Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معارك عنيفة جنوب أم درمان وهجوم استباقي في الفاشر

نحو 100 قتيل في الهجمات المستمرة والخارجية السودانية تتهم "الدعم السريع" بالقضاء على الأسرى والرهائن في مراكز التعذيب السرية

ملخص

دانت "الدعم السريع" استخدام الجيش الأسلحة الكيماوية بالمنطقة، قائلة إن "الجيش السوداني يتمادى في استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، وقد وثقت تلك الجرائم تقارير أميركية استندت إلى معلومات قدمها أربعة مسؤولين أميركيين كبار، أكدوا أن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيماوية مرات عدة في مناطق مختلفة".

في وقت يسود الهدوء الحذر مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور التي تشهد قتالاً عنيفاً بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" منذ 10 أشهر، مما حولها إلى قلعة محاصرة، تواصلت اليوم الأربعاء المعارك العنيفة بين الطرفين بمناطق الريف الجنوبي لأم درمان، والتي راح ضحيتها 50 شخصاً وأصيب العشرات جراء هجمات انتقامية شنتها "الدعم السريع" على مدى ثلاثة أيام متواصلة على هذه المناطق.

وتدور منذ أواخر مارس (آذار) الماضي اشتباكات عنيفة في الأجزاء الجنوبية والغربية لأم درمان تقودها أعداد كبيرة من عناصر "الدعم السريع" التي انسحبت من منطقة جبل أولياء (44 كيلومتراً جنوب الخرطوم) نحو تلك المناطق بعد أن تمكن الجيش من استعادة كامل محليات الخرطوم.

حوالى 100 قتيل

ارتفع عدد ضحايا هجمات قوات الدعم السريع، على قرى الريف الجنوبي لمحلية أم درمان بولاية الخرطوم، إلى 96 قتيلًا وعشرات الجرحى وسط موجة نزوح عالية نحو  منطقة جبل أولياء. وقال المتحدث باسم "الجموعية" (إحدى القبائل التي تسكن المنطقة) سيف الدين أحمد، لوسائل إعلام محلية إن "ضحايا هجمات قوات الدعم السريع المستمرة، مدة أربعة أيام متواصلة، على قرى الريف الجنوبي وصلت إلى نحو 96 قتيلاً وأكثر من 70 جريحاً". وتوقع أن يرتفع العدد إلى أكثر من ذلك في ظل صعوبة حصر الضحايا بشكل نهائي لانعدام شبكات الاتصالات واستمرار الهجمات.

وبحسب مواطنين في هذه المنطقة، فإن قوات "الدعم السريع" تستخدم "أسلحة ثقيلة في قصف المدنيين في تلك القرى، من بينها المدافع والصواريخ ومضادات الطيران، وهو ما أدى إلى إزهاق أرواح الأطفال والنساء وكبار السن، على رغم أن المنطقة ليس فيها أي وجود عسكري، فضلاً عن ارتكاب تلك القوات المتمردة انتهاكات واسعة ضد سكان المنطقة الذين اضطروا إلى النزوح منها باتجاه المناطق الأمنة شمالاً".

وسبق أن تعرضت قرى الريف الجنوبي لمحلية أم درمان لانتهاكات واسعة من عناصر "الدعم السريع" في الأشهر الأولى من بدء الحرب في 15 أبريل (نيسان) 2023، قبل أن يتوصل قادة أهليون في المنطقة إلى اتفاق قضى بمنع دخول تلك القوات إلى القرى، مقابل التزام الأهالي بعدم اعتراض حركتها في الطريق الرئيسي المؤدي إلى الخرطوم عبر جسر خزان جبل أولياء.

وتأتي هذه المعارك في وقت يقوم الجيش بحملة تمشيط واسعة في منطقة جبل أولياء لتطهيرها من قوات "الدعم السريع"، التي انسحبت من كامل محليات الخرطوم أخيراً بسبب ضغط وتقدم الأول (الجيش) عسكرياً من خلال هجوم واسع قاده من محاور عدة.

المحور الغربي

في المحور الغربي (دارفور وكردفان) تواصلت المواجهات بين طرفي النزاع في الأجزاء الغربية من مدينة الأبيض عاصمة شمال كردفان، وسمع مواطنون دوي الرصاص في أنحاء متفرقة من المدينة، بينما ساد الهدوء الحذر جبهة القتال بمدينة الفاشر.

وأكد والي ولاية شمال دارفور المكلف الحافظ بخيت محمد أهمية الاستعداد الجيد لفك حصار مدينة الفاشر وتطهيرها من فلول "الدعم السريع".

وأشار إلى أن هناك تعزيزات عسكرية سيتم الدفع بها قريباً لفك الحصار المفروض على سكان هذه المدينة، بخاصة بعد أن جرى تحرير الخرطوم وإعلان خلوها من القوات المتمردة، منوهاً إلى أن هذا الحصار على الفاشر وسكانها تسبب في أوضاع اقتصادية صعبة، فضلاً عن ندرة وارتفاع في أسعار السلع الغذائية.

وبحسب المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بالسودان، فإن مدنيين اثنين أحدهما طفل أصيبا إثر هجوم مسلح شنه مسلحون على منطقتي مُكجَر وبنديسي بولاية وسط دارفور غرب السودان.

وذكرت التنسيقية في بيان أن المسلحين كانوا يستقلون دراجات نارية، مشيرة إلى أن المنطقة تسيطر عليها قوات "الدعم السريع".

وأشار البيان إلى أن انتهاكات حقوق الإنسان بالمنطقة ظلت مستمرة ومن دون انقطاع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هجوم "الدعم السريع" على قرى الجموعية

وأفاد إعلام مجموعة "محامو الطوارىء" بأن قوات الدعم السريع هاجمت منذ الـ 27 من مارس (آذار) أكثر من 15 قرية في الجموعية جنوب أم درمان، كما قامت باستهداف المنازل، واقتحامها، وقتل من فيها، وتابع أن "الدعم السريع" نفذت عمليات نهب مسلح واسعة استهدفت المنازل والمحال التجارية، وقامت باعتقال عدد من شبان القرى وأجبرتهم تحت تهديد السلاح على نقل المنهوبات. وأكد إعلام "محامو الطوارىء" أن هذه القرى مدنية بالكامل ولا توجد بها أي قوات عسكرية، ما يجعل هذا الهجوم جريمة حرب مكتملة الأركان تهدف إلى إرهاب السكان وتهجيرهم قسراً.

وطالبت مجموعة "محامو الطوارئ" بوقف فوري للهجوم على قرى الجموعية، وإنهاء عمليات القتل خارج نطاق القضاء، والنهب، والتهجير القسري.

هجوم استباقي

من جهته، قال الإعلام العسكري بالفاشر في بيان صحافي إن "قوات الفرقة السادسة مشاة بالجيش السوداني وبناءً على معلومات استخباراتية، نفذت أول من أمس هجوماً استباقياً على قوة من ميليشيات لقوات ‘الدعم السريع‘ كانت تحاول التقدم من المحور الجنوبي الغربي للمدينة، وأسفرت العملية عن مقتل العشرات وأسر سبعة من صفوف العدو، إضافة لتدمير 10 عربات قتالية وجرار يحمل تعزيزات عسكرية".

وأشار البيان إلى أن "الطيران الحربي للجيش السوداني واصل غاراته المركزة على تجمعات وتحركات العدو في محيط مدينة الفاشر، مما أدى إلى مقتل العشرات من بينهم قيادات بارزة في صفوف الميليشيات إلى جانب تدمير عدد من المركبات العسكرية".

وأضاف البيان أن الميليشيات قصفت بالطيران المسير والمدافع الثقيلة أنحاء متفرقة من مدينة الفاشر مما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين وإصابة 12 آخرين. منوهاً إلى أن المضادات الأرضية للجيش السوداني أسقطت أربع مسيرات تابعة لـ"الدعم السريع" كانت تستهدف مناطق حيوية قبل أن تصل لأهدافها.

وأكد البيان أن الوضع الميداني تحت السيطرة بخاصة بعد وصول تعزيزات عسكرية لمدينة الفاشر.

إلى ذلك اتهمت قوات "الدعم السريع" ما أسمته بـ"جيش الحركة الإسلامية الإرهابية" باستخدام الأسلحة الكيماوية في المناطق المدنية وخيم النازحين بمنطقة شنقل طوباي الواقعة جنوب مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

ودانت "الدعم السريع"، في بيان، استخدام الجيش الأسلحة الكيماوية بالمنطقة، قائلة إن "الجيش السوداني يتمادى في استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، وقد وثقت تلك الجرائم تقارير أميركية، في يناير (كانون الثاني) الماضي، استندت إلى معلومات قدمها أربعة مسؤولين أميركيين كبار، أكدوا أن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيماوية مرات عدة في مناطق مختلفة".

تهديد وتلويح

على الصعيد السياسي، أفاد وزير الإعلام السوداني، والناطق باسم الحكومة خالد الإعيسر، بأنه لم يعد بإمكان أي أحد في السودان بعد اليوم التهديد بالتلويح بالتمرد.

وأشار في تدوينة له على منصة "إكس" إلى أن "الدرس المستفاد لكل سوداني يسعى لبناء وطنه بصدق هو أن يتخلى عن فكرة تخويف الآخرين بالتمرد".

وتابع الإعيسر إن "الشعب بأسره أصبح اليوم في الغابة بمعناها الرمزي القتالي، متمرداً على كل المفاهيم الخاطئة".

وحث على فتح صفحة جديدة عنوانها البناء والتعمير والقبول بالآخر والعيش بسلام، وأن نتشارك الخير الوفير بدلاً من معاداة الآخرين أو ترهيبهم بالتمرد وحمل السلاح بحجة المظالم التاريخية والتهميش.

من جانبها، اتهمت وزارة الخارجية السودانية "الدعم السريع" بقتل الأسرى والرهائن في مراكز التعذيب السرية المنتشرة في الخرطوم.

وقالت في بيان لها "من نجا من الموت تحول إلى هيكل عظمي".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير