Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف ضلت الكرة الذهبية طريقها؟

رأي: كان يجب أن يفوز لامين يامال بالمركز الأول متقدماً على عثمان ديمبيلي بينما كانت آيتانا بونماتي فائزة جديرة للعام الثالث على التوالي

أحدث الصراع الثنائي بين عثمان ديمبيلي ولامين يامال على جائزة الكرة الذهبية جدلاً واسعاً (رويترز)

ملخص

أثار فوز عثمان ديمبيلي بالكرة الذهبية 2025 جدلاً واسعاً، على رغم الأداء المبهر للإسباني لامين يامال، الذي يعتبره كثيرون الأفضل في العالم حالياً. وفي ظل غياب بطولات كبرى ورحيل حقبة ميسي ورونالدو، اتضحت أزمة هوية الجائزة بين القيمة الفردية والألقاب الجماعية.

إذاً نحن ننتقل الآن بصورة كاملة من حقبة "ليونيل ميسي - كريستيانو رونالدو" إلى معادل العصر الحديث، من فلوريان ألبرت أو ألان سيمونسن.

وليس في ذلك أي تقليل من شأن اثنين من العظماء الحقيقيين، ولا من الفائز الـ47 بالكرة الذهبية، عثمان ديمبيلي. فهو مثل أسلافه، يملك في الأقل حجة جيدة ليطالب بالجائزة.

غير أن الأمر، كما كان في تلك الحقبة البعيدة، لا يبدو كواحد من تلك الانتصارات التي سيجري الاحتفاء بها بصورة مبالغ فيها عند النظر إليها من منظور المستقبل، فهناك جانب من محاولة إقحام الأداء الحالي في قالب أعظم، وتضخيمه ليصل إلى مستوى المعايير المطلوبة.

ديمبيلي... الرجل التالي في القائمة

إذاً في غياب بطولة كبرى للرجال، أو لاعب كان مسيطراً بحق على المستوى النخبوي، كان ديمبيلي هو الرجل التالي في القائمة، فقد كان اللاعب البالغ من العمر 28 سنة هداف باريس سان جيرمان المشترك في أدوار الإقصاء من دوري أبطال أوروبا، مسجلاً أربعة أهداف.

وكان اثنان من تلك الأهداف فعلاً أهدافاً كبيرة أمام ليفربول وأرسنال، أما الهدفان الآخران فكانا في مرمى بريست، إذ لم يظهر باريس سان جيرمان سوى ما يفعله معظم العام، وهو الاستمتاع بميزته الاقتصادية الضخمة لسحق خصومه الفرنسيين في مباريات بالكاد تعد منافسة.

كل ذلك يبدأ بالشعور بأنه باهت قليلاً، عندما نأخذ في الاعتبار قائمة اللاعبين الذين لم يفوزوا بالجائزة في هذا القرن وحده مثل تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا وتييري هنري وباولو مالديني، وحتى الآن روبرت ليفاندوفسكي ومحمد صلاح وإيرلينغ هالاند.

غياب ميسي ورونالدو يكشف عن أزمة هوية الجائزة

جزء من ذلك مجرد حظ مرتبط بالسنة المعينة، ومن تواجهه من منافسين، لكن إلى جانب ذلك، هناك توتر مستمر حول ما الذي تمثله الجائزة فعلياً، فهل هي تتعلق بكونك اللاعب الأكثر قيمة؟ أم أنها محاولة حقيقية لتتويج الأفضل - الأكثر موهبة - في كرة القدم العالمية؟

وبالطبع، فإن "الأكثر موهبة" يعتمد إلى حد ما على كيفية توظيف تلك الموهبة، ولهذا السبب يبدو أن الجائزة يجب أن تكون مزيجاً ذاتياً بين الاثنين.

هذا ما أظهره ميسي ورونالدو لفترة طويلة، وهو ما ربما شوه وجهات النظر إلى حد معين. فقد كانا يقدمان أداء مذهلاً على هذا المستوى، ويحققان مباشرة أكبر البطولات على طول الطريق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حتى لو أخذنا بالحكمة المتفق عليها الآن بأن ميسي كان اللاعب الأعظم، وربما الأفضل في التاريخ، فإن رونالدو كان لا يزال يملك حقاً واضحاً في كل انتصار من انتصاراته.

أربعة من ألقابه الخمسة ترافقت مع دوري أبطال أوروبا، أما الفائزون الجديرون الآخرون مثل تشافي وإنييستا وليفاندوفسكي وهالاند، فقد كانوا ببساطة غير محظوظين بمنافستهم لهما في منتصف فترات ذروتهما الطويلة جداً.

يامال المرشح الأفضل

وعلى الجانب الآخر، قد يكون ديمبيلي محظوظاً، لأنه واجه لاعباً ينظر إليه ربما على أنه على مشارف ذروة عطائه.

كان لامين يامال سيكون فائزاً أنسب بكثير بالجائزة، فهو واضح أنه بالفعل أفضل لاعب في العالم. ويؤدي بمستوى أعلى من أي لاعب آخر، ويقوم بأشياء لم يكن بوسع غيره من اللاعبين حتى أن يتخيلوها، كما أنه يفعل ذلك في أكبر المباريات.

ليس خطأ يامال أن برشلونة فشل في التغلب على إنتر في ذلك الدور نصف النهائي المثير من دوري أبطال أوروبا، فقد كان هو اللاعب الذي فعل أكثر ما يمكن لمحاولة تجنب ذلك.

بونماتي الأفضل في العالم بجدارة

وينطبق الأمر نفسه على آيتانا بونماتي، التي فازت عن استحقاق بجائزة السيدات متقدمة على ماريونا كالدينتي وأليسيا روسو، وهي واحدة من خمس لاعبات إنجليزيات أنهين ضمن المراكز الـ10 الأولى لكنهن أخفقن في النهاية.

بونماتي هي بوضوح أفضل لاعبة في العالم، فهي تؤدي بمستوى أعلى من أية لاعبة أخرى، وتقوم بأشياء لم يكن بوسع غيرها حتى أن يتخيلوها، كما أنها تفعل ذلك في أكبر المباريات.

وليس خطأ آيتانا أن برشلونة فشل في التغلب على أرسنال، وأن إسبانيا فشلت في التغلب على إنجلترا في النهائيات التي شاركت فيها، فقد كانت هي الأكثر مسؤولية عن إيصال فرقها إلى هناك، ولكن بينما كانت آيتانا بالفعل فائزة بالجائزة مرتين، وهو ما جعل هذا التتويج الثالث يمنحها إنجازاً تاريخياً بمعيار ذهبي، فإن ذلك غالباً ما يجعل التصويت يميل إلى لاعبة لا تفوز بأكبر الألقاب الجماعية.

لماذا خسر يامال الكرة الذهبية؟

هل خسر يامال الجائزة لأنه لا يزال صغير السن، وهناك شعور بأنه يجب أن يرتقي إليها؟ لقد كان سيكون أول مراهق يفوز بالجائزة.

ومع ذلك، حتى لو اختصرنا الأمر إلى خيار ثنائي بسيط بين الاثنين، فقد قدم يامال أداء بمستوى أعلى من ديمبيلي، كما أنه فعل أكثر. الفارق الحقيقي الوحيد هو أن فريق ديمبيلي فاز بالنهائي، وهناك حتى حجة تقول إن خفيتشا كفاراتسخيليا كان أكثر تأثيراً في ذلك.

وإذا كان الأمر كله يعود فقط لبريق كأس أوروبا، فسيكون من الغريب أن يناسب تماماً جائزة تطورت من الوقار التقليدي والعظمة الكلاسيكية إلى شيء يدور حول البهرجة والسطوع. وحتى الكأس نفسها أصبحت أكثر استعراضاً على مر السنين، وهو أمر تلاحظه فعلاً إذا عدت لتلك الصور القديمة ليوهان كرويف أو جورج بست، وهما يرفعان تلك الكرة الصغيرة المتواضعة.

وبالفعل يقال إن حملات الضغط كانت أكثر شراسة من أي وقت مضى هذا العام، وقد ازدادت وضوحاً مع مرور المواسم. لقد أثرت حقبة "ميسي -رونالدو" في ذلك، فهو مثال آخر على كرة القدم الحديثة التي تلتهم نفسها.

ولا يعني أي من هذا الاعتراض على الاعتراف بقيمة الفرد في رياضة جماعية، فبعض اللاعبين يكونون بوضوح أكثر حسماً، ومن الصواب - وهو في الواقع جزء من متعة اللعبة - أن يتم الاعتراف بذلك.

غير أن الأمر، كما حدث في بضع سنوات أخرى عبر عقود المسابقة السبعة، لا يبدو بالضرورة أن الكرة الذهبية في 2025 قد عكست ذلك تماماً.

لقد فعل يامال أكثر بكثير.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة