Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من هو "جيش الدفاع الإسرائيلي" ولماذا هتف بوب فيلان ضده في غلاستونبري؟

دانت حكومة المملكة المتحدة ما قامت به فرقة الراب البريطانية "بوب فيلان"، واصفة الأمر بالـ "مروع" ومعتبرة أنه "خطاب كراهية"

 جنود إسرائيليون يقودون دبابة قرب قطاع غزة (أ ف ب/ غيتي)

ملخص

هتف مغني فرقة "بوب فيلان" خلال مهرجان غلاستونبري بـ"الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي"، ما أثار تحقيقاً جنائياً واستياءً رسمياً، في ظل اتهامات متزايدة ضد الجيش الإسرائيلي باستخدام القوة المفرطة في غزة. يواجه الجيش الإسرائيلي انتقادات واسعة بسبب سلوك قواته في مناطق النزاع، وتكرار حوادث مميتة في مواقع توزيع المساعدات، وسط تنديدات من منظمات إغاثية وتقارير عن جرائم حرب محتملة.

يخضع ثنائي فرقة "بوب فيلان" Bob Vylan في المملكة المتحدة، المعروفة بأسلوبها الموسيقي الذي يمزج بين البانك والراب، للتحقيق بعدما ردد أحدهما عبارة "الموت الموت لجيش الدفاع الإسرائيلي"، أثناء الحفلة التي أقامتها الفرقة في "مهرجان غلاستونبري" Glastonbury Festival.

وأعلنت "شرطة إيفون أند سامرست" Avon and Somerset Police  أنها تنظر إذا كان ما حدث يشكل جريمة جنائية، وذلك عقب العرض الذي قدمته الفرقة أمام آلاف الحاضرين السبت الماضي.

منظمو "مهرجان غلاستونبري" للموسيقى والفنون المسرحية أعربوا عن استيائهم من التعليق الذي استهدف الجيش الإسرائيلي، خصوصاً بعد انضمام حشد من الجمهور إلى الهتاف، وفي المقابل أعربت السفارة الإسرائيلية في المملكة المتحدة عن "انزعاجها البالغ"، مشيرة إلى أن ما جرى دليل على أن التطرف والعنف أصبحا سلوكاً عادياً في المملكة المتحدة.

 

وفي هذه المقالة تلقي "اندبندنت" نظرة معمقة على تاريخ "جيش الدفاع الإسرائيلي" IDF، وتستعرض الأسباب التي تقف خلف الجدل الذي لا يزال يحيط به.

ما هو "جيش الدفاع الإسرائيلي"؟

أسس "جيش الدفاع الإسرائيلي" عام 1948، ويعد الجيش الوطني لإسرائيل، ويتألف من قوات برية وبحرية وجوية، وعند تأسيسه استند إلى عناصر وسلاح من التنظيمات اليهودية المسلحة آنذاك، بما فيها منظمة "هاغاناه" ومنظمة "إرغون" وعصابة "شتيرن" التي شاركت في ما تطلق عليه إسرائيل اسم "حرب الاستقلال" عام 1948.

أما الفلسطينيون فيطلقون على تلك المرحلة تسمية "النكبة"، والتي جرى خلالها تهجير مئات آلاف الناس من ديارهم إلى مخيمات اللجوء، كما ضم الجيش الإسرائيلي في بداياته جنوداً سابقين من "كتيبة فلسطين" التابعة للجيش البريطاني، والتي شاركت في الحرب العالمية الثانية ضد "دول المحور".

 

واليوم يدعي الجيش الإسرائيلي أنه يواجه منظمات إرهابية مثل حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وتنظيم "حزب الله"، وأن مهمته الأساس تقضي بـ "الدفاع عن دولة إسرائيل ومواطنيها"، ووفقاً لـ "المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية" (مؤسسة بحثية تعنى بشؤون الأمن العالمي والأخطار السياسية والصراعات العسكرية) فإن عدد العناصر المنضمين إلى صفوف "جيش الدفاع الإسرائيلي" يبلغ نحو 169.500 جندي في الخدمة الفعلية، إضافة إلى ما يقارب 465 ألف جندي في الاحتياط.

وتشير بيانات حديثة إلى أن سلاح البحرية الإسرائيلية يضم نحو ست غواصات، وثمانية زوارق حاملة للصواريخ، و38 زورقاً مخصصاً للدوريات، أما "سلاح الجو الإسرائيلي" فيمتلك مئات الطائرات، بما فيها عشرات من مقاتلات "أف-35" التي غالباً ما تستخدم في الغارات الجوية على قطاع غزة.

وفي أجزاء واسعة من الشرق الأوسط يشار إلى الجيش الإسرائيلي بمصطلح "قوات الاحتلال الإسرائيلي"، في إشارة إلى استمرار احتلاله غير الشرعي للضفة الغربية، وكان الجيش الإسرائيلي قد بسط سيطرته على قطاع غزة منذ عام 1967 حتى عام 2006، حين قرر رئيس الوزراء آنذاك أرييل شارون سحب قواته منه وتفكيك المستوطنات التي أقيمت فيه.

إلا أن إسرائيل واصلت فرض حصار بري وجوي وبحري على قطاع غزة مبررة ذلك بدواع أمنية، ويزعم الجيش الإسرائيلي أن استمرار الاحتلال أمر لا بد منه لحماية أمن إسرائيل، خصوصاً بعد الانتفاضتين في ثمانينيات القرن الماضي ومطلع الألفية الثالثة.

 

وفي هذا السياق ورد في بيان مهمة نشر على الموقع الرسمي لـ "جيش الدفاع الإسرائيلي" أن "كل نشاط وتدريب ميداني وجوي وبحري نقوم به، إنما يهدف في المقام الأول إلى الدفاع عن دولة إسرائيل وسكانها المدنيين".

ويضيف البيان أن "الناس يتقاطرون من جميع أنحاء إسرائي، ومن مختلف الأديان والخلفيات، للالتحاق بالخدمة في 'جيش الدفاع الإسرائيلي' وإن جنودنا يكرسون وقتهم ويواجهون التحديات وغالباً ما يعرضون حياتهم للخطر، من أجل حماية دولة إسرائيل من أعدائها وضمان سلامة أحبائهم، فالدفاع مهمتنا والأمن غايتنا".

كيف يعمل نظام التجنيد الإجباري في إسرائيل؟

يلزم كل مواطن إسرائيلي يبلغ من العمر 18 سنة، إذا كان يهودياً أو درزياً أو شركسياً، بالخدمة العسكرية في صفوف الجيش، ويخدم الرجال 32 شهراً، بينما يطلب من النساء الالتحاق بالخدمة 24 شهراً، ويمكن أن يكلفوا بمهمات تتراوح بين وحدات النخبة القتالية والفرق الداعمة، ويدمجون في وحدات احتياط يخضعون للتدريب معها، ويمكن استدعاؤهم للخدمة الفعلية عند الحاجة حتى بلوغهم سن الـ 40.

لماذا يعتبر "جيش الدفاع الإسرائيلي" مثيراً للجدل؟

على رغم ادعاء الجيش الإسرائيلي أنه "أكثر جيش أخلاقي في العالم" لكنه يواجه باستمرار اتهامات بارتكاب أفعال متهورة وغير متناسبة خلال عملياته العسكرية، وفي الآونة الأخيرة شهدت مناطق توزيع المساعدات في قطاع غزة حوادث متكررة، في مواقع خصصت لتقديم الغذاء للفلسطينيين الذين يواجهون الجوع، ووفقاً لـ "مكتب الإعلام الحكومي في غزة" فقد قتل أكثر من 500 فلسطيني، وجرح أكثر من 4 آلاف، بينما كانوا ينتظرون تسلم المساعدات في مواقع تشرف عليها "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من كل من إسرائيل والولايات المتحدة.

وقد نسبت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الجمعة الماضي إلى جنود قولهم إنهم تلقوا أوامر بإطلاق النار عمداً على الفلسطينيين الموجودين في مراكز توزيع المساعدات، ووصف أحدهم توزيع المساعدات بـ "ساحة قتل"، مشيراً إلى أن قادتهم أوعزوا إلى الجنود بإطلاق النار على الفلسطينيين كوسيلة لإرسال رسالة وردع، وليس كرد على تهديد مباشر.

 

إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس نفيا هذه الادعاءات ووصفاها بأنها "افتراءات دموية"، وأفاد الجيش الإسرائيلي وكالة "رويترز" بأن "جيش الدفاع الإسرائيلي" لم يصدر أوامر باستهداف المدنيين عمداً من خلال إطلاق النار عليهم، مضيفاً أنه يعمل على تحسين "الاستجابة العملياتية" في مراكز توزيع المساعدات، حيث جرى أخيراً إقامة أسوار ووضع لافتات جديدة وفتح مسارات إضافية للوصول إلى مناطق توزيع المساعدات، وأمر المدعي العام العسكري في إسرائيل بفتح تحقيق في احتمال ارتكاب جرائم حرب في ضوء تلك الادعاءات.

وفي حادثة أخرى وقعت في مارس (آذار) الماضي قتل 15 عاملاً من مسعفي "جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني" وعمال الطوارئ بنيران القوات الإسرائيلية قرب رفح، وزعم الجيش الإسرائيلي في البداية أن الجنود أطلقوا النار لأن القافلة اقتربت "بصورة مثيرة للريبة" في الظلام، من دون استخدام مصابيح أمامية أو أضواء تنبيه، لكنه عاد لاحقاً ليؤكد أنه أخطأ في اعتبار أن المسعفين يشكلون تهديداً، وأن الحادثة تخضع الآن لـ "تحقيق شامل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي أبريل (نيسان) 2024 قتل سبعة من عمال الإغاثة التابعين لمنظمة الإغاثة "وورلد سنترال كيتشن" World Central Kitchen بغارة جوية إسرائيلية عقب توزيعهم مساعدات غذائية وسط غزة، وقال رئيس الوزراء البريطاني السابق ريشي سوناك في تعليق على الحادثة إن "عدداً كبيراً للغاية من عمال الإغاثة والمدنيين الأبرياء فقدوا أرواحهم في غزة بعد الهجوم".

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن أحد الجنود الإسرائيليين قوله إن الهجوم نفذ لأن "كل قائد يضع قواعد الاشتباك بنفسه"، وذكر الجيش الإسرائيلي أن استهداف القافلة جاء بناء على اعتقاد مسؤولين أن أحد المسلحين المنتمين إلى حركة "حماس" كان ضمن الفريق، لتبقى الإشارة إلى أن إسرائيل تحرص على تأكيد أنها تتجنب إيقاع إصابات في صفوف المدنيين.

© The Independent

المزيد من تقارير