
وكتب زيلينسكي في منشور على منصة "إكس" خلال زيارته باريس، "يجب أن تنتهي الحرب في أقرب وقت ممكن. ويعتمد الكثير الآن على مشاركة جميع القادة. وسنتحدث أيضاً إلى قادة آخرين اليوم".

أما الرئيس الفرنسي فقال إن أوكرانيا وحدها هي صاحبة القرار فيما يتعلق بأراضيها خلال مفاوضات السلام مع روسيا. وأضاف أن روسيا لم تبد أي إشارة على وقف العدوان.

هجوم صاروخي على دنيبرو

ميدانياً، قال مسؤولون أوكرانيون إن 4 أشخاص قُتلوا وأصيب 40 اليوم الإثنين في هجوم صاروخي روسي على مدينة دنيبرو في شرق وسط أوكرانيا.
وقال فلاديسلاف هايفانينكو القائم بأعمال حاكم إقليم دنيبروبتروفسك حيث تقع المدينة، على تطبيق "تيليغرام"، إن 11 من المصابين في حالة خطيرة. وأضاف أن عملية البحث والإنقاذ اكتملت.
وقالت خدمات الطوارئ الأوكرانية إن أنشطة تجارية ومبنى إدارياً و49 سيارة لحقت بها أضرار في الهجوم.
وأظهرت صور منشورة على "تيليغرام" فرق الإطفاء تعمل في موقع الهجوم وموظفي خدمات الطوارئ وهم يجلون مصابين على محفات إضافة إلى جثة في كيس أسود.
وتتعرض مدينة دنيبرو الصناعية والمنطقة المحيطة بها هجمات روسية متكررة بالصواريخ والطائرات المسيرة تسفر عن مقتل مدنيين وإلحاق أضرار بالمساكن والصناعة والبنية التحتية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الجيش الروسي يواصل التقدم

وحقق الجيش الروسي في نوفمبر (تشرين الثاني) المنصرم أكبر تقدم له على الجبهة في أوكرانيا منذ عام، بحسب تحليل أجرته وكالة الصحافة الفرنسية لبيانات صادرة عن معهد دراسة الحرب الذي يعمل مع "مشروع التهديدات الحرجة".
وتزامناً مع تقدّم موسكو ميدانياً، تشهد الدبلوماسية زخماً كبيراً مع نشر خطة أميركية في منتصف نوفمبر لحل النزاع بعد نحو أربع سنوات من الحرب.
ورأى كثيرون أن هذه الخطة المكونة من 28 بنداً، تميل جداً لمصلحة موسكو. وعُدلت نسختها الأولية لاحقاً بعد مشاورات مع الأوروبيين والأوكرانيين، وسيتم عرضها على الكرملين.
في شهر واحد، سيطرت روسيا على 701 كيلومتر مربع في أوكرانيا، وهو ثاني أكبر تقدم لها بعد التقدم الذي أحرزته في نوفمبر 2024 والبالغ 725 كيلومتراً مربعاً، وذلك باستثناء الأشهر الأولى من الحرب في ربيع 2022 حين شهد خط الجبهة تقلبات واسعة النطاق.
في نهاية نوفمبر المنصرم، بات الجيش الروسي يسيطر على 19.3 في المئة من الأراضي الأوكرانية. وكانت نحو 7 في المئة منها وتضم شبه جزيرة القرم وأجزاء من دونباس، تحت سيطرة موسكو قبل بدء الحرب الروسية في فبراير (شباط) 2022.
وتشمل مساحة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا المناطق التي استولت عليها بحسب كييف ومراقبين عسكريين، إضافة إلى تلك التي أعلنت موسكو ضمها.
منذ بداية العام، تقدمت روسيا مساحة نحو 5400 كيلومتر مربع في أوكرانيا، أي ما يزيد بنحو 2000 كيلومتر مربع عن الفترة نفسها من العام السابق.
مع ذلك، في نوفمبر، استمر تباطؤ التقدم الروسي في منطقة دونيتسك، بؤرة القتال بين الجانبين، والتي كان تنازل كييف عنها لموسكو جزءاً من النسخة الأولى للخطة الأميركية لإنهاء الحرب.
وكسبت موسكو نحو 130 كيلومتراً مربعاً الشهر الماضي في هذه المنطقة الواقعة في شرق أوكرانيا والتي يسيطر عليها الكرملين حالياً بنسبة تزيد على 81 في المئة، فيما اكتسبت أكثر من ذلك بمرتين في الأشهر الأخرى من العام.
وتقاتل قوات موسكو هناك حالياً من بين أهداف أخرى، للسيطرة على مدينة بوكروفسك، وهي نقطة رئيسة ستؤثر خسارتها في الدفاعات واللوجستيات الأوكرانية بشكل كبير.
في المقابل، حققت القوات الروسية أكبر تقدم لها في نوفمبر 2025 في منطقة زابوريجيا (جنوب)، حيث استولت على 272 كيلومتراً مربعاً، أي ما يعادل ما اكتسبته في الأشهر الأربعة السابقة مجتمعةً، بينما استولت في منطقة دنيبروبيتروفسك (وسط شرق) على نحو 200 كيلومتر مربع.
وفي سبتمبر (أيلول) 2022، أعلنت روسيا ضم مناطق زابوريجيا ودونيتسك ولوغانسك وخيرسون.
وقال بوتين الأسبوع الماضي إن بلاده لن توقف الأعمال العدائية إلا إذا انسحبت قوات كييف من الأراضي التي أعلنت روسيا ضمّها، من دون أن يسميها، وهو انسحاب استبعدته الرئاسة الأوكرانية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات