Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الشعب الإيراني سعيد بسقوط بشار الأسد حليف النظام

أظهرت هزيمة "حماس" و"حزب الله" وسقوط النظام السوري عدم جدوى الدعم المالي والعسكري الذي قدمته طهران للجماعات المسلحة بالمنطقة

عناصر من المعارضة السورية أمام السفارة الإيرانية في دمشق (أ ف ب)

ملخص

يعتقد إيرانيون أن تأثير "الدومينو" خلال هذا العام، بدءاً من اغتيال كبار قادة "حماس" و"حزب الله" إلى سقوط نظام الأسد، كان سبباً في إضعاف النظام الإيراني بشدة. 

لم يكن سقوط ديكتاتورية عائلة الأسد في سوريا، التي استمرت لأكثر من نصف قرن، مهماً ومصيرياً للسوريين فحسب، بل حتى في جغرافية إيران، إذ تابع الملايين من الناس بعناية الأحداث التي أدت إلى هذا السقوط. وقدمت المجموعات الفكرية والسياسية والاجتماعية المختلفة تحليلات متنوعة ومختلفة لما حدث في سوريا، لكن جميعها تقريباً تحدثت عن تأثير سقوط بشار الأسد في مصير النظام الإيراني. هذه الورقة خصصت لدراسة الروح العامة للمجتمع الإيراني في الأيام الأخيرة. 

قال معلم وهو في منتصف العمر، من سكان مدينة شيراز لـ"اندبندنت فارسية" إنه "في صباح الأحد الموافق الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، عندما انتشرت أخبار سقوط نظام بشار الأسد، تبادل عديد من الإيرانيين هذه الأخبار بسعادة مع بعضهم بعضاً. وفي كل مكان تقريباً، كان هناك ارتياح وحديث عن أن دور (المرشد الأعلى) خامنئي قد حان الآن، وأن عمر الجمهورية الإسلامية شارف على نهايته". مضيفاً أنه "الأحد، عندما خرجت إلى العمل في إحدى المدارس في مدينة شيراز ومن ثم ذهبت إلى السوق للشراء، شاهدت الناس تتحدث بارتياح عن سقوط بشار الأسد".

وأردف هذا المعلم الشيرازي قائلاً إنه منذ الأحد الماضي والناس تعيش حالة من الأمل، لأنه بعد سنوات من القمع والقيود الاجتماعية والمدنية العديدة، يبدو أن هناك إمكانية لإطاحة خامنئي على غرار سقوط بشار الأسد.

استئناف الاحتجاجات

وتحدث صاحب محل لبيع الملابس في مدينة أصفهان أيضاً عن تأثير سقوط الأسد في المجتمع الإيراني قائلاً إن "الناس يتحدثون بوضوح عن استئناف الاحتجاجات في إيران. وقد توصلوا إلى يقين بأن نظام الجمهورية الإسلامية، وعلى عكس ما يدعيه، هو طبل أجوف، وإطاحته ليست بالصعوبة التي نعتقدها". 

ويرى هذا المواطن الأصفهاني أن صدور قانون الحجاب الإلزامي وزيادة سعر البنزين سيكونان بمثابة "عمليتين انتحاريتين" من جانب النظام في الأشهر المقبلة، وستوفران حتماً الأرضية لـ"سقوط ديكتاتورية خامنئي". 

وتحدث مواطن إيراني آخر من سكان غرب العاصمة طهران وهو متقاعد عن العمل قائلاً إن "الإيرانيين ينظرون الآن إلى ما يحدث في سوريا والمنطقة بأمل وقلق وسعادة وعدم يقين، ومن الصعب أن يتنبأ المرء بمستقبل إيران. النظام أوصل الناس إلى حد أنهم يفضلون رحيله بأي صورة من الصور". مضيفاً أنه بعد سقوط بشار الأسد زاد الأمل في حدوث تغييرات اجتماعية وسياسية بصورة كبيرة بين الإيرانيين. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"تأثير الدومينو"

ووفقاً لمحامٍ يعيش في العاصمة طهران أنه بعد سقوط نظام الأسد في سوريا، تحفزت وتعززت مشاعر الحرية لدى كثير من الإيرانيين. وأما الذين كانوا يستبعدون حدوث أي تغيير في البنية السياسية بسبب القمع العنيف الذي تمارسه السلطات الحكومية، فاعتبروا التطورات الأخيرة مؤشراً إلى إمكانية التغيير في إيران. 

 

وقال هذا المحامي إنه في الأيام الأخيرة التقى بعض الأشخاص الذين قالوا له إنهم سيخرجون إلى الشوارع إذا ما بدأت الاحتجاجات مرة أخرى في إيران، لأنهم أصبحوا يعتقدون أن "تأثير الدومينو" خلال هذا العام، بدءاً من اغتيال كبار قادة "حماس" و"حزب الله" إلى سقوط نظام الأسد، كان سبباً في إضعاف النظام الإيراني بشدة. 

وقال طالب دكتوراه في العلوم الاجتماعية في طهران إن "الشعب الإيراني بقدر ما هو سعيد بسقوط بشار الأسد في سوريا، يأمل في سقوط نظام الجمهورية الإسلامية في إيران"، وإنه غاضب من إنفاق أموال بلاده على الجماعات والميليشيات في المنطقة وعلى بقاء الأسد في الحكم، وينتظر اليوم الذي يُحاسب فيه خامنئي وأجهزته وأتباعه على هذا الهدر المالي. 

ووفقاً لهذا المواطن الإيراني فإن هزيمة "حماس" و"حزب الله" وسقوط الأسد أظهرت جلياً عدم جدوى الدعم المالي والعسكري الذي قدمه النظام لهذه الجماعات والميليشيات المسلحة في المنطقة. في حين كان بالإمكان استخدام هذه الموارد المالية داخل البلاد لتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي. 

حرية الشعب الإيراني

وفي السياق نفسه، كان سقوط الأسد أحد أهم المواضيع في شبكات التواصل الاجتماعي بين الناطقين باللغة الفارسية. واعتبر عديد من المستخدمين سقوط الأسد بمثابة مقدمة لحرية الشعب الإيراني، ورحبوا بذلك من خلال إطلاق وسم "سقوط الديكتاتور". 

وربط آخرون سقوط الأسد بالاحتجاجات داخل إيران وتفاعلوا مع هذا الموضوع قائلين إن "بعد الأسد سيأتي الدور حتماً على خامنئي". ونشر بعض المستخدمين وسوماً مثل "نهاية النفوذ الإقليمي" و"إهدار مليارات الدولارات من جيب الشعب الإيراني". لكن جميع هؤلاء المستخدمين تقريباً ذكروا أن الدعم لبشار الأسد استمر على رغم ذروة الأزمة الاقتصادية في إيران.

في المقابل، أصبح سقوط الأسد مصدراً للفكاهة والتلميحات السياسية لدى عديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي. وقارنوا وضع الأسد مع القادة الآخرين المتحالفين مع النظام الإيراني. كما اعتبر عديد من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي سقوط الأسد فرصة لإمكانية التغيير في الأنظمة الاستبدادية في المنطقة، بخاصة النظام في إيران. وسخروا من المرشد علي خامنئي بإطلاق هاشتاغ "سقوط الديكتاتور القادم". 

نقلاً عن "اندبندنت فارسية"  

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير