ملخص
تتجه الأنظار إلى "وول ستريت"، فمن المتوقع صدور كثير من الأحداث المؤثرة في الأسواق خلال الأيام المقبلة، يتصدر هذا الأسبوع قرار "الفيدرالي" في شأن أسعار الفائدة، وبيانات إنفاق المستهلكين، والأخبار المحتملة حول رسوم الرئيس دونالد ترمب الجمركية
بحسب مراقبين سيؤدي أي ضرر يلحق بالمعنويات والرغبة في المخاطرة إلى الحد من مكاسب مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" في المدى القريب (أ ف ب)
تطرح الأسواق حالياً سؤالاً رئيساً في أعقاب الضربات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة، هو إلى أي مدى ستتفاقم الأمور؟
فقد أثقل التوتر كاهل الأسواق بنهاية تداولات الأسبوع الماضي لترتفع أسعار النفط إلى مستويات تخطت 78 دولاراً للبرميل، انخفضت الأسهم الآسيوية والأسهم العالمية، وعكس الدولار خسائره السابقة مع بحث المتداولين عن ملاذات آمنة.
ويرى محللون أن الهجوم على إيران يعد عاملاً تقليدياً لتجنب المخاطرة، مما سيؤدي إلى انخفاض الأسهم والهرب إلى الاستثمارات الآمنة.
خطر الركود
فاستمرار الارتفاع الحاد في أسعار النفط قد يؤثر سلباً في النمو والتضخم، مما يعزز خطر الركود التضخمي المحتمل القائم بالفعل مع حرب الرسوم الجمركية وهو ما قد يؤثر في تحركات البنوك المركزية، خصوصاً الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تجاه أسعار الفائدة.
وهناك تراجع في الأخطار التقليدية مع ارتفاع أسعار السندات والذهب، إلى جانب ارتفاع حاد في أسعار النفط.
وغالباً ما تتلاشى هذه التحركات بعد الصدمات الأولية، وما يتم مراقبته الآن هو سرعة وحجم رد فعل طهران، الذي سيحدد مدة التحركات الحالية.
واستمرار هذه النبرة الحذرة يعتمد على ما سيحدث لتدفقات الطاقة، إذ إن استمرار الرد الانتقامي من الجانبين سيبقي التقلبات مرتفعة، ويدفع أسعار النفط وأصول الملاذ الآمن إلى مزيد من الارتفاع.
علاوة أخطار
وبحسب تحليلات عدة، يتطلب ارتفاع مستوى عدم اليقين الجيوسياسي في أسواق الطاقة احتساب علاوة أخطار كبيرة نظراً إلى احتمالية انقطاع الإمدادات، فقد شهدت أسعار النفط ارتفاعاً في البداية بنسبة 13 في المئة بعد الهجمات على إيران، على رغم أن الأسواق تراجعت عن بعض هذه المكاسب.
وفي غياب أي انقطاعات فعلية في إمدادات النفط الإيراني، تشير التقديرات إلى أن استمرار هذا الارتفاع في التلاشي، مع ذلك، سيحتاج السوق إلى احتساب علاوة أخطار أكبر مما كان عليه قبل الهجمات، في الأقل على المدى القصير، مما سيترك سعر خام "برنت" يتداول في نطاق يتراوح ما بين 65 و70 دولاراً للبرميل.
"أوبك" ستعوض النقص
ويرى مراقبون أن أي تصعيد يؤدي إلى انقطاع في تدفقات النفط الإيراني سيدعم الأسعار بصورة أكبر، إذ تنتج إيران نحو 3.3 مليون برميل يومياً من النفط الخام، وتصدر ما يقارب 1.7 مليون برميل يومياً. وسيؤدي توقف هذا العرض التصديري إلى القضاء على الفائض المتوقع في الربع الأخير من هذا العام، ودفع الأسعار نحو 80 دولاراً للبرميل.
ومع ذلك، تمتلك "أوبك" طاقة إنتاجية فائضة تبلغ 5 ملايين برميل يومياً، وأي انقطاع في الإمدادات قد يدفعها إلى إعادة ضخ هذا المعروض في السوق أسرع من المتوقع.
مستقبل الأسواق
وتتجه الأنظار إلى "وول ستريت"، فمن المتوقع صدور كثير من الأحداث المؤثرة في الأسواق خلال الأيام المقبلة، يتصدر هذا الأسبوع قرار "الفيدرالي" في شأن أسعار الفائدة، وبيانات إنفاق المستهلكين، والأخبار المحتملة حول رسوم الرئيس دونالد ترمب الجمركية.
في غضون ذلك، شكلت الاحتجاجات، التي نظمها ائتلاف "لا للملوك" لمعارضة سياسات ترمب، عاملاً محتملاً آخر لتثبيط شهية المخاطرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب مراقبين سيؤدي أي ضرر يلحق بالمعنويات والرغبة في المخاطرة إلى الحد من مكاسب مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" في المدى القريب، الذي يبدو أنه قد توقف بعد انتعاشه من حالة الركود التي شهدتها السوق في أوائل أبريل (نيسان) الماضي، بسبب الحرب التجارية، إذ صعد "مؤشر ستاندرد أند بورز 500" بنحو 20 في المئة من أدنى مستوى له في أبريل 2025، لكنه لم يشهد أي تحرك يذكر خلال الأسابيع الأربعة الماضية.
وقال كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "إف إم" للاستثمارات في واشنطن أليكس موريس "لا يزال ملف الأخطار الإجمالي الناجم عن الوضع الجيوسياسي مرتفعاً للغاية، مما يمنعنا من العودة إلى السوق بسرعة".
مؤشر الخوف
وقال مدير المحافظ المشارك في شركة ليتل "هاربور أدفايزرز" الاستثمارية المتخصصة مايكل طومسون، إن ارتفاع مؤشر التقلب (VIX)الذي يطلق عليه غالباً "مقياس الخوف" في "وول ستريت"، وعقود التقلب الآجلة، "مؤشرات كلاسيكية على تزايد عزوف المتداولين في سوق الأسهم عن المخاطرة".
وأضاف جيرتكين، من "بي سي أي ريسيرش"، أن مزيج التوترات المحلية والعالمية يمثل وصفة لمزيد من عدم اليقين والقلق في معظم الأسواق.
وأضاف "عادة ما تؤدي الاضطرابات الاجتماعية الكبرى إلى زيادة التقلبات إلى حد ما، وإضافة أزمة الشرق الأوسط إلى هذا المزيج يعني أن الوقت قد حان لتوخي الحذر".