ملخص
كما هي الحال يومياً، تجمع آلاف الأشخاص قرب مركزين للمساعدات جنوب ووسط القطاع، وهم يحاولون الحصول على الطعام، فيما يفتك الجوع بالسكان المحاصرين وسط الركام.
قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه ينتظر وصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى إسرائيل اليوم الأربعاء.
تابع ويتكوف المفاوضات غير المباشرة بين حركة "حماس" وإسرائيل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، والتي أعلن فشلها خلال الـ24 من يوليو (تموز) الجاري.
وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في اليوم التالي "نحن، مع حلفائنا الأميركيين، ندرس خيارات أخرى لاستعادة رهائننا".
ضربة لحلم الدولة
وأكد وزير إسرائيلي اليوم إن إسرائيل ربما تهدد بضم أجزاء من قطاع غزة لزيادة الضغط على حركة "حماس"، وهي فكرة من شأنها توجيه ضربة لآمال الفلسطينيين في إقامة دولة.
وجاء تعليق عضو مجلس الوزراء الأمني زئيف إلكين، بعد يوم من إعلان بريطانيا أنها ربما تعترف بدولة فلسطينية خلال سبتمبر (أيلول) المقبل، ما لم تتخذ إسرائيل خطوات لتخفيف المعاناة في غزة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب مع "حماس".
وأصدرت فرنسا والسعودية إعلاناً أمس الثلاثاء حظى بدعم من مصر وقطر وجامعة الدول العربية، يحدد الخطوات نحو تطبيق حل الدولتين. وأعلنت باريس الأسبوع الماضي أنها تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية خلال سبتمبر المقبل.
وفي إطار إنهاء حرب غزة، أكدت هذه الدول أن "حماس" يتعين عليها إنهاء حكمها داخل غزة وتسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية.
ونددت إسرائيل بالتحركات الرامية إلى الاعتراف بدولة فلسطينية، ووصفتها بأنها مكافأة لـ"حماس" على الهجوم الذي قادته عليها خلال أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
ألم في الصميم
وعدَّ العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اليوم أن "غزة تشهد كارثة إنسانية تفوق أي شيء شهدناه في التاريخ الحديث"، مؤكداً أن بلاده تواصل اتصالاتها مع القادة العرب والشركاء الدوليين "للضغط باتجاه إنهاء الحرب".
ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي عن الملك عبدالله قوله خلال لقائه شخصيات إعلامية في قصر الحسينية في عمان أن "الأردن كان وسيبقى السند الأكبر للأهل في غزة، التي تشهد كارثة إنسانية تفوق أي شيء شهدناه في التاريخ الحديث".
وأضاف "تؤلمنا معاناة الأشقاء وتمس إنسانيتنا في الصميم، ليس فقط لأن ما يحصل قريب منا جغرافياً، بل لأن بلدنا بني على المحبة المتبادلة والوقوف إلى جانب كل من يواجهون المعاناة".
وتابع "إننا ندرك تماماً أن جهود الإغاثة الحالية، على رغم أهميتها، لا تكفي لمواجهة هول معاناة جسيمة كهذه، إذ تتم إبادة عائلات بأكملها وتجويع الأطفال، لكننا مستمرون في تقديم كل ما بوسعنا من منطلق واجبنا الأخلاقي والإنساني والعروبي، الذي لا نمن به ولا ننتظر الشكر عليه. فنحن لا نتجاهل نداء جارنا المحتاج".
وأشار الملك إلى أنه "لا تخفى على أحد مشاعر الغضب التي تعصف بقلوب الأردنيين جراء ما يحدث في غزة من قتل وتجويع، وأنا أول من يشعر بذلك".
لمواجهة الكارثة
يرزح قطاع غزة البالغ عدد سكانه نحو 2.4 مليون نسمة تحت وطأة حصار تفرضه إسرائيل منذ اندلاع الحرب بين الدولة العبرية و"حماس".
والأحد الماضي، استؤنف إلقاء المساعدات من الجو في غزة، فيما أعلنت إسرائيل "تعليقاً تكتيكياً" يومياً محدوداً لعملياتها العسكرية لأغراض إنسانية في بعض مناطق القطاع.
وأعلنت كل من بريطانيا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا أنها تعتزم إقامة جسر جوي مماثل لإيصال المواد الغذائية واللوازم الطبية.
ووصف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني السبت الماضي استئناف إسقاط المساعدات الإنسانية من الجو في غزة، بأنه خطوة "غير فاعلة" في مواجهة الكارثة الإنسانية التي تعصف بالقطاع الفلسطيني.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أمس خلال مؤتمر في الأمم المتحدة يهدف إلى إحياء حل الدولتين لتسوية النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، "إن كانت الإنزالات الجوية ستنقذ حياة طفل فلسطيني واحد سنقوم بها، لأنها تستحق أن تنقذه".
وأفاد جهاز الدفاع المدني في غزة بأن 16 فلسطينياً قتلوا اليوم الأربعاء بنيران الجيش الإسرائيلي، بينهم 12 قرب مراكز لتوزيع المساعدات داخل قطاع غزة.
وقال الناطق باسم الجهاز محمود بصل لوكالة الصحافة الفرنسية إنه أُحصي "ستة قتلى وعشرات الجرحى بنيران الجيش الإسرائيلي في منطقة الشاكوش قرب مركز لتوزيع المساعدات، شمال غربي مدينة رفح" جنوب القطاع.
وقتل أربعة أشخاص آخرون وجرح أكثر من 25 بنيران الجيش الإسرائيلي، من بين آلاف الفلسطينيين الذين كانوا ينتظرون الحصول على المساعدات قرب جسر وادي غزة، وسط القطاع.
بانتظار الطعام
ولقي اثنان آخران مصرعهما برصاص الجيش الإسرائيلي في انتظار المساعدات داخل منطقة المغراقة شمال غربي مفترق "نتساريم"، جنوب مدينة غزة.
وكما هي الحال يومياً، تجمع آلاف الأشخاص قرب مركزين للمساعدات جنوب ووسط القطاع، وهم يحاولون الحصول على الطعام، فيما يفتك الجوع بالسكان المحاصرين وسط الركام.
وأفاد مستشفى "القدس" التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني غرب مدينة غزة، بأنه استقبل "14 إصابة بنيران الجيش" لأشخاص كانوا يحاولون الحصول على طعام قرب مفترق "نتساريم" جنوب مدينة غزة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال بصل إن الجنود الإسرائيليين الذين يتمركزون داخل نقاط عسكرية في جميع الطرقات المؤدية إلى مركز المساعدات، "أطلقوا النار باتجاه الجوعى من منتظري المساعدات".
وقال مكتب الإعلام الحكومي التابع لـ"حماس" في غزة، إن "109 شاحنات مساعدات دخلت إلى القطاع أمس الثلاثاء، تعرضت غالبيتها لعمليات نهب وسرقة نتيجة الفوضى الأمنية التي يكرسها الاحتلال". واتهم إسرائيل "بإفشال توزيع المساعدات وحرمان المدنيين منها في إطار هندسة الفوضى والتجويع".
ومع استمرار الغارات والقصف، قُتل فلسطينيان جراء غارة إسرائيلية صباح اليوم استهدفت مجموعة أشخاص قرب كنيسة "العائلة المقدسة" التابعة لدير اللاتين داخل البلدة القديمة، في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
وقتل شخصان آخران وجرح عدد من المواطنين إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفت بعد الظهر مجموعة مواطنين قرب مدرسة الزهراء، التي تؤوي مئات النازحين في حي الدرج شرق مدينة غزة.
ولفت بصل إلى أن عدداً من المواطنين نقلوا القتيلين والجرحى بواسطة عربة يجرها حمار، إلى المستشفى المعمداني على بعد مئات الأمتار.
لا معنى للمفاوضات
من ناحية ثانية، ذكرت وزارة الأسرى والمحررين في غزة التابعة لـ"حماس" أن الجيش الإسرائيلي اعتقل "عدداً من الشبان" عند نقطة المساعدات في منطقة الشاكوش داخل رفح، "أثناء انتظارهم الحصول على الطعام".
وعلى المستوى السياسي، قال عضو القيادة السياسية في "حماس" محمود مرداوي "لا معنى لأية مفاوضات ما دامت سياسة التجويع والإبادة مستمرة بحق شعبنا".
اندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق شنته "حماس" على جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل 1219 شخصاً معظمهم من المدنيين، وفقاً لتعداد أجرته وكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أرقام رسمية.
وردت إسرائيل بحرب مدمرة وعمليات عسكرية لا تزال متواصلة داخل قطاع غزة، إذ تجاوز عدد قتلاها الـ60 ألفاً.
وأعلنت وزارة الصحة التي تديرها "حماس" أمس ارتفاع حصيلة قتلى العملية العسكرية الإسرائيلية إلى 60034 شخصاً، منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وأعلنت بلجيكا اليوم أنها ستشارك مع بلدان عدة في عملية ينسقها الأردن لإلقاء المساعدات من الجو على غزة، خلال وقت حذرت وكالات تابعة للأمم المتحدة من أن القطاع بات على شفير المجاعة.
وقالت وزارتا الخارجية والدفاع إن طائرة بلجيكية تحمل معدات طبية ومواد غذائية بقيمة 600 ألف يورو تقريباً (690 ألف دولار) ستتوجه "قريباً" إلى الأردن، إذ ستبقى في حال استعداد لتنفيذ عمليات إلقاء المساعدات من الجو بالتنسيق مع عمان.