ملخص
وجهت وزارة الدفاع السورية في بيان ببدء "انتشار قوات الشرطة العسكرية داخل مدينة السويداء لضبط السلوك العسكري ومحاسبة المتجاوزين"، كما حذرت وزارة الداخلية من جانبها "من ارتكاب أي تجاوزات أو تعديات على الممتلكات العامة أو الخاصة، تحت أية ذريعة كانت"، مؤكدة اتخاذها "الإجراءات القانونية الصارمة في حق أي عنصر يثبت تورطه في مثل هذه الأفعال أثناء تنفيذ المهمة".
على رغم التوجيهات الحكومية الصارمة بحماية المدنيين، سجلت انتهاكات في حق أهالي السويداء، إذ تحدث سكان احتموا داخل منازلهم عن انتهاكات رافقت دخول القوات الحكومية والمجموعات الحليفة لها الثلاثاء، شملت "إعدامات ميدانية" وحرائق متعمدة وعمليات نهب للمنازل والمحال.
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع كلف أمس الثلاثاء الجهات الرقابية باتخاذ الإجراءات الفورية في حق كل من ارتكب أي تجاوز أو إساءة، مهما كانت رتبته أو موقعه في أحداث مدينة السويداء.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن رئاسة الجمهورية قولها في بيان، "انطلاقاً من حرص الدولة على صون الحقوق وحقن الدماء وسيادة القانون وضمان انتظام مؤسساتها، تؤكد رئاسة الجمهورية على ضرورة التزام الجهات كافة العامة والخاصة المدنية والعسكرية بمنع أي شكل من أشكال التجاوز أو الانتهاك تحت أي مبرر كان".
بدورها، وجهت وزارة الدفاع السورية في بيان ببدء "انتشار قوات الشرطة العسكرية داخل مدينة السويداء لضبط السلوك العسكري ومحاسبة المتجاوزين".
كما حذرت وزارة الداخلية من جانبها "من ارتكاب أي تجاوزات أو تعديات على الممتلكات العامة أو الخاصة، تحت أية ذريعة كانت"، مؤكدة اتخاذها "الإجراءات القانونية الصارمة في حق أي عنصر يثبت تورطه في مثل هذه الأفعال أثناء تنفيذ المهمة".
ودخلت القوات السورية محافظة السويداء بهدف فض اشتباكات اندلعت بين مقاتلين من الأقلية الدرزية ومسلحين من البدو.
انتهاكات
بعد اشتباكات دامية خلفت مئات القتلى منذ الأحد، دخلت القوات الحكومية السورية صباح الثلاثاء مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية.
وقال أحد سكان السويداء لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف، رافضاً الكشف عن اسمه، "أنا في وسط السويداء، أصوات إطلاق النار والاشتباكات مستمرة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتحدث عن "حالات نهب وسرقة وقتل وإعدامات ميدانية وحرق لمحال تجارية ومنازل، وهناك عشرات المخطوفين من المدنيين لا نعرف عنهم شيئاً" مع دخول القوات الحكومية، ونقل عن صديق له يقطن في جزء آخر من المدينة قوله إن مسلحين "اقتحموا منزله وحرقوه بالكامل، بعد أن طردوا أهله منه وصادروا هواتفهم المحمولة".
وأكد شاهد آخر من السويداء، طلب بدوره عدم الكشف عن هويته، أنه شاهد "عناصر مدنية مسلحة يسرقون المحال المجاورة ويحرقونها مع إطلاق نار عشوائي".
وقال رئيس تحرير منصة السويداء 24 المحلية ريان معروف، "دخلت القوات الحكومية المدينة بحجة إعادة الأمن، لكنها للأسف مارست أعمالاً وحشية"، وأضاف "هناك حالات تصفية لعشرات المدنيين، لكن لا تتوافر لدينا أرقام دقيقة"، محملاً المسؤولية "للقوات الحكومية".
غضب واسع
كما ظهرت مشاهد لعناصر مسلحة تتعمد قص شوارب الشبان والشيوخ، وهي ممارسة تعد إهانة بالغة في الثقافة المحلية، وتتعارض مع القيم المجتمعية الراسخة، مما أثار غضباً شعبياً واسعاً.
وفي وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء، أفادت منصة "السويداء 24" نقلاً عن مصادر بوفاة الشيخ مرهج شاهين، الذي ظهر في مقطع فيديو بينما يقوم مسلحون بقص شاربه.
وقالت المصادر إن الشيخ شاهين الذي ظهر في "مشهد الفيديو الصادم"، بقي في بيته ولم يغادره بعد اقتحام قريته الواقعة في ريف السويداء الغربي.
في غضون ذلك، فر آلاف السكان، بعضهم إلى مناطق قريبة من الحدود الأردنية، وفق ما أفاد به ريان معروف. وقالت حنان، وهي طالبة جامعية خشيت من ذكر اسمها كاملاً، "نزحنا أنا وعائلتي باتجاه بلدة الشهبا، لم نأخذ شيئاً من أغراضنا، حملنا ما نستطيع حمله لكن أرواحنا أهم من كل شيء".