استهدفت غارة إسرائيلية، اليوم السبت، مركبة في جنوب لبنان، على مسافة حوالى 45 كيلومتراً من شمال الحدود بين البلدين، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية، لتكون أول ضربة في عمق الأراضي اللبنانية منذ بدء القتال في أكتوبر (تشرين الأول).
وذكرت الوكالة الوطنية للأعلام أن "مسيرة معادية استهدفت سيارة بيك أب في أحد البساتين في منطقة البراك في منطقة الزهراني" على الساحل اللبناني، من دون أن تعلن عن سقوط ضحايا.
وهذه المرة الأولى التي تنفذ فيها إسرائيل ضربة ضد هدف على هذا البعد من الحدود. ولم يتمكن الصحافيون من الاقتراب من الموقع المستهدف، وهو مزرعة موز، حيث منع الجيش اللبناني الوصول إليها.
ضغوط دولية
في غزة، تواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة، بما في ذلك من حليفتها الرئيسة الولايات المتحدة، لبذل مزيد من الجهود لحماية المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة مع ارتفاع عدد القتلى واحتدام القتال بين القوات الإسرائيلية ومسلحي حركة "حماس" بالقرب من المستشفيات وفي محيطها.
ومع وجود القوات الإسرائيلية الآن في عمق غزة بعد نحو أسبوعين من بدء عملية برية هناك للقضاء على مسلحي حركة "حماس"، تتزايد التكهنات حول الشكل الذي قد يبدو عليه مستقبل القطاع بعد انتهاء القتال.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن السلطة الفلسطينية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة قطاع غزة بشرط أن يكون هناك حل سياسي شامل يشمل أيضاً الضفة الغربية. وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية يمكن أن تكون جزءاً من حل سياسي أوسع مع إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وتتزايد الدعوات الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار بغزة في وقت حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الجمعة أمام مجلس الأمن الدولي من أن النظام الصحي في القطاع بات "منهكاً تماماً"، قائلاً إن نصف المستشفيات البالغ عددها 36 في القطاع أصبح خارج الخدمة.
وشهد مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة ساعات عصيبة الجمعة، حين تعرض لضربة إسرائيلية خلفت عشرات القتلى، وفق مسؤولين فلسطينيين. ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على هذه الأنباء.
ويقول الجيش الإسرائيلي منذ أيام إن قواته تقاتل حركة "حماس" في قلب مدينة غزة. وقال متحدث باسمه مساء الخميس إن إحدى الفرق تنفذ عمليات كبيرة في منطقة "قريبة جداً" من مستشفى الشفاء.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن تعرض مستشفى القدس إلى عمليات قنص إسرائيلية الجمعة أدت إلى مقتل شخص في الأقل وإصابة أكثر من 20 آخرين. وفي مستشفى الرنتيسي على بعد مئات الأمتار من الشفاء، تقول شابة في حالة ذهول "طلب (الجيش الإسرائيلي) منا مغادرة المستشفى على الفور، لكن لا يوجد الصليب الأحمر ولا أي شيء يضمن الخروج الآمن للمدنيين".
قمة عربية إسلامية في الرياض
وأعلنت وزارة الخارجية السعودية في بيان عقد "قمة عربية إسلامية مشتركة غير عادية" بشكل استثنائي في الرياض، اليوم السبت، وذلك استجابة للظروف الاستثنائية التي تشهدها غزة، وبعد تشاور السعودية مع جامعة الدولة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
وأفادت الخارجية السعودية بأن هذا القرار "يأتي استشعاراً من قادة جميع الدول لأهمية توحيد الجهود والخروج بموقف جماعي موحد، يعبر عن الإرادة العربية الإسلامية المشتركة في شأن ما تشهده غزة والأراضي الفلسطينية من تطورات خطرة وغير مسبوقة، تستوجب وحدة الصف العربي والإسلامي في مواجهتها واحتواء تداعياتها".
وفي أقوى تصريحاته حتى الآن في شأن أزمة المدنيين الذين تقطعت بهم السبل وسط تبادل إطلاق النار في غزة، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للصحافيين أثناء زيارة للهند "قتل عدد كبير جداً من الفلسطينيين، وعانى عدد كبير جداً في الأسابيع الماضية". لكن بلينكن أكد مجدداً دعم الولايات المتحدة الحملة الإسرائيلية لضمان عدم إمكانية استخدام غزة "كمنصة لشن الإرهاب".
من جانبه، حض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إسرائيل على وقف القصف الذي يقتل مدنيين في غزة. وقال "نحن نشاطر (إسرائيل) وجعها ونشاركها رغبتها في التخلص من الإرهاب"، لكن "في الواقع اليوم ثمة مدنيون يقصفون. هؤلاء الأطفال هؤلاء النساء هؤلاء الكبار في السن يتعرضون للقصف والقتل" و"لا يوجد أي مبرر ولا أي شرعية لذلك. لذا نحض إسرائيل على التوقف".
وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن ناقش مع سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد "أهمية دخول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام وحماية المدنيين (في غزة) بما يتفق مع القانون الإنساني الدولي".
وفي اليوم الـ36 للحرب خفضت إسرائيل حصيلة القتلى على أراضيها جراء الهجوم الذي شنته "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) من 1400 إلى 1200.
ومن الجانب الفلسطيني، قتل أكثر من 11078 شخصاً بينهم أكثر من 4506 أطفال، بحسب أحدث حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحكومة "حماس" الجمعة.
إليكم تغطيتنا لتطورات الحرب بين إسرائيل و"حماس" عندما حدثت.