ملخص
دانت أكثر من 20 دولة عربية وإسلامية خطة إسرائيل للسيطرة العسكرية على غزة، ووصفتها بأنها "جريمة ضد الإنسانية". يأتي ذلك وسط تصاعد القتل، إذ قضى 10 فلسطينيين اليوم خلال توزيع مساعدات، وسط تحذيرات من تحول مراكز الإغاثة إلى "مصائد للموت".
أفاد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل أن 18 فلسطينياً، عدد منهم كانوا ينتظرون المساعدات، قتلوا اليوم السبت بنيران الجيش الإسرائيلي في أنحاء مختلفة من القطاع المحاصر.
وقال بصل لوكالة الصحافة الفرنسية إن الجهاز سجل "6 قتلى في الأقل بينهم طفل و30 إصابة جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي بالرصاص تجمعات المواطنين قرب نقطة توزيع" للمساعدات تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية" على طريق صلاح الدين جنوب منطقة جسر وادي غزة في وسط القطاع.
وأكد مستشفى العودة في مخيم النصيرات وصول القتلى والمصابين.
وفي بيان لاحق أكد بصل سقوط "7 بينهم سيدة بنيران قوات الاحتلال قرب مركز المساعدات (التابع لمؤسسة غزة الإنسانية) في شمال غربي رفح في جنوب القطاع".
وفي منطقة المواصي غرب خان يونس في جنوب قطاع غزة، سجل الدفاع المدني "3 قتلى ومصابين في قصف من مسيّرة إسرائيلية على خيمة تؤوي نازحين".
كما قُتلت سيّدة "إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت شقة سكنية مقابل مستشفى الخير في مدينة خان يونس"، وسقط "قتيل بصاروخ من طائرة مسيّرة إسرائيلية قرب مدرسة أبوحلو التي تؤوي نازحين في مخيم البريج وسط القطاع"، وفق محمود بصل.
وذكر شهود عيان أنه منذ الفجر تجمّع عدة آلاف من المواطنين للحصول على مواد غذائية في محيط مراكز المساعدات التي تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أميركياً وإسرائيلياً في وسط القطاع وفي منطقتي غرب رفح وخان يونس في الجنوب.
وأكد شاهد العيان بيان الآغا (50 سنة) أن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار عدة مرات باتجاه منتظري المساعدات. وقال "ذهبت لمنطقة الشاكوش (قرب مركز المساعدات في شمال غرب رفح) ووجدت إطلاق نار من الجيش الإسرائيلي، ثم توجهت إلى منطقة الطينة (في جنوب غرب خان يونس) وتم إطلاق النار عدة مرات على الناس ولم أحصل على شيء".
وتساءل الرجل الذي يقيم في خيمة إلى جانب منزله المدمر في منطقة المواصي غرب خان يونس "هل يحتاج العالم لمزيد من الموتى بسبب الجوع في غزة ليتحرك لإدخال المساعدات بطريقة طبيعية عبر الأمم المتحدة؟ ... مراكز المساعدات الأميركية تحولت إلى مصائد للموت ولإذلال الفلسطينيين، الناس يضطرون إلى الذهاب لهذه المراكز لأن لا خيار أمامهم".
من جهتها ندّدت الرئاسة الفلسطينية اليوم بسعي إسرائيل إلى "إعادة احتلال غزة" وتحديها "غير المسبوق" للمجتمع الدولي، وذلك غداة إقرار الدولة العبرية خطة للسيطرة على مدينة غزة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبوردينة إن "السياسات الإسرائيلية المتمثلة في إعادة احتلال غزة ومحاولات ضم الضفة الغربية وتهويد القدس، ستغلق كل أبواب تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم"، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية (وفا).
واعتبر أن "الرفض الإسرائيلي للانتقادات الدولية لسياساتها، والتحذيرات التي أطلقتها دول العالم في شأن توسيع الحرب على الشعب الفلسطيني، يشكلون تحدياً واستفزازاً غير مسبوقين للإرادة الدولية الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وفق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، التي تمثلت في إعلان نيويورك والاعترافات الدولية المتتالية بدولة فلسطين".
وأتى تصريح أبوردينة غداة إقرار المجلس الوزاري الأمني المصغّر مقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسيطرة على مدينة غزة في شمال القطاع المحاصر والمدمّر بعد 22 شهراً من الحرب بين الدولة العبرية وحركة "حماس".
أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم تنديد روسيا ورفضها لخطة إسرائيل الرامية لتوسيع عمليتها العسكرية في قطاع غزة.
وقالت الوزارة في بيان "تنفيذ مثل هذه القرارات والخطط التي تثير الاستنكار والرفض ينطوي على خطر تفاقم الوضع المأسوي القائم بالفعل في القطاع الفلسطيني، الذي يحمل جميع سمات كارثة إنسانية".
جرائم ضد الإنسانية
دانت دول عربية وإسلامية اليوم السبت خطة إسرائيل "فرض السيطرة العسكرية الكاملة على قطاع غزة"، واعتبرتها "تصعيداً خطراً ومرفوضاً وانتهاكاً للقانون الدولي".
وعدَّ البيان الصادر عن أكثر من 20 دولة، بينها السعودية ومصر وقطر والأردن والبحرين وتركيا والإمارات وعمان، أن الممارسات الإسرائيلية "ترقى لأن تكون جرائم ضد الإنسانية... وتبدد أية فرصة لتحقيق السلام، وتقوض الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للتهدئة وإنهاء الصراع".
وأمس الجمعة، وافق مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي على تنفيذ عمليات واسعة النطاق للسيطرة على مدينة غزة، مما أثار موجة من الغضب في جميع أنحاء العالم. وفي خضم التنديد، طلبت دول عدة عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، تقرر عقده غداً الأحد، وفق مصادر دبلوماسية.
في الأثناء، قال مراسل "أكسيوس" باراك رافيد عبر منصة "إكس" إن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف سيلتقي رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني اليوم في إسبانيا، لمناقشة خطة لإنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن.
10 قتلى فلسطينيين
في وقت سابق أفاد الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل بأن 10 فلسطينيين معظمهم من منتظري المساعدات قتلوا اليوم بنيران الجيش الإسرائيلي، وجراء غارات استهدفت أنحاء مختلفة من قطاع غزة المحاصر.
وقال بصل لوكالة الصحافة الفرنسية إن الجهاز سجل مقتل ستة أشخاص في الأقل بينهم طفل، وجرح 30 آخرين جراء استهداف الجيش الإسرائيلي بالرصاص تجمعات المواطنين قرب نقطة توزيع تابعة لمؤسسة غزة الإنسانية، على طريق صلاح الدين جنوب منطقة جسر وادي غزة، وسط القطاع.
وأكد مستشفى العودة في مخيم النصيرات وصول القتلى والجرحى.
وأضاف بصل أن شخصين قتلا بينهما سيدة بنيران القوات الإسرائيلية قرب مركز المساعدات في شمال غربي رفح، جنوب القطاع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مصائد للموت
ذكر شهود عيان أنه منذ فجر اليوم، تجمع عدة آلاف من المواطنين في محيط مراكز المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية المدعومة أميركياً وإسرائيلياً، داخل وسط القطاع وفي منطقتي غرب رفح وخان يونس جنوباً، للحصول على مواد غذائية.
وأكد بيان الأغا (50 سنة) أن الجنود الإسرائيليين أطلقوا النار مرات عدة باتجاه منتظري المساعدات. وتابع "ذهبت لمنطقة الشاكوش (قرب مركز المساعدات شمال غربي رفح) ووجدت إطلاق نار من الجيش الإسرائيلي، ثم توجهت إلى منطقة الطينة (جنوب غربي خان يونس) وأُطلق النار مرات عدة على الناس ولم أحصل على شيء".
وتساءل الرجل الذي يقيم داخل خيمة إلى جانب منزله المدمر في منطقة المواصي غرب خان يونس، "هل يحتاج العالم لمزيد من الموتى بسبب الجوع في غزة ليتحرك لإدخال المساعدات بطريقة طبيعية عبر الأمم المتحدة؟.. مراكز المساعدات الأميركية تحولت إلى مصائد للموت ولإذلال الفلسطينيين، الناس يضطرون للذهاب إلى هذه المراكز لأن لا خيار أمامهم".
منذ بدء عملها أواخر مايو (أيار) الماضي، ترد يومياً تقارير عن تعرض منتظري المساعدات قرب مراكز مؤسسة غزة الإنسانية للاستهداف بنيران القوات الإسرائيلية. وأدى الحصار الإسرائيلي وتقييد دخول الإمدادات إلى غزة منذ بدء الحرب قبل عامين تقريباً إلى نقص في الغذاء والإمدادات الأساس، بما في ذلك الأدوية والوقود الذي تحتاج إليه المستشفيات لتشغيل مولداتها.
ومع مواصلة سلاح الجو الإسرائيلي غاراته، قال بصل إن امرأة قتلت وسجل عدد من الجرحى إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت شقة سكنية مقابل مستشفى الخير، في مدينة خان يونس.
وقُتل شاب بصاروخ أطلقته طائرة مسيرة إسرائيلية استهدف مجموعة مواطنين قرب مدرسة أبو حلو التي تؤوي نازحين في مخيم البريج وسط القطاع.