ملخص
شهد ملعب أنفيلد عودة محمد صلاح بعد أزمة مع آرني سلوت، حيث تصالح الطرفان وأسهم النجم المصري في فوز ليفربول على برايتون، وسط أجواء تسامح ووحدة أكدت استمرارية العلاقة.
بدأ الأمر بوصلة غناء لمحمد صلاح، ثم بعد ثوانٍ تردد اسم آرني سلوت، لم يكن ملعب "أنفيلد" بحاجة إلى الاختيار بين أعظم لاعبي ليفربول في العقد الماضي والمدرب الذي قاد الفريق إلى اللقب، كان يمكنه الاحتفاء بهما معاً، ليوم آخر في الأقل، وربما لأمدٍ أطول.
بعد سبعة أيام من تصريح صلاح بأن العلاقة بينهما لم تعد قائمة، تم ترميمها بالقدر الكافي للسماح بعودته، وأشار سلوت إلى أن المشكلات أصبحت من الماضي، وقال "بالنسبة إليَّ لا توجد قضية تحتاج إلى حل، بالنسبة إليَّ هو مثل أي لاعب آخر"، وهو ما لم يكن عليه الحال حين كان حالاً استثنائية، ومستبعداً من قائمة الفريق التي سافرت إلى ميلانو، لكن التقارب سمح لليفربول بالاحتفال بنهاية سعيدة لأسبوعٍ مشحون.
الانتصار على برايتون ودور صلاح المؤثر
تغلب ليفربول على برايتون، لتمتد سلسلة مبارياته من دون خسارة بلا وجود صلاح أساسياً إلى خمس مباريات، وسجل هوغو إيكيتيكي هدفين للأسبوع الثاني على التوالي، أمس السبت، غير أن نصيبه يبدو أن يظل دائماً في الظل.
كان الأمر كذلك مرة أخرى، لا بسبب كلمات صلاح بعد المباراة، بل بسبب حضوره داخلها، قبل أيام بدا وكأنه ربما خاض مباراته الأخيرة مع ليفربول، لكنه خاض المباراة التالية، واكتسبت أهمية تفوق مجرد كونها الأخيرة قبل توجهه إلى كأس الأمم الأفريقية، وقال سلوت "كان قراراً سهلاً إدراجه في القائمة، الأفعال أبلغ من الكلام، كان في القائمة مجدداً، وعندما اضطررت إلى إجراء أول تبديل، أشركته".
لذلك ساد شعور بالترميم، وبدا أن ملعب "أنفيلد" مغمور بروح التسامح، وكان هناك جو من الوحدة عندما حيت مدرجات "الكوب" أولاً صلاح ثم سلوت، وكان لذلك سبب مباشر أيضاً، إذ ساعد صلاح في حسم المباراة أمام برايتون، بينما كان المشجعون يرددون اسمه قبل أن ينفذ الركنية التي ارتقى لها إيكيتيكي مسجلاً.
وقال سلوت "كان يشكل خطورة، وهذا أمر مهم، من الجيد رؤية ذلك، لكنه ليس مفاجئاً."
أداء جماعي ورد عملي على الانتقادات
سدد صلاح كرة تصدى لها حارس المرمى بارت فيربروغن، وفي الوقت بدل الضائع أطاح بتسديدة أخرى عالياً بعدما هيأها له فيديريكو كييزا، وفي بعض اللحظات بدا أن زملاءه يحاولون بإفراط تهيئته للتسجيل، لكن ربما كان من المناسب أن يغادر وقدم تمريرة حاسمة من دون أن يسجل هدفاً.
أهدر فرص التسديد بسبب ميله الواضح إلى التمرير في كل فرصة سنحت أمامه، كما برز التزامه حين اندفع عائداً بأقصى سرعة بينما شن برايتون هجمة مرتدة من ركنية لليفربول.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كان في حركة دائمة بلا توقف - فربما أثمرت حصصه التدريبية الفردية في صالة الألعاب الرياضية فيما كان زملاؤه في إيطاليا - وبدا اللاعب الذي اتهم بالأنانية عقب انفجاره في ملعب "إيلاند رود" مصمماً على الرد على الانتقادات.
بوسعه أن يجادل بأنه كان دائماً لاعباً جماعياً، لكن بطريقته الخاصة، فقد خاض 421 مباراة مع ليفربول، سجل خلالها 250 هدفاً، وأضاف الآن نحو 114 تمريرة حاسمة، وقال سلوت "كنا في مرات كثيرة هذا الموسم في الجانب الخاسر من معركة الكرات الثابتة"، وكانت تلك حال أخرى شرع صلاح في تحسينها.
تفاصيل فنية وتبديلات مؤثرة
وبعدما مهدت محادثاته مع سلوت، الجمعة الماضي، الطريق لعودته، أظهر المدرب جديته في إعادة صلاح، فالرجل الذي قال إنه "أُلقي تحت الحافلة" تم الدفع به إلى الملعب أبكر مما كان متوقعاً، بعدما أصيب جو غوميز بعد 25 دقيقة، ليعود دومينيك سوبوسلاي، الذي كان قد تولى مجدداً دور صلاح المعتاد، إلى مركز الظهير الأيمن، قوبل صلاح بعاصفة من الهتافات وأغنيته الخاصة، فالإنجازات السابقة التي بدا وكأنه يعتقد أنها يجب أن تضمن له مكانه في التشكيلة أكسبته استقبالاً حاراً. وقد بادل الجمهور ذلك عند صافرة النهاية، حين صفق صلاح للمشجعين، فبادلوه التصفيق، وتمتم المصري بكلمة "شكراً" باتجاه مدرجات الكوب وهو يربت على شعار النادي على قميصه، ربما كان يسعى إلى استعادة مكانه في بعض القلوب، لكنه لم يبدُ وكأنه يلوّح بالوداع، وقال سلوت "لم يكن اللاعب الوحيد الذي دار في أرجاء الملعب لشكر الجماهير".
تألق إيكيتيكي ومقاومة برايتون
وعلى أهمية عودة صلاح، فإن ليفربول كان قد قطع شوطاً كبيراً نحو حسم الفوز قبل دخوله، كان إيكيتيكي قد سجل هدفين خلال ثلاث دقائق بانطلاقة خاطفة في ليدز الأسبوع الماضي، وأضاف هذه المرة أسرع هدف في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، وأبكر أهداف ليفربول في المسابقة منذ 2019، أنهى كرة نصف طائرة بتسديدة رائعة، وجاء الهدف من تمريرة عرضية غريبة عبر الملعب من يانكوبا مينتيه، حولها جو غوميز برأسه إلى الأسفل، لتسجل للظهير الأيمن تمريرة حاسمة.
ومع تقييد إصابة خفيفة لألكسندر إيساك وجعله على مقاعد البدلاء، لعب إيكيتيكي وحيداً في المقدمة وكان متوهجاً، مطلقاً سلسلة من التسديدات، لكن برايتون امتلك بدوره خطورته، وأنقذ أليسون كرة قريبة المدى من دييغو غوميز، ثم سدد الباراغواياني لاحقاً كرة مرت بجوار القائم البعيد، وكان مينتيه مصدر إزعاج، ساعياً إلى التكفير عن ذنبه في هدف ليفربول، وأطلق برايان غرودا تسديدة لفّت بجوار القائم، وقال فابيان هورزيلر "نتيجة محبطة إلى حد ما، كانت المباراة في المتناول للفوز بها".
تحية خاصة ونهاية مفتوحة في أنفيلد
أشرك المدرب هورزيلر كاورو ميتوما العائد بعد غياب 10 أسابيع، لكن بديلاً آخر قوبل بتصفيق أعلى، فقد وقف "أنفيلد" تحية لأسطورة من ليفربول يخوض ربما ظهوره الأخير على هذا الملعب، إلا أن التحية كانت لجيمس ميلنر، وإذا كان كلام سلوت دقيقاً، فقد يُرى صلاح هنا مجدداً.
© The Independent