Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسيرات وصواريخ ودفاع جوي: معركة أوكرانيا تتكثف في السماء

يقول مسؤولون أوكرانيون إن موسكو أطلقت 90 طائرة من دون طيار في سلسلة من الهجمات مع بداية العام الجديد، وذلك بعد أيام من تنفيذ غارات مكثفة

رجال الإطفاء الأوكرانيون يعملون في موقع مبنى شبت فيه النيران بعد هجوم بطائرة روسية من دون طيار في دوبلياني في منطقة لفيف (خدمة الطوارئ الأوكرانية/أ ب)

ملخص

من المرجح أن تضاعف روسيا هجماتها في محاولة للرد على عدد من الضربات الناجحة التي شنتها أوكرانيا

فيما غرقت خطوط المواجهة على جبهة الحرب في أوكرانيا في مستنقع دموي، أصبح تحطيم معنويات العدو من خلال شن هجمات جوية متكررة عليه أمراً ذا أهمية متزايدة.

وشهدت الأيام الأخيرة تكثيفاً للغارات باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة "الانتحارية" المتفجرة. وقالت أوكرانيا إن روسيا أطلقت 90 مسيرة في يوم رأس السنة، وهو عدد قياسي منذ بدء غزو موسكو، بحسب كييف.

وهكذا فإن الانفجارات التي أحدثتها أسراب الطائرات الروسية من دون طيار إلى جانب عشرات الصواريخ والدفاعات الأوكرانية المضادة للطائرات، قد أذنت بوصول عام 2024 إلى أنحاء أوكرانيا كلها. وأشارت السلطات إلى أن الهجمات استمرت لمدة 11 ساعة حتى صباح الإثنين. واستهدفت الغارات [الجوية] مراكز سكانية رئيسة كان بينها خيرسون، وميكولايف، وزابوريجيا، ولفيف، ودنيبرو، وأوديسا. واشتعلت النيران في مبنى شاهق في أوديسا، فيما تأكد مقتل شخص واحد في الأقل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال زيارة قام بها لمستشفى عسكري في رأس السنة الجديدة، تستطيع أوكرانيا أن تتوقع تكثيف الغارات.

وبدأت الدورة الحالية [من الغارات العنيفة] الجمعة، عندما تعرضت العاصمة الأوكرانية كييف ومدن أخرى إلى موجات ضخمة من الهجمات من طريق الجو.

وأدت الغارات الروسية إلى مقتل ما لا يقل عن 45 شخصاً في كييف. ووصف فيتالي كليتشكو، وهو رئيس بلدية العاصمة، تلك بأنها أكثر الغارات التي شهدتها مدينته دموية منذ أن شن بوتين غزوه في فبراير (شباط) 2022.

وأصيب نحو 160 شخصاً في العاصمة كييف، كما تخشى السلطات من احتمال اكتشاف مزيد من القتلى تحت الأنقاض.

وردت أوكرانيا على تلك الغارات بقصف جماعي بواسطة مسيرات وصواريخ في اليوم التالي، استهدف مدناً روسية عدة بما في ذلك موسكو. وكان العبء الأكبر من الهجوم من نصيب مدينة بيلغورود الروسية، الواقعة على الطرف الآخر من الحدود مباشرة مع منطقة خاركيف في شرق أوكرانيا. وأفادت السلطات الروسية بأن 24 شخصاً في الأقل، معظمهم من المدنيين، قد لقوا مصرعهم في هذا الهجوم.

ومنذ ذلك الحين، استمرت عمليات إطلاق المسيرات والصواريخ في كلا الاتجاهين. وتلقت خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، ضربة قوية الأحد. وقال حاكم الإقليم إن 28 شخصاً قد أصيبوا، كما أن الأهداف شملت فندقاً ومستشفى ومباني سكنية.

ويبدو أن الهجوم الذي وقع الجمعة على كييف كان رداً انتقامياً من جانب موسكو على غارات عدة مهينة نفذتها أوكرانيا. وألحقت صواريخ أوكرانية يقال إنها من نوع "ستورم شادوز" التي زودتها إياها بريطانيا، أضراراً بالغة وربما دمرت سفينة هجوم/إنزال روسية كبيرة كانت راسية في شبه جزيرة القرم، وهي المنطقة التي ترزح تحت الاحتلال الروسي منذ عام 2014.

وفي الأسبوع الماضي، أسقطت أوكرانيا فوق منطقة خيرسون ثلاث طائرات قاذفة مقاتلة من طراز سو-34، التي تعتبر من أكثر الطائرات الحربية الروسية الباهظة الثمن تطوراً. ومن المرجح أن تكون قد أسقطت بأحد صواريخ التي أطلقت من أحد مجمعات الدفاع الجوي الأميركية القوية "باتريوت" المنشورة في أوكرانيا.

إن في حوزة أوكرانيا عدداً محدوداً من هذه الأنظمة، لكنها تقوم بنقل بعضها سراً في كل أنحاء البلاد حتى تتمكن من مفاجأة الطائرات الروسية التي تحلق وهي مطمئنة.

وفي الأسابيع الأخيرة، لم تتمكن الولايات المتحدة التي تعد المورد الرئيس للأسلحة إلى أوكرانيا، من الاتفاق في ما بينها على تقديم مساعدات جديدة بسبب نزاع مرير في الكونغرس. وقد رفض الجمهوريون الإفراج عن مساعدات بمليارات الدولارات قبل أن يشدد الديمقراطيون الإجراءات الأمنية بصورة كبيرة على الحدود الجنوبية لأميركا.

وستلعب هذه القضية التي تؤجج المشاعر دوراً أساسياً في الانتخابات الرئاسية في نهاية هذا العام، ولم يتزحزح أي من الحزبين عن موقفه الراسخ خلال أشهر شهدت الجدل قبل أن يتوقف الكونغرس عن العمل في موسم العطلة، مما يترك المأزق من دون حل حتى يعود المشرعون إلى واشنطن العاصمة في وقت لاحق من شهر يناير (كانون الثاني).

ويحاول حلفاء أوكرانيا الأوروبيون تعويض النقص في الإمدادات الأميركية، فإنهم لا يملكون القدرة على سد الفجوة التي خلفها تقليص الدعم الأميركي، أقله في ظل الظروف الحالية.

وقد أدى ذلك إلى تقليل خيارات ساحة المعركة في أوكرانيا، ومن غير المرجح أن يتغير شكل خط المواجهة الذي يبلغ طوله 600 ميل (965 كلم) تغيراً كبيراً، بخاصة أن الطقس الشتوي يعوق التنقل على الدوام. لكن الأرض ليست متجمدة، إذ حولت درجات الحرارة والأمطار المعتدلة نسبياً ميادين القتال إلى أرض طينية، مما يجعلها غير صالحة من أجل عبور الرجال أو المركبات.

ولا شك أن تدمير أوكرانيا الأهداف الروسية، مثل السفينة الهجومية والقاذفات المقاتلة، له قيمة عسكرية. غير أن العمليات العسكرية التي تقوم بها كييف في أوكرانيا، إلى جانب العدد المتزايد من الغارات الجوية والعمليات الخاصة في روسيا، مصممة من أجل إعطاء دفعة معنوية [قواتها] في أمس الحاجة إلى ها مع اقتراب الغزو من ذكراه السنوية الثانية.

وفي الأشهر الأخيرة، زادت أوكرانيا من عدد الهجمات ضد أهداف عسكرية روسية في الأجزاء التي يحتلها الكرملين من البلاد، كما شنت القوات الخاصة الأوكرانية عمليات جريئة على نحو متزايد في عمق روسيا نفسها، بعيداً من الخطوط الأمامية.

وقال جندي أوكراني شارك في الغارة على شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا لـ"اندبندنت" إن "هناك ملايين الأشخاص الذين يعيشون في روسيا وهم من العرقية الأوكرانية. وهذه قوة محتملة ضخمة مستعدة للمشاركة في المهام الأوكرانية أو دعمها. وعديد من هؤلاء الأشخاص موجودون سلفاً في الجيش الروسي، وهم غاضبون بسبب الفظائع التي يرون أن روسيا ترتكبها في أوكرانيا. ولا ينبغي أن تفاجأوا إذا صدم أحدهم بمروحية [بشكل متعمد هدفاً ما] في قلب الكرملين".

وفي الخطاب الذي وجهه إلى الروس عشية العام الجديد، أغفل بوتين ذكر الحرب على أوكرانيا. على العكس من ذلك، كانت كلمة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التي بثت بصورة مباشرة في ليلة رأس السنة الجديدة تدور كلها حول الحرب، على رغم أنه لم ترد في الإشارة إلا بشكل عابر لخطوط الجبهة الأمامية.

إن التشديد على [وجوب] تحقيق الاكتفاء الذاتي لأوكرانيا يعكس القلق الناجم عن تراجع الإمدادات العسكرية من الولايات المتحدة، كما أن احتمال عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض يعني أن هناك احتمالاً بأن تتوقف المساعدات بالكامل.

وقال زيلينسكي إن أوكرانيا تعد العدة لكي تقوم صناعتها بإنتاج كميات كبيرة من الأسلحة والمركبات العسكرية والمدفعية والذخيرة ووسائل توصيل "التحيات" المنقولة بحراً، وذلك في إشارة إلى الضربات التي استهدفت المواقع الروسية في شبه جزيرة القرم. إن تعهده بأن أوكرانيا ستصنع مليون طائرة من دون طيار عام 2024 يسلط الضوء على فكرة مفادها أن الجيش الأوكراني يعتزم على نحو متزايد نقل الحرب إلى الأراضي الروسية، من أجل [المساعدة على] تآكل الروح المعنوية وتقويض سلطة بوتين.

وتعتمد كييف أيضاً على فكرة أن الطائرات المقاتلة الأميركية الصنع من طراز أف-16، التي تبرع بها الحلفاء الغربيون لقواتها الجوية، ستساعد في قلب ميزان الصراع الدائر في الجو، الذي كان حتى الآن لصالح موسكو بصورة واضحة، نظراً إلى أن لدى روسيا مخزوناً من الطائرات الحربية الأكثر حداثة بكثير والأكبر عدداً، من الطائرات الأوكرانية.

وعلى رغم أن الأداء الممتاز لأنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية قد منع روسيا من استغلال تفوقها بصورة كاملة من جهة عدد الطائرات التي تملكها، فإن افتقار كييف إلى الطائرات من أجل دعم تقدم قواتها البرية قد اعتبر مسؤولاً عن النتائج المخيبة للآمال في الهجوم المضاد عام 2023 الذي فشل في استعادة جزء كبير من الأراضي التي تحتلها روسيا.

ويمكن لطائرات أف-16 متعددة الاستخدامات أن تحمل مجموعة من الأسلحة القوية، وستسمح للأوكرانيين بدعم التقدم ضد مواقع الخطوط الأمامية الروسية ذات التحصين المنيع وضرب مواقع المدفعية ومستودعات الإمدادات في عمق خطوط العدو.

ويجري تدريب الطيارين الأوكرانيين والطاقم الأرضي على تشغيل الطائرات من قبل مدربين غربيين في الخارج. ومن المتوقع أن تكمل الدفعة الأولى تدريبها في وقت لاحق من هذا العام.

وقال زيلينسكي "إن طيارينا يتقنون سلفاً قيادة طائرات أف-16 وسنراها بالتأكيد في سمائنا لكي يرى أعداؤنا بالتأكيد ما يعنيه غضبنا".

© The Independent

المزيد من تقارير