ملخص
في حين يتفوق الجيش الروسي الأكبر حجماً والأفضل تجهيزاً في الميدان، تتهم كييف روسيا منذ أشهر بعرقلة مفاوضات السلام، مع رفض موسكو طلبها هدنة غير مشروطة يمكن أن تسمح لأوكرانيا بتعزيز قوتها بمساعدة حلفائها.
قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا، أمس الثلاثاء، إن روسيا كررت "إنذارات نهائية سابقة" في أحدث جولة من المحادثات بشأن تسوية الأزمة في أوكرانيا، ولم تقدم أي رد على المقترحات التي طرحها مفاوضو كييف.
وذكر سيبيغا في منشور باللغة الإنجليزية على منصة "إكس" "خلال الاجتماع، سأل وفدنا الروس عن آرائهم. لم يقدموا أي شيء. لا أثناء الاجتماع ولا بعده.
ومضى يقول، "نطالب روسيا بالرد. كل يوم صمت منهم يثبت نيتهم في مواصلة الحرب. بدلاً من الاستجابة لمقترحاتنا البناءة في إسطنبول، وجه الجانب الروسي سلسلة من الإنذارات النهائية أصدرها في وقت سابق وهي لا تقرب الوضع من السلام الحقيقي".
من جانبها، نقلت وكالة "تاس" للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو قوله، إن إسطنبول ستظل مكان عقد محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا. وقال غروشكو، "إسطنبول مكان تراكمت فيه بالفعل خبرة تواصل معينة... لذلك، فإن مسألة اختيار مكان جديد غير مطروحة عملياً الآن. إنها لا تستحق حتى التفكير فيها".
شروط السلام
كانت روسيا استبعدت، أمس الثلاثاء، تحقيق اختراق سريع باتجاه تسوية النزاع "المعقد للغاية" في أوكرانيا، غداة فشل ثاني جولة من المحادثات المباشرة مع كييف في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
من جهتها، نددت أوكرانيا بشروط السلام التي طرحتها روسيا، أول رمن أمس الإثنين، خلال المفاوضات في إسطنبول، معتبرة أنها "إنذارات" غير واقعية لن تتيح وضع حد للحرب.
وفي حين يتفوق الجيش الروسي الأكبر حجماً والأفضل تجهيزاً في الميدان، تتهم كييف روسيا منذ أشهر بعرقلة مفاوضات السلام، مع رفض موسكو طلبها هدنة غير مشروطة يمكن أن تسمح لأوكرانيا بتعزيز قوتها بمساعدة حلفائها.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال مؤتمره الصحافي اليومي، "سيكون من الخطأ توقع حلول واختراقات فورية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف، أن "مسألة التوصل إلى تسوية معقدة للغاية وتشمل كثيراً من المسائل الدقيقة" التي يتعين حلها، وذكر أن موسكو تريد قبل كل شيء "القضاء على الأسباب الجذرية للنزاع" من أجل تحقيق السلام مع كييف.
وتربط موسكو وقف القتال بحل هذه "الأسباب الجذرية"، أي وضع الأراضي الأوكرانية التي أعلنت ضمها ورغبة كييف في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهو ما تراه موسكو تهديداً وجودياً.
مقتل 4 في هجوم روسي على سومي
ميدانياً، قال مسؤولون أمس الثلاثاء، إن هجوماً روسياً بالمدفعية على مدينة سومي بشمال شرقي أوكرانيا أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 28، بينهم ثلاثة أطفال.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن العدد المحدث للقتلى في خطابه المسائي المصور. وقدرت وزارة الداخلية عدد المصابين بأنه 28، بينهم ثلاثة أطفال. وأفادت بيانات سابقة بأن ثمانية أشخاص في حال خطرة.
وقال زيلينسكي، إن صاروخاً واحداً على الأقل أُطلق من قاذفة صواريخ متعددة الفوهات لم ينفجر واستقر في مبنى سكني. وتعليقاً على الهجوم، أشار زيلينسكي على قناته على تطبيق "تيليغرام"، "هذا كل ما يحتاج المرء لأن يعرفه بشأن الرغبة الروسية في إنهاء هذه الحرب".
أخبرت روسيا أوكرانيا، أول من أمس، خلال محادثات السلام في إسطنبول أنها لن توافق على إنهاء الحرب إلا إذا تخلت كييف عن أجزاء كبيرة جديدة من الأراضي وقبلت بالحد من حجم جيشها. ورفضت كييف مراراً الشروط الروسية وعدتها استسلاماً.
وقال زيلينسكي، "من الواضح أنه... من دون اتخاذ خطوات حازمة من جانب الولايات المتحدة وأوروبا وكل من يملك القوة في العالم، لن يوافق بوتين... على وقف إطلاق النار".
ويأتي الهجوم على مدينة سومي، وهي مدينة يقطنها أكثر من 255 ألف نسمة وتبعد 30 كيلومتراً فقط من الحدود الروسية، في أعقاب الهجوم المفاجئ الذي شنته أوكرانيا الأحد الماضي بطائرات مسيرة على قاذفات بعيدة المدى ذات قدرات نووية في سيبيريا.
وفي وقت سابق الثلاثاء، قالت إدارة منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، إن أربعة مدنيين قُتلوا أيضاً في هجمات منفصلة بالمدفعية على أربعة مواقع خلال الليل. وتنفي روسيا تعمد مهاجمة المدنيين خلال ما يسميه الكرملين "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.
بريطانيا تعد بتسليم 100 ألف مسيرة لأوكرانيا
تعهدت بريطانيا، اليوم الأربعاء، بتزويد أوكرانيا بـ100 ألف طائرة مسيرة بحلول نهاية السنة المالية الحالية في أبريل (نيسان) 2026، مما يمثل زيادة بمقدار 10 أمثال، وذلك بعد قولها إن الطائرات المسيرة غيرت استراتيجيات خوض الحروب.
وقالت الحكومة البريطانية، إن المسيرات البالغة قيمتها 350 مليون جنيه إسترليني (473 مليون دولار) تعد جزءاً من مبادرة دعم عسكري أوسع نطاقاً لأوكرانيا تصل قيمته إلى 4.5 مليار جنيه استرليني.
ومن المقرر أن يعلن وزير الدفاع جون هيلي عن هذا القرار في اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية لأوكرانيا التي تضم 50 دولة في بروكسل، الذي تشارك ألمانيا في استضافته.
وفي بيان قبيل الاجتماع، أكد هيلي أن "بريطانيا تكثف دعمها لأوكرانيا من خلال تسليم مئات الآلاف من الطائرات المسيرة هذا العام واستكمال إنجاز كبير في تسليم ذخيرة مدفعية بالغة الأهمية".
وإلى جانب تسليم المسيرات، قالت بريطانيا إنها أتمت شحن 140 ألف قذيفة مدفعية إلى أوكرانيا منذ يناير (كانون الثاني) وإنها ستنفق 247 مليون جنيه إسترليني هذا العام لتدريب قوات أوكرانية.