Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل كانت زيارة إيلون ماسك لإسرائيل "جولة اعتذار"؟

أثارت تساؤلات حول الأسباب والخلفيات وجاءت بعد اتهامه بمعاداة السامية

إيلون ماسك خلال زيارته إلى إسرائيل (المكتب الإعلامي للحكومة الإسرائيلية)

ملخص

كيف يعمل اللوبي اليهودي؟ وما أهم المنظمات التابعة له؟

أثارت زيارة الملياردير الأميركي إيلون ماسك مالك منصة "إكس" وشركة "ستارلينك" إلى إسرائيل التساؤلات حول أسباب تلك الزيارة وخلفياتها، بعد أيام من اتهامه بمعاداة السامية، وردود فعل عنيفة، وذلك بسبب تأييده منشوراً على منصته يدعم الفلسطينيين، وعُد معادياً لليهود.

تلك الزيارة التي اعتبرت بمثابة جولة اعتذار، قال ماسك عنها في تصريح لصحيفة "نيويورك تايمز" إن "الرحلة إلى إسرائيل مستقلة لم تكن مثل جولة اعتذار"، وعن المنشور على "إكس" الذي كتب فيه أحدهم أن اليهود يشجعون "الكراهية الجدلية ضد البيض"، رد عليه ماسك بـ"لقد قلت الحقيقة الفعلية"، مما أدى إلى إثارة رد فعل عنيفة ضده واتهامه بأنه معاد للسامية. وقال ماسك إنه "ليس لديه مشكلة في أن يكون مكروهاً".

الملياردير الأميركي وخلال وجوده في إسرائيل، جال في كيبوتس كفار عزة، الذي تعرض لهجوم في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، عندما اخترق مسلحو "حماس" الحواجز المحيطة بغزة. وقال ماسك إنه رأى "أغلفة الرصاص في أسرة الأطفال أثناء الجولة".

واتفق ماسك مع رأي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه لا يوجد خيار آخر لدى إسرائيل إلا القضاء على "حماس"، وأعرب عن رغبته في مساعدتها في نزع السلاح وإزالة التطرف من قطاع غزة بعد النزاع، وفقاً لما نقلته وكالة "تاس" الروسية للأنباء، معلناً أن أحد التحديات يتمثل في وقف الدعاية من النوع الذي أدى إلى موجة القتل التي نفذتها الحركة الفلسطينية وأطلقت شرارة الحرب في غزة، وفقاً لوكالة "رويترز".

وأضاف مالك منصة "إكس" أنه "يتعين تحييد الذين يعتزمون القتل، ووقف الدعاية التي تدرب الناس على أن يصبحوا قتلة في المستقبل، وبعد ذلك (يتعين) جعل غزة مزدهرة، وإذا حدث ذلك، أعتقد أنه سيكون مستقبلاً جيداً"، وأكثر من هذا وافق مالك شركتي "تسلا" و"سبيس إكس" على عدم تفعيل خدمة "ستارلينك" أو الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية في غزة من دون موافقة إسرائيل.

شركات عالمية 

وعلى رغم محاولة ماسك "إصلاح" ما ارتكبه، ورغم ظهوره في فيديو يرتدي قلادة منقوشاً عليها بالعبرية "قلوبنا رهينة في غزة"، وترمز القلادة المنتشرة في إسرائيل إلى الهجوم الذي شنته "حماس" واحتجزت خلاله 240 رهينة، وكانت قد قدمت لماسك من قبل والد إحدى الرهائن المحتجزين، وعلق ماسك لاحقاً بمنشور قال فيه "سأرتديها كل يوم حتى يتم إطلاق سراح أحبائكم"، إلا أنه لم يفلح، حيث قالت شبكة "سي أن أن" في مقال لها على موقعها، إن جولة إيلون ماسك في إسرائيل كانت وبكل شفافية عبارة عن مقايضة ومهينة بشكل صريح.

وكان توقف نحو 200 من كبار المعلنين عن التعامل مع "إكس" وأعلنت شركة "ميديا ماترز" بأن إعلانات "أبل" و"إنترناشيونال بيزنس ماشينز"، والمعروفة اختصاراً باسم "آي بي أم"، و"أوراكل" والعلامة التجارية "إكس فينيتي" التابعة لشركة "كومكاست" وشبكة تلفزيون "برافو"، ستتوقف عن الإعلان على "إكس" لحين تسوية الموقف.

وقالت المفوضية الأوروبية وشركة "لايونز غيت إنترتيمنت" إنهما ستسحبان الإعلانات من على "إكس"، كما انضمت إليهما "والت ديزني" وأعلنت أنها أوقفت الإنفاق موقتاً على "إكس"، وأعلنت "باراماونت غلوبال" أنها ستعلق جميع الإعلانات، بينما ذكرت شبكة "سي أن بي سي" أن شركة "وارنر برذرز ديسكفري" أوقفت حملاتها الإعلانية على المنصة، وأفادت "باك نيوز" بأن "كومكاست"، المالكة لإمبراطورية "أن بي سي يونيفرسال" الإعلامية، أوقفت أيضاً الإعلان موقتاً على "إكس".

وهاجم ماسك وبلفظ خارج عن الحدود اللائقة، العلامات التجارية التي سحبت إعلاناتها من "إكس"، واعتذر عن منشوره في قمة "ديلبوك" في نيويورك 29 نوفمبر (تشرين الثاني)، لكنه قال إن المعلنين كانوا يحاولون "ابتزازه"، وكانت رسالته لتلك العلامات التجارية بسيطة "لا تعلن"، وكرر كلمة بذيئة مرات عدة لتأكيد وجهة نظره، وفقاً لما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، علماً أنه يتوقع أن تخسر شركة "إكس" ما يقارب 75 مليون دولار من إيرادات الإعلانات بحلول نهاية العام الحالي.

وفي سبتمبر (أيلول) الماضي قال إيلون ماسك، إن شركة "إكس" قد لا يكون أمامها خيار سوى رفع دعوى تشهير ضد رابطة مكافحة التشهير الأميركية (ADL) وهي منظمة يهودية غير حكومية، ملقياً باللوم بشكل مباشر عليها في خفض عائدات الإعلانات الأميركية، التي انخفضت بنسبة 60 في المئة على المنصة، وادعى ماسك حينها أن رابطة مكافحة التشهير "تحاول قتل" المنصة من خلال "اتهامها كذباً" بأنها معادية للسامية، وفقاً لموقع "Business Insider".

 

وكانت الانتقادات ووفقاً لوكالة "رويترز" وذلك في تقرير نشر في سبتمبر (أيلول) 2016 بعنوان "لماذا يمتثل (فيسبوك) و(غوغل) لإسرائيل في حذف محتوى معين"، قد طاولت مسؤولي محرك البحث العملاق "غوغل" و"فيسبوك" عن مدى حيادتيهم في إدارة هذه المنصات الضخمة التي يستخدمها مليارات من البشر يومياً، في دعم الترويج لشعارات معينة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

جماعات الضغط

ويقول المفكر وعالم الاجتماع المصري عبدالوهاب المسيري في "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية"، إن كلمة لوبي (Lobby) تعني "الرواق" أو "الردهة الأمامية في فندق"، وتطلق الكلمة كذلك على الردهة الكبرى في مجلس العموم في إنجلترا، وعلى الردهة الكبرى في مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة، حيث يسـتطيع الأعضاء أن يقابلوا الناس، وحـيث تعقد الصـفقات فيها، كما تدور فيها المناورات والمشاورات، ويتم تبادل المصالح، وقد أصبحت الكلمة تطلق على جماعات الضغط التي يجلس ممثلوها في الردهة الكبرى، ويحاولون التأثير في أعضاء هيئة تشريعية مما مثل مجلس الشيوخ أو مجلس النواب.

وأضاف المفكر المصري أنه يوجد في الولايات المتحدة أكثر من لوبي أو جماعة ضغط تمارس معظم نشاطاتها في العلن بشكل مشروع، وإن كان هذا لا يستبعد بعض الأساليب الخفية غير الشرعية مثل الرشى التي قد تأخذ شكل منح نقدية مباشرة أو تسهيلات معينة أو منح عقود أو التهديد بنشر بعض التفاصيل أو الحقائق التي قد تسبب الحرج لأحد أعضاء النخبة الحاكمة وصانعي القرار.

وأوضح المسيري أن جماعات الضغط أصبحت على درجة من الأهمية بحيث جعلت النظام السياسي الأميركي يسمى "ديمقراطية جماعات الضغط"، أي إنه لم يعد هناك نظام ديمقراطي تقليدي يعبر عن مصالح الناخبين مباشرة بحسب أعدادهم (لكل رجل صوت)، بل أصبح يعبر عن مقادير الضغوط التي تستطيع جماعات الضغط أن تمارسها على المشرعين الأميركيين لتحديد قرارهم في شأن قضية ما، بحيث تصدر تشريعات وقوانين معينة وتحجب أو تعدل أخرى، فالمواطن الأميركي لم يعد يمارس حقوقه الديمقراطية مباشرة، وإنما أصبح يمارسها من خلال هذه الجماعات.

 

 

أهم المنظمات

تعتبر اللجنة اليهودية الأميركية (AJC) من أهم جماعات الضغط، وتعرف عن نفسها بأنها "تعمل على تعزيز رفاهية الشعب اليهودي وإسرائيل والنهوض بحقوق الإنسان والقيم الديمقراطية في جميع أنحاء العالم". وهي منظمة يهودية غير حكومية تعد واحدة من أقدم منظمات الدعوة اليهودية، تأسست في 11 نوفمبر عام 1906 في الولايات المتحدة بهدف تحقيق الحريات المدنية لليهود، والعمل على مكافحة أشكال التمييز ضدهم هناك، إلى جانب العمل لتحقيق المساواة الاجتماعية، والمشاركة في الفعاليات الأخرى التي تتعلق بالحقوق المدنية.

المؤتمر اليهودي الأميركي

يمثل رابطة لليهود الأميركيين، التي نظمت للدفاع عن المصالح اليهودية في الداخل والخارج من خلال الدعوة إلى السياسة العامة، وذلك باستخدام الدبلوماسية والتشريعات والمحاكم.

منظمة أيباك

تعتبر لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية، التي تسمى اختصاراً أيباك (American Israel Public Affairs Committee) أقوى جمعيات الضغط على أعضاء الكونغرس الأميركي، هدفها تحقيق الدعم الأميركي لإسرائيل، ولا تقتصر عضويتها على اليهود بل يوجد فيها أعضاء ديمقراطيون وجمهوريون، وتأسست في عهد إدارة الرئيس دوايت أيزنهاور في الثالث من يناير (كانون الثاني) 1963.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير