ملخص
حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن الشكوك حول استمرار الدعم العسكري الأميركي تعزز أهمية التعاون مع الاتحاد الأوروبي و"الناتو". يأتي ذلك وسط تقارير عن تعليق واشنطن بعض شحنات الأسلحة. رئيسة وزراء الدنمارك وصفت أي تراجع أميركي بأنه انتكاسة خطيرة، فيما دعت رئيسة المفوضية الأوروبية إلى تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية.
اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الخميس أن "الشكوك" حيال استمرار المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا تعزز أهمية التعاون مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو).
وقال زيلينسكي بينما علقت الولايات المتحدة تسليم بعض الأسلحة إلى بلاده، "اليوم، ومع الشكوك حول استمرار الدعم الأميركي لأوكرانيا، تزداد أهمية تعزيز تعاوننا وتنسيقنا داخل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، وكذلك في علاقاتنا المباشرة".
من جانبها رأت رئيسة وزراء الدنمارك مته فريدريكسن اليوم أن عدم تقديم الولايات المتحدة الدعم العسكري الذي تحتاج إليه أوكرانيا سيكون انتكاسة خطرة لكييف والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" اليوم أن من المتوقع أن يناقش الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني في اتصال هاتفي غداً الجمعة الوقف المفاجئ لبعض شحنات الأسلحة الأميركية الرئيسة إلى كييف.
ولم يتسنَّ لـ"رويترز" بعد تأكيد التقرير، فيما لم يرد البيت الأبيض بعد على طلب للتعليق.
وقالت فريدريكسن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في إطار تولي الدنمارك رئاسة الاتحاد الأوروبي، "إذا قررت الولايات المتحدة عدم تزويد أوكرانيا بالمطلوب، فستكون انتكاسة كبيرة لأوكرانيا ولأوروبا وحلف شمال الأطلسي". وأضافت أن "الحرب في أوكرانيا لم تكُن تتعلق بها وحدها. إنها حرب حول مستقبل أوروبا".
وشددت فريدريكسن على أن بلادها ستضغط من أجل ضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أن "أوكرانيا جزء من عائلتنا الأوروبية وكان أمراً مهماً للغاية بالنسبة إلينا أن الرئيس زيلينسكي تمكن من الحضور معنا هنا اليوم... ما كانت عائلتنا الأوروبية لتكتمل من دونه".
بدورها اعتبرت فون دير لاين اليوم أن قرار الولايات المتحدة هو "رسالة واضحة" بضرورة زيادة الاتحاد الأوروبي دعمه لكييف. وقالت "هذا مؤشر واضح أو رسالة واضحة تدعونا إلى تعزيز دعمنا، أي زيادة قدراتنا الدفاعية الأوروبية، ليس فقط على مستوى الاتحاد الأوروبي، لكن أيضاً على مستوى القارة".
8 قتلى في أوكرانيا
شنّت روسيا موجة هجمات على أوكرانيا اليوم أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص في الأقل وإصابة العشرات بجروح، بحسب ما أفاد مسؤولون أوكرانيون.
وشملت المواقع التي تعرضت للقصف مكتباً للتجنيد العسكري في مدينة بولتافا شرق البلاد وبنى تحتية لميناء في مدينة أوديسا الجنوبية.
وكثفت موسكو قصفها بالمسيّرات والصواريخ على أوكرانيا خلال الأسابيع الأخيرة في وقت توقفت محادثات السلام. وأشارت واشنطن التي كانت حليفة كييف الرئيسة إلى أنها قد تقطع الدعم العسكري عنها.
وعقد طرفا النزاع مفاوضات مباشرة آخر مرة قبل أكثر من شهر ولم يجرِ الترتيب لأي اجتماع آخر.
وأعلن الجيش الأوكراني سقوط "قتلى وجرحى" في مكتب للتجنيد في بولتافا، ونشرت أجهزة الطوارئ صوراً لأبنية محترقة وعناصر إنقاذ في موقع الضربة.
وقالت أجهزة الطوارئ إن "شخصين قتلا" وأفادت شرطة المنطقة عن إصابة 47 شخصاً بجروح.
وتأتي الغارة على بولتافا في أعقاب هجوم بمسيّرات الإثنين الماضي قرب مركز تجنيد في كريفي ريه، وكلتا المدينتين عاصمتان إقليميتان.
وصرّح المتحدث باسم القوات البرية فيتالي سارانتسيف إلى هيئة الإذاعة العامة الأوكرانية، "نفهم أن هدفهم (الروس) هو تعطيل عملية التعبئة... لكنني أريد أن أقول إن... من السابق لأوانه أن تحتفل (روسيا) لأن من المستحيل إيقاف العملية".
وقال مسؤول أمني أوكراني طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر، إن روسيا تهدف إلى عرقلة جهود كييف في تعبئة الجيش الأوكراني أيضاً من خلال نشر معلومات مضللة واختراق أجهزة الكمبيوتر الخاصة بمكاتب التجنيد. وأضاف المصدر أن "تعطيل التعبئة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنشر الذعر وتخويف السكان"، والتفجيرات جزء من الاستراتيجية العامة.
وفي أوديسا، قتل شخصان عندما ضرب "صاروخ اسكندر" الميناء، بحسب ما أفاد نائب رئيس الوزراء الأوكراني أوليكسي كوليبا على منصة "تيليغرام"، وأضاف أن ستة أشخاص أصيبوا بجروح.
وفي منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا، أسفرت ضربات عن مقتل أربعة أشخاص، بحسب ما ذكر مكتب المدعي العام الإقليمي، وتحدث عن أضرار لحقت بأبنية سكنية ومتجر وخط للطاقة.
وأدت الشظايا الناجمة عن مسيّرة أوكرانية إلى مقتل امرأة وإصابة شخصين بجروح في منطقة ليبيتسك الروسية، بحسب ما أفاد حاكمها اليوم. وسقطت الشظايا على مبنى في ليبيتسك الواقعة على بعد نحو 400 كيلومتر جنوب شرقي موسكو، مما أدى إلى مقتل امرأة في السبعينيات، بحسب ما قال الحاكم إيغور أرتامونوف على "تيليغرام".
التقدم الروسي
أعلن الجيش الروسي اليوم الخميس سيطرته على قرية ميلوفه داخل منطقة خاركيف شمال شرق أوكرانيا، ليفتح بذلك جبهة جديدة عند حدودهما المشتركة.
ولم تعلق أوكرانيا بعد على الإعلان الروسي.
وتقع ميلوفه داخل منطقة حدودية تخترقها للمرة الأولى قوات موسكو منذ بدأت غزوها لأوكرانيا عام 2022. وكان يقطن القرية مئات الأشخاص قبل اندلاع الحرب.
وقالت وزارة الدفاع الروسية "بفضل إجراءات حاسمة، حُررت قرية ’ميلوفويه‘ في منطقة خاركيف"، مستخدمة التسمية الروسية للقرية.
وأعلن الجيش الأوكراني في إيجاز صحافي خلال وقت سابق اليوم أن موسكو حاولت مراراً اختراق الحدود قرب ميلوفه، لكنه "يعوق بثبات" تقدم روسيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتحرز روسيا تقدماً على خط المواجهة منذ أكثر من عام معززة تفوقها أمام القوات الأوكرانية المرهقة والأقل عدداً.
وواصل الجيش الروسي خلال يونيو (حزيران) الماضي تقدمه للشهر الثالث على التوالي محققاً أكبر مكاسب له منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، بحسب تحليل لوكالة الصحافة الفرنسية لبيانات من معهد دراسات الحرب.
وذكرت وكالة "تاس" الروسية للأنباء أن وزارة الدفاع الروسية أكدت اليوم مقتل الميجر جنرال ميخائيل جودكوف نائب قائد البحرية الروسية، في منطقة كورسك الحدودية.
وأعلن حاكم منطقة في أقصى شرق روسيا أوليج كوجيمياكو خلال وقت سابق من اليوم مقتل جودكوف، الذي كان قائداً في فترة من الفترات لكتيبة تقاتل ضد القوات الأوكرانية داخل كورسك.
وذكرت قنوات روسية وأوكرانية غير رسمية على "تيليغرام" خلال وقت سابق أن جودكوف قُتل مع 10 عسكريين آخرين، جراء هجوم أوكراني على مركز قيادة في بلدة كورينيفو في منطقة كورسك المتاخمة لأوكرانيا.
وجودكوف أحد أبرز ضباط الجيش الروسي الذين اغتالتهم أوكرانيا منذ أن شنت موسكو حربها الشاملة عليها عام 2022.
ونال جودكوف أوسمة لشجاعته في العمل العسكري ضد أوكرانيا، التي اتهمته بارتكاب جرائم حرب. وأفاد بيان على الموقع الإلكتروني للكرملين بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عينه نائباً لقائد البحرية خلال مارس (آذار) الماضي.
وقاد جودكوف لواء بحرياً تابعاً لأسطول المحيط الهادئ الروسي، والذي كان يقاتل في كورسك. وسيطرت القوات الأوكرانية على أجزاء من كورسك إثر هجوم مباغت خلال أغسطس (آب) 2024، قبل أن تعلن روسيا خلال وقت سابق من العام الحالي طردها.