Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تشكيل مجلس الدفاع: إيران ترتب دفاعاتها خوفاً من هجوم إسرائيلي جديد

شكك مراقبون في نجاعة استعادة نظام قديم كان معتمداً خلال فترة الحرب مع العراق

بزشكيان مصافحاً رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف خلال زيارة إلى إسلام آباد، الأحد 3 أغسطس الحالي (رويترز)

ملخص

 يقارن بعض المراقبين تشكيل "مجلس الدفاع" الحالي في إيران بـ "المجلس الأعلى للدفاع" الذي كان قائماً خلال أعوام الحرب الثمانية مع الجارة العراق، ويصفونه بأنه إحياء لذلك المجلس بعد نحو أربعة عقود، وبينما يلتزم مسؤولو النظام الإيراني الصمت حيال هذه المقارنة، تثار تساؤلات كثيرة حول طبيعة هذا المجلس والدور الذي يفترض أن يلعبه في تعزيز القدرات الدفاعية، بخاصة في ظل الظروف الراهنة وبعد أقل من ستة أسابيع على وقف إطلاق النار الذي أنهى الحرب مع إسرائيل التي استمرت 12 يوماً.

أثار تشكيل "مجلس الدفاع" في إيران في وقت يمر النظام الحاكم بإحدى أكثر مراحله هشاشة، ردود فعل من وسائل الإعلام الدولية، فبعد تقارير متفرقة نشرتها وسائل الإعلام الرسمية خلال الأسابيع القليلة الماضية، صادق المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أمس الأحد رسمياً على تشكيل "مجلس الدفاع"، ويتولى رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان رئاسته ويضم في عضويته رؤساء السلطات الثلاث وقادة القوات المسلحة وعدداً من الوزارات المعنية.

ويقول مسؤولو النظام الإيراني إن "مجلس الدفاع" يهدف إلى درس الخطط الدفاعية وتعزيز قدرات القوات المسلحة بصورة مركزة، ويؤكدون أن هذا الإجراء يستند إلى المادة (176) من الدستور الإيراني، ومع ذلك لم يقدموا توضيحاً صريحاً حول أسباب اتخاذ القرار في هذا التوقيت بالذات، وبعدما بدا أنه عجز واضح من النظام في مواجهة الهجمات الإسرائيلية والأميركية.

وعلى رغم أن تشكيل "مجلس الدفاع" له سابقة تعود لفترة الحرب بين إيران والعراق (1980-1988) فإنه ألغي بعد مراجعة الدستور الإيراني عام 1989 وجرت إحالة صلاحياته بموجب المادة (110) من الدستور إلى المرشد الأعلى في النظام الإيراني، واستناداً إلى هذا فإن بعض المراقبين يقارنون تشكيل "مجلس الدفاع" الحالي بـ "المجلس الأعلى للدفاع" الذي كان قائماً خلال أعوام الحرب الثمانية، ويصفونه بأنه إحياء له بعد نحو أربعة عقود.

وبينما يلتزم مسؤولو النظام الإيراني الصمت حيال هذه المقارنة تثار تساؤلات كثيرة حول طبيعة هذا المجلس والدور الذي يفترض أن يلعبه في تعزيز القدرات الدفاعية، بخاصة في ظل الظروف الراهنة وبعد أقل من ستة أسابيع على وقف إطلاق النار الذي أنهى حرباً مع إسرائيل استمرت 12 يوماً.

وكالة "تسنيم" الحكومية التابعة للحرس الثوري كانت من بين وسائل الإعلام المحلية القليلة التي تناولت هذا الموضوع بمزيد من التفصيل، إذ كتبت قائلة إنه "في ظل التحديات الأمنية الجديدة وتعقيد التهديدات الإقليمية والدولية فإن إحياء مجلس الدفاع يمكن أن يسهم في تعزيز سرعة وكفاءة صنع القرار الدفاعي في البلاد"، وقارنت "مجلس الدفاع" في إيران مع مؤسسات مماثلة في دول أخرى ومنها "مجلس الأمن القومي" في الولايات المتحدة و"مجلس الدفاع والأمن القومي" في فرنسا و"مجلس الأمن" في روسيا، واعتبرت أن هذه الخطوة أصبحت ضرورية بالنسبة إلى إيران في ظل الظروف الراهنة، وكتبت صحيفة "سازندكی" التابعة للتيار الإصلاحي أنه "في المؤسسة الجديدة التي يصفها المحللون بأنها غرفة حرب دائمة، يجري نقل شخصيات مهمة من أعلى هرم الأجهزة الأمنية"، مضيفة أن بعض المحللين يرون أن "تأسيس مجلس الدفاع لا يأتي نتيجة التهديدات الإقليمية الأخيرة، بل هو نتاج قرار طويل الأمد لإعادة تنظيم أدق لهياكل صنع القرار الأمني في النظام".

وحظي القرار الجديد للنظام الإيراني بتشكيل مجلس دفاع على اهتمام وسائل الإعلام الدولية، فذكرت وكالة "رويترز" أن "إيران شكلت مجلس دفاع جديداً في أعقاب الحرب مع إسرائيل"، مؤكدة أنه "بعد الحرب التي شهدتها إيران مع إسرائيل في يونيو (حزيران) الماضي، والتي كانت أشد التحديات العسكرية التي تواجه النظام منذ حرب العراق، اتخذت أعلى هيئة أمنية في إيران قراراً بتشكيل مجلس دفاع جديد، وجاء القرار في وقت حذر قائد الجيش الإيراني من أن التهديدات الإسرائيلية لا تزال قائمة ولا يجب الاستهانة بها"، أما صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية فقالت في تقرير تحليلي لها إن قرار طهران تشكيل المجلس الأعلى للدفاع يمثل تغييراً دفاعياً، مضيفة أنه "بعد مرور شهر على الهجمات الإسرائيلية التي شلت الدفاعات الجوية الإيرانية، يعود خامنئي للنسخة القديمة مع مركز قوة جديد"، وذكر تقرير الصحيفة أن "النظام الإيراني يسعى إلى استعادة كرامته المفقودة"، مشيرة إلى أن "رئيس الجمهورية مسعود بزشكيان هو من سيتولى رئاسة مجلس الدفاع الذي أعيد إحياؤه، وهو مؤسسة عسكرية رفيعة المستوى لم تمارس أي نشاط ذي معنى منذ الحرب العراقية - الإيرانية، ومن هذا المنطلق يبدو أن إحياء المجلس رد فعل يائس على الحملة الجوية المدمرة التي شنها الجيش الإسرائيلي والتي سيطرت على الأجواء الإيرانية في منتصف يونيو الماضي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتضيف "جيروزاليم بوست" أنه "على رغم اعتقاد مسؤولي النظام الإيراني بأن تشكيل هذا المجلس يتوافق مع الدستور فإن وراء هذا القرار حقيقة أن خامنئي وقادته العسكريين الكبار يكافحون لاستعادة السيطرة بعد انهيار التحصينات الدفاعية لإيران، سواء من الناحية العسكرية أو النفسية".

وفي جزء آخر من تقرير الصحيفة الإسرائيلية أشير أيضاً إلى تزايد حال التمركز داخل النظام الإيراني، فذكر التقرير أنه "من خلال وضع الرئيس على رأس هذا الكيان المعاد إحياؤه تحت الرقابة المباشرة للمرشد خامنئي، وبمرافقة الموالين من الحرس الثوري، فقد يتجه النظام تدريجاً نحو نموذج مركزي يشبه زمن الحرب، إذ تكاد تختفي الفروق بين المجالات المدنية والعسكرية".

وفي السياق ذاته أشار موقع "ذي أستراليان" إلى التطورات الأخيرة في إيران وإلى ما وصفه بعرض القوة الضعيف في مواجهة الهجمات الإسرائيلية والأميركية الأخيرة، وكتب أن "طهران تسعى من خلال تشكيل مجلس الدفاع إلى استعادة جاهزيتها للحرب"، مضيفاً أن "هذا التحرك من قبل الهيئة الأمنية العليا في النظام الإيراني يبدو مرتبطاً بمخاوف متزايدة من استعداد إسرائيل شن هجوم آخر على إيران".

 نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار