ملخص
قالت موسكو إنها مستعدة للسلام، لكن يجب على أوكرانيا الانسحاب من كامل المناطق الأربع التي تسيطر موسكو على معظمها ويقول الرئيس فلاديمير بوتين إنها أصبحت الآن جزءاً من روسيا.
قالت وسائل إعلام روسية رسمية ومدونون يتابعون الحرب اليوم الإثنين إن القوات الروسية سيطرت على أول قرية في منطقة دنيبروبيتروفسك في وسط شرقي أوكرانيا بعدما سيطرت موسكو على 950 كيلومتراً مربعاً في شهرين.
ولم يرد تأكيد بعد من مصادر أوكرانية أو من وزارة الدفاع الروسية.
ووسط جهود لدفع محادثات السلام بين موسكو وكييف تحتدم الحرب مع سيطرة القوات الروسية على جزء من منطقة سومي الأوكرانية تبلغ مساحته 200 كيلومتر مربع ودخول منطقة دنيبروبيتروفسك مايو (أيار) الماضي.
وتظهر خريطة ديب ستيت الأوكرانية أن روسيا تسيطر الآن على 113588 كيلومتراً مربعاً من الأراضي الأوكرانية بزيادة 943 كيلومتراً مربعاً خلال شهرين حتى أول أمس السبت.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن المسؤول الموالي لروسيا فلاديمير روغوف قوله إن القوات الروسية سيطرت على قرية داتشنوي داخل منطقة دنيبروبيتروفسك.
شروط روسية للسلام
وقالت موسكو إنها مستعدة للسلام، لكن يجب على أوكرانيا الانسحاب من كامل المناطق الأربع التي تسيطر موسكو على معظمها ويقول الرئيس فلاديمير بوتين إنها أصبحت الآن جزءاً من روسيا.
وتقول أوكرانيا وداعموها الأوروبيون إن هذه الشروط تعادل الاستسلام وإن روسيا ليست مهتمة بالسلام وإنهم لن يقبلوا أبداً بسيطرة موسكو على خمس مساحة أوكرانيا.
وتشمل المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية شبه جزيرة القرم وأكثر من 99 في المئة من منطقة لوغانسك وأكثر من 70 في المئة من مناطق دونيتسك وزابوريجيا وخيرسون، وجميعها في الشرق أو الجنوب الشرقي، وأجزاء من مناطق خاركيف وسومي ودنيبروبيتروفسك.
وزير خارجية ألمانيا في كييف
قالت وزارة الخارجية الألمانية، اليوم الإثنين، إن الوزير يوهان فاديفول وصل إلى كييف لبحث دعم أوكرانيا في حربها مع روسيا. وقال فاديفول في بيان "سنواصل، بحزم، دعم أوكرانيا حتى تتمكن من مواصلة الدفاع عن نفسها بنجاح بالدفاع الجوي الحديث والأسلحة الأخرى، وبالمساعدات الإنسانية والاقتصادية".
ميدانياً، قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم، إن أنظمة الدفاع الجوي دمرت 16 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل. وأضافت الوزارة عبر تطبيق "تيليغرام" أنه تم إسقاط 10 طائرات فوق منطقة كورسك الحدودية مع أوكرانيا، وخمس طائرات فوق بحر آزوف الذي يحد روسيا من الشرق. ولم ترد بعد أي أنباء عن وقوع أضرار جراء ذلك.
عقوبات
في هذا الوقت، قال الكرملين في تصريحات نشرت، الأحد، إنه كلما كانت العقوبات التي تفرضها أوروبا على روسيا أكثر صرامة، كان رد الفعل أكثر إيلاماً لاقتصادات القارة مع مقاومة موسكو لهذه العقوبات "غير القانونية".
وأدى الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022 إلى فرض موجة من العقوبات الغربية على روسيا، وهي إلى حد بعيد الأكثر تعرضاً للعقوبات بين الاقتصادات الكبرى في العالم.
وقال الغرب إنه يأمل في أن تجبر عقوباته الرئيس فلاديمير بوتين على السعي إلى السلام في أوكرانيا، وعلى رغم انكماش الاقتصاد في 2022، فإنه نما في 2023 و2024 بمعدلات أسرع من الاتحاد الأوروبي.
واقترحت المفوضية الأوروبية في 10 يونيو (حزيران) الجاري جولة جديدة من العقوبات على روسيا تستهدف بها إيرادات البلاد من الطاقة وبنوكها وصناعتها العسكرية على رغم أن الولايات المتحدة ترفض حتى الآن تشديد عقوباتها الخاصة على موسكو.
ورداً على سؤال حول تصريحات قادة أوروبيين، بمن فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن تشديد العقوبات سيجبر روسيا على التفاوض على إنهاء الحرب، أجاب الكرملين أن المنطق والحجج وحدها هي التي يمكن أن تجبر روسيا على التفاوض.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للتلفزيون الرسمي "كلما كانت حزمة العقوبات أشد، وأكرر أننا نعدها غير قانونية، كان رد الفعل أقوى، هذا سلاح ذو حدين".
وقال بيسكوف لبافل زاروبين كبير مراسلي التلفزيون الرسمي في الكرملين، إنه لا يشك في أن الاتحاد الأوروبي سيفرض مزيداً من العقوبات، لكن روسيا عززت "المقاومة" لمثل هذه العقوبات.
وقال بوتين الجمعة، إن أي عقوبات إضافية يفرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا ستلحق ببساطة ضرراً أكبر بأوروبا.
وأشار بوتين إلى أن الاقتصاد الروسي نما بنسبة 4.3 في المئة في 2024 مقارنة بنمو منطقة اليورو 0.9 في المئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أوكرانيا تتجه للانسحاب من معاهدة لحظر الألغام المضادة للأفراد
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأحد، إنه وقع مرسوماً بشأن انسحاب البلاد من معاهدة أوتاوا التي تحظر إنتاج واستخدام الألغام المضادة للأفراد، بوصفه خطوة ضرورية نظراً للأساليب الروسية في حربها المستمرة منذ 40 شهراً.
وصدقت أوكرانيا على المعاهدة في عام 2005. وانسحبت دول أخرى مجاورة لروسيا، وتحديداً فنلندا وبولندا ودول البلطيق السوفياتية السابقة الثلاث، إستونيا ولاتفيا وليتوانيا، من الاتفاقية أو أشارت إلى عزمها القيام بذلك.
وقال زيلينسكي في خطابه المسائي المصور، إن روسيا لم تكن طرفاً في الاتفاقية "وتستخدم الألغام المضادة للأفراد بأقصى درجات الاستخفاف" إلى جانب أسلحة أخرى، بما في ذلك الصواريخ الباليستية.
وأوضح "هذه سمة مميزة للقتلة الروس. تدمير الأرواح بكل الوسائل المتاحة لهم... نرى كيف يتفاعل جيراننا في أوروبا مع هذا التهديد".
وأضاف، "نعلم أيضاً تعقيدات إجراءات الانسحاب عند إجرائها أثناء الحرب. نتخذ هذه الخطوة السياسية ونعطي إشارة لشركائنا السياسيين بشأن ما يجب التركيز عليه. هذا يهم جميع الدول المجاورة لروسيا".
وقال زيلينسكي، إن الألغام المضادة للأفراد "غالباً ما تكون الأداة التي لا يمكن استبدالها بأي شيء لأغراض الدفاع".
واستخدمت روسيا الألغام المضادة للأفراد على نطاق واسع في مناطق من أوكرانيا حيث نشطت قواتها. وتعد أوكرانيا إزالة هذه الألغام عنصراً أساسياً في التعافي بعد الحرب.
ونص المرسوم، المنشور على موقع زيلينسكي على الإنترنت، على "دعم اقتراح وزارة الخارجية الأوكرانية بانسحاب كييف من معاهدة 18 سبتمبر (أيلول) 1997 التي تحظر استخدام وتخزين وإنتاج ونقل الألغام المضادة للأفراد وتدميرها".
وقال رومان كوستينكو النائب البارز في البرلمان الأوكراني، إنه لا تزال هناك حاجة إلى موافقة البرلمان للانسحاب من هذه المعاهدة.
وأضاف كوستينكو، وهو أمين لجنة الأمن القومي والدفاع والاستخبارات في البرلمان الأوكراني، عبر صفحته على "فيسبوك" "هذه خطوة يتطلبها واقع الحرب منذ فترة طويلة. روسيا ليست طرفاً في هذا الاتفاق وتستخدم الألغام على نطاق واسع ضد جيشنا ومدنيينا".
وأردف قائلاً "لا يمكننا أن نبقى مقيدين في ظروف لا قيود فيها على العدو"، موضحاً أن قرار البرلمان يجب أن يعيد لأوكرانيا حقها في الدفاع عن أراضيها بشكل فعال.
وكثفت روسيا عملياتها الهجومية في أوكرانيا خلال الأشهر القليلة الماضية، مستفيدة من تفوقها العسكري الكبير. ولم يحدد كوستينكو موعد مناقشة هذه المسألة في البرلمان.