Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فلسطين تسعى لإقرار "معنى النكبة"

قانون في رام الله لتجريم منكريها وقرار مرتقب للمرة الأولى في القمة العربية بتعريفها قانونياً

قال الرئيس عباس في الأمم المتحدة إن بلاده "كانت مليئة بالسهول الخصبة والأنهار والبحيرات قبل أن تقوم دولة إسرائيل" (وفا)

ملخص

يشير مصطلح النكبة إلى حملة التطهير العرقي التي نفذتها العصابات اليهودية قبل تأسيس دولة إسرائيل عام 1948، والتي سببت تهجير أكثر من 957 ألف فلسطيني، وتدمير أكثر من 530 قرية

بعد تجاهلها على مدار العقود الماضية، تسعى منظمة التحرير الفلسطينية إلى تجريم دولي لمنكري النكبة، بهدف تشكيل رأي عام "يرفض الظلم والإجحاف التاريخي، ويرد الاعتبار للشعب الفلسطيني، ويزيل آثار النكبة".

يأتي ذلك مع إحياء الجمعية العامة للأمم المتحدة للمرة الأولى الذكرى الـ75 للنكبة، في ما اعتبره الفلسطينيون "إقراراً بالظلم التاريخي، ودحضاً للرواية الصهيونية"، وفق الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

جريمة ضد الإنسانية

ولم تمر أيام على سن الرئيس عباس قانوناً يعتبر إنكار النكبة "جريمة ضد الإنسانية" حتى نجح الفلسطينيون في الدفع بمشروع قرار إلى القمة العربية يضع "تعريفاً قانونياً للنكبة، ويدين منكريها".

ويعاقب القانون الجديد منكري "جريمة النكبة بالحبس مدة لا تزيد على عامين، ويلاحق مرتكبوها داخل فلسطين وخارجها".

وينص القانون على أن "من أشكال تلك الجريمة إنكار وقوعها، والتشكيك فيها، أو الزعم بأن الفلسطينيين غادروا وطنهم طواعية، أو تبرئة العصابات اليهودية من مسؤوليتها عن الجرائم، أو إنكار دور الانتداب البريطاني في تسهيل وقوع النكبة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 ويشير القانون إلى أن نكبة فلسطين تعد "جزءاً لا يتجزأ من الرواية الوطنية الفلسطينية المستندة إلى الحق التاريخي والقرارات الدولية"، ويخصص 15 مايو (أيار) سنوياً "لإحياء ذكرى النكبة، وتعزيز الرواية الفلسطينية في فلسطين والعالم أجمع".

ويشير مصطلح النكبة إلى حملة التطهير العرقي التي نفذتها العصابات اليهودية قبل تأسيس دولة إسرائيل عام 1948، والتي سببت تهجير أكثر من 957 ألف فلسطيني، وقتل الآلاف، وتدمير أكثر من 530 قرية.

وكشف مندوب فلسطين لدى جامعة الدول العربية مهند العكلوك أن القمة العربية في السعودية التي تعقد الجمعة المقبل، ستتخذ قراراً بوضع تعريف قانوني للنكبة، وإدانة منكريها، واعتبار 15 مايو من كل عام يوماً عربياً دولياً لإحياء ذكراها".

وقال العكلوك إن التعريف يشير إلى أن النكبة "كارثة إنسانية تاريخية حلت بالشعب الفلسطيني نتيجة مسار استعماري بدأ بوعد بلفور، واستمر بهجرة يهودية ممنهجة إلى فلسطين، ثم بارتكاب العصابات الصهونية مجازر لتهجير الشعب الفلسطيني".

وعبر العكلوك عن أمله في أن تؤدي تلك الخطوة إلى "تجريم منكري النكبة عربياً وعالمياً، وعدم الاكتفاء بإدانة ذلك".

من جعل الصحراء تتفتح؟

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني إن نكبة الشعب الفلسطيني "جريمة ضد الإنسانية لا تقل عن المحرقة ضد اليهود".

وأشار مجدلاني إلى أن دولة فلسطين تدفع باتجاه تبني القمة العربية مشروع القرار حول النكبة، إضافة إلى "حث البرلمانات الإسلامية والدولية على تجريم إدانة منكري النكبة".

وشدد مجدلاني على وجود "ضرورة سياسية لتلك القوانين بهدف ترسيخ حق أبناء الشعب الفلسطيني في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948"، مشيراً إلى أن "الشعوب العربية ليست كما كانت في الخمسينيات والستينيات  بالوعي ذاته بالقضية الفلسطينية".

وفي كلمته بمقر الأمم المتحدة خلال إحياء ذكرى النكبة، عبر الرئيس عباس عن أمله في "رد الاعتبار للشعب الفلسطيني ولحقوقه المشروعة عبر اعتماد ذكرى النكبة حدثاً سنوياً، واعتبار 15 مايو من كل عام يوماً عالمياً لذلك".

وتأتي تلك التطورات بعد أيام من تصريحات لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، رفضها الفلسطينيون وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي.

وخاطبت رئيسة المفوضية الأوروبية الإسرائيليين في الذكرى الـ75 على تأسيس إسرائيل بالقول "أنتم الديمقراطية النابضة بالحياة في قلب الشرق الأوسط، أنتم حرفياً جعلتم الصحراء تتفتح".

ورد الرئيس عباس على ذلك بالقول إن "فلسطين لم تكن صحراء، حتى يأتوا ويجعلوها تزهر". مضيفاً أن بلاده كانت "مليئة بالسهول الخصبة والأنهار والبحيرات، وكانت تصدر منتجاتها الزراعية إلى عديد من دول العالم قبل أن تقوم دولة إسرائيل".

كما طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية المسؤولة الأوروبية بالتراجع عن تصريحاتها، قائلاً إن "إسرائيل كيان استعماري أقيم على أنقاض 531 قرية وبلدة فلسطينية هدمت وشرد أهلها".

كما اعتبرت منظمة التعاون الإسلامي أن تصريحات المسؤولة الأوروبية "تحمل إشارات سياسية وتاريخية مخيبة للآمال".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير