Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السوداني يتوقع صفقة أميركية – إيرانية تنهي الملف النووي

قال إنه لا قرار في طهران بامتلاك أسلحة ذرية بل رغبة جادة في الوصول إلى اتفاق يضمن مصالحها ويهدئ مخاوف المجتمع الدولي

كانت الولايات المتحدة، بحسب السوداني، حريصة على أن يبقى العراق بعيداً من هذا الصراع (أ ف ب)

ملخص

يؤمن رئيس الوزراء العراقي بأن بلاده "جزء من الجغرافيا السياسية لهذه المنطقة. ففي وقت يضع مصلحة العراق والعراقيين كأولوية في هذه التطورات، هو أيضاً جزء فاعل في المنطقة ولا يقف متفرجاً، بل يسعى بعلاقاته ومصالحه مع دول المنطقة إلى بلورة موقف يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار".

قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن "من المتوقع أن نشهد صفقة أميركية - إيرانية في المرحلة المقبلة، فالرئيس الأميركي دونالد ترمب كان صاحب مبادرة في احتواء الحرب الأخيرة، والعراق أيّد هذا التوجه، وكانت هذه المبادرة سبباً في تحقيق هذه الهدنة وإيقاف الحرب المدمرة. ونأمل في أن يستمر هذا الدور، خصوصاً من خلال المفاوضات الثنائية حول الملف النووي، لينتج هذه الصفقة أو الاتفاق الذي يؤسس لاستقرار منطقة حيوية مثل منطقة الشرق الأوسط".

وأضاف السوداني خلال حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية اليوم الثلاثاء أن "انطباعنا من خلال سلسلة الاتصالات واللقاءات أن هناك رغبة جادة من الدولة في إيران في الوصول إلى اتفاق يضمن مصالحها، وأيضاً ينهي مخاوف المجتمع الدولي لأنه لا يوجد قرار في إيران على المستوى الديني والرسمي بامتلاك السلاح النووي الذي هو هاجس دول العالم. إذاً الطريق سهل للوصول إلى تفاهم ينهي هذا الملف الذي كان أساس هذا التوتر والتصعيد في المنطقة".

وتابع أن "بعد أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عام 2023 وما تلاها من عدوان على لبنان والتغييرات التي حصلت في سوريا، ومن ثم العدوان على إيران، تبرز تكهنات حول مستقبل المنطقة في ظل هذه التطورات التي لا تزال مستمرة. ولا يزال العدوان مستمراً على غزة وعلى لبنان، وما زال الحديث عن ترتيبات الوضع في غزة، وأيضاً التوغل الإسرائيلي في سوريا. كذلك نحن نتحدث عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بالتالي لسنا أمام مسار سياسي ثابت لشكل المنطقة وتوازناتها وعلاقاتها. وهذه التطورات تتطلب رؤية واضحة، ماذا نريد لهذه المنطقة الحساسة على كل المستويات الاقتصادية والأمنية والسياسية والتي شهدت للمرة الأولى حرباً كادت تتوسع لتكون حرباً شاملة في كل المنطقة لا تقتصر على اعتداءات بين إيران وإسرائيل؟".

حين انطلقت الغارات

ويؤمن رئيس الوزراء العراقي بأن بلاده "جزء من الجغرافيا السياسية لهذه المنطقة. ففي وقت يضع مصلحة العراق والعراقيين كأولوية في هذه التطورات، هو أيضاً جزء فاعل في المنطقة ولا يقف متفرجاً، بل يسعى بعلاقاته ومصالحه مع دول المنطقة إلى بلورة موقف يسهم في تعزيز الأمن والاستقرار، خصوصاً أننا ضد الحروب التي اكتوينا بنارها طوال عقود ماضية".

لكن ماذا فعل حين انطلقت الغارات الإسرائيلية على إيران؟ يجيب أن "الكل كان يتوقع أنه سيكون هناك تصعيد وحرب مقبلة وضربات متبادلة. وكانت قراءة كل دول المنطقة، والعراق جزء من المنطقة، أنه بعد بدء العدوان الإسرائيلي على إيران الذي شهد خرقاً للأجواء العراقية، فإن هذا الحدث المهم يورط العراق في هذه الحرب وفي الاعتداء على دولة جارة، وهو ضد دستورنا وثوابتنا السياسية في عدم السماح لأية جهة أو دولة أن تستخدم الأجواء أو الأراضي العراقية كمنطلق للاعتداء على الآخرين".

ويتابع "كان أمامنا أن نثبت موقفنا الرافض على المستوى الدبلوماسي الدولي، فقدمنا شكوى إلى مجلس الأمن الدولي، وقمنا باتصالات لدعم هذا الموقف من الخرق، وأيضاً استنكار العدوان على دولة جارة بداعي أنها حرب وقائية أو خطوة وقائية، في حين أنه عدوان واضح على دولة ذات سيادة وعضو في الأمم المتحدة".

ويستطرد أن "الجزء الأهم كان كيف نحافظ على الأمن الداخلي والموقف السياسي والموقف الوطني تجاه هذه الأزمة. وهذا ما نجحنا فيه ولله الحمد، ببلورة موقف وطني واحد رافض للعدوان ولانتهاك السيادة والأجواء العراقية، ويدعم مواقف الحكومة في الحفاظ على مصالح العراق والعراقيين، والنأي بالعراق عن الانزلاق في هذه الحرب. هذا كان موقفاً مهماً على المستوى الداخلي".

خرق الأجواء العراقية

وكانت الولايات المتحدة، بحسب السوداني، حريصة على أن يكون العراق بعيداً من هذا الصراع، "لذلك كان لدينا تواصل مستمر، خصوصاً في مسألة خرق الأجواء وضرورة أن يكون هناك دور للولايات المتحدة لأنها جزء من التحالف الدولي مع العراق لمواجهة الإرهاب، وطوال 10 سنوات كان يفترض أن يكون هناك دعم لمنظومة الدفاع الجوي لكي نحافظ على أجوائنا بعيداً من خرق أية جهة".

ويتابع أن "توجه العراق كان الدفع إلى العودة للمفاوضات وإيقاف الحرب. وكانت وجهة النظر الإيرانية أنه كيف نذهب إلى التفاوض والعدوان مستمر. ودار حديثنا واتصالاتنا مع دول المنطقة والولايات المتحدة حول هذه الجزئية، أن هناك استعداداً للجلوس إلى طاولة التفاوض بشرط إيقاف العدوان. هذا كان الموقف الإيجابي لإيران في تلك الساعات في بداية العدوان".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف أن "عملية إدارة العلاقات مع الفصائل العراقية المتحالفة مع إيران كانت صعبة في الداخل وتحتاج إلى جهد، فقد كما أمام واقع ومسار ومنهج عمل أسهم في احتواء كل الانفعالات وبرمجتها باتجاه مواقف سياسية متزنة بعيداً من الانفعالات. ولم نسمح لهذه الانفعالات أن تتطور إلى أفعال تؤثر في الدولة وأمنها واستقرارها. هذا كان عبر جهد سياسي وأمني أيضاً للحفاظ على هذا الموقف".

وحول احتمال نشوب جولة جديدة من الصراع بين إسرائيل وإيران، يؤكد السوداني أن الاحتمال قائم "لأن الكل يعلم أن نتنياهو لم يلتزم أية هدنة لا في غزة ولا في لبنان. ويمكن أن يقدم على مزيد من العدوان على إيران. وسياسته ومنهجيته واستراتيجيته هي إبقاء المنطقة في حال من الحرب حتى يحافظ على وضعه السياسي".

ويضيف السوداني أن "إيران دولة مهمة في المنطقة. ومن يسعى من خلال حرب الـ12 يوماً إلى إسقاط النظام، فبالتأكيد ارتدادات هذا الأمر ستشمل كل المنطقة. ومن الطبيعي أن يكون هناك قلق على استقرار المنطقة واستقرار أية دولة مجاورة. لا يمكن أن ترى حريقاً في دولة مجاورة وتتفرج عليه، ولا تتوقع أن تصل إليك النار. هذه منهجيتنا مع الكل، سواء كان مع إيران أو مع باقي دول الجوار".

ويتابع أن "ما نؤمن به في هذه المرحلة هو أن ندفع باتجاه الاستقرار والأمن والسلام والتفاهم، فكان مصدر قلقنا أن تؤثر هذه التداعيات في استقرار المنطقة. لكن على المستوى الداخلي كنا على ثقة بقدراتنا بفهم ووعي القوى السياسية والشعب العراقي لأهمية أن نحافظ على الأمن الداخلي وعلى النظام السياسي مستقراً وسط هذه الأحداث والتطورات".

من دمر الرادارات؟

لكن ماذا استنتج الجيش العراقي من هذه الحرب؟ يقول السوداني إن "هذا الأمر الآن محل بحث ودراسة. لا أعتقد فقط من جانب الجيش العراقي، وإنما من قبل كل جيوش المنطقة. نحن أمام لون جديد من هذه الحروب تستخدم فيه التكنولوجيا الحديثة، بالتالي علينا أن نكون بمستوى هذا التطور وهذه التقنيات حتى نتمكن من الحفاظ على أمن واستقرار بلدنا".

من دمر الرادارات العراقية بعد انتهاء الحرب الإيرانية - الإسرائيلية؟ سؤال يخضع لتحقيق من قبل لجنة فنية مختصة، بحسب السوداني، الذي يتابع بنفسه هذا التحقيق باستمرار. فـ"هذا اعتداء واضح استُخدمت خلاله طائرات مسيّرة، وليس من السهولة الكشف عن هذه الطائرات. فاليوم هي تقنية تستخدم في الاعتداءات وفي إثارة الوضع الأمني. لكن بالتأكيد لن يمر هذا الأمر مرور الكرام".

ويستطرد أن "قواعد في الناصرية استُهدفت وأصيبت بأضرار طفيفة. لكن حصل ضرر في منظومة الرادار في التاجي، وباقي المواقع تصدت الدفاعات الجوية وأسقطت هذه الطائرات. وسنصل إلى النتيجة، وسيحاسب المنفذ أياً من كان".

لكن هل انطلقت المسيّرات من داخل الأراضي العراقية؟ يجيب رئيس الوزراء أن "التحقيق لا يزال جارياً، حتى إننا استعنَّا بالتحالف الدولي لأن هذه قضايا فنية دقيقة جداً لتحديد منطقة الانطلاق والمسافة التي انطلقت منها. هذه كلها تفاصيل حتى تصل إلى تحديد المتورط في هذا الاعتداء".

اقرأ المزيد

المزيد من حوارات