Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيون يرغمون على العودة إلى غزة بعد بلوغ بر الأمان في مصر

 حاملو جوازات بريطانية أو أفراد من عائلاتهم يجبرون على العودة إلى منطقة الحرب بعد أن "خذلتهم" الحكومة البريطانية

فرح صلوحة الفلسطينية-الأميركية قبل ركوبها باصاً متوجهاً إلى مصر (رويترز)

ملخص

أفراد وعائلات بريطانية يلومون الحكومة البريطانية على تقاعسها في المساعي لحمايتهم.

يقول أربعة بريطانيين أو أفراد من عائلات مواطنين بريطانيين إنهم يخشون على حياتهم بعد إعادتهم إلى غزة من مصر لأن الحكومة البريطانية لم تضع أسماءهم على قوائم الأشخاص الذين يُسمح لهم بالعبور، بحسب التقارير. 

ومن بين هؤلاء المواطنين الأربعة أمّ لأطفال صغار كانوا قد عبروا الحدود من دونها، وأعرب زوجها عن شعوره بأنّ إعادتها أدراجها كانت "شكلاً من العقاب الجماعي".  

قضت المجموعة ليلتين وهي تنتظر بقلق على الجانب الأبعد من معبر رفح، من دون أن تعلم إن كان سيُسمح لها بالبقاء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وُضعت أسماء بعض أفراد العائلات على القائمة وسمحت لهم السلطات المصرية بالبقاء في المكان، ففُصلت العائلات عن بعضها البعض.

وقالوا إنهم رأوا أميركيين ومصريين في الوضع نفسه، ولم يُسمح لهم بالعبور سوى عندما وافقت حكوماتهم على أسمائهم.

وفي هذا الإطار، تضع إسرائيل ومصر قوائم بأسماء المدنيين الذين يُسمح لهم بالهروب من القصف، استناداً إلى الأسماء التي توافق عليها حكومات بلادهم. إلى الآن، فرّ مئات المواطنين الأجانب إلى برّ الأمان بعيداً من القطاع، ومن بينهم مئة بريطاني.

تقول الحكومة البريطانية إنها أرسلت للسلطات الإسرائيلية والمصرية قائمة كاملة بأسماء المواطنين البريطانيين ومعيليهم المؤهلين لذلك في غزة، وأعطت الأولوية لمن يعاني من حالة صحية.

وعبر الأشخاص المعنيون برفقة عائلاتهم إلى مصر ليلة الإثنين لكنهم أوقفوا على الجانب المصري لأن أسماءهم ليست "على القائمة". 

وفي النهاية، أعيد أربعة أشخاص كلّ من عائلة مختلفة إلى غزة صباح الأربعاء.

وهاجم هؤلاء الحكومة البريطانية "لعدم مساعدتها". فيما تقول الحكومة من جهتها إنها تتواصل -وتساعد- عائلات عدة في إسرائيل وغزة. 

وكانت الدكتورة النسائية نادية غلاييني، التي يحمل زوجها الجنسية البريطانية، من بين الأفراد الذين رُفض إدخالهم. ويقول زوجها الدكتور بهاء غلاييني الذي يعيش أولاده في مانشستر ويلازم الآن أبناءهما في العاصمة المصرية القاهرة "نشعر بحزن شديد: أعيدت زوجتي إلى منطقة الحرب في غزة". 

"نشعر بإحباط كبير من مسؤولي وزارة الخارجية الذين كان بإمكانهم وضع اسم زوجتي على القائمة منذ البداية لكنهم اختاروا أن يفرّقوا شمل عائلتنا".

"يقولون الآن 'نبذل قصارى جهدنا لمساعدة البريطانيين الفلسطينيين' فيما لا نرى أي شيء من جهتهم. كان بإمكانهم التدخل يوم أمس بحيث يكون أطفالي اليوم برفقة والدتهم".

"لكن بدلاً من ذلك، قضت ليلة ثانية على الحدود بعيداً من عائلتها. يبدو ذلك بمثابة شكل آخر من العقاب الجماعي".

وأخبر الأربعة منظمة "أنقذوا العائلات في غزة" Save Gazan Families التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها أنه خلال فترة انتظار دامت ثلاثة أيام، قدّمت سفارات دول أخرى لمواطنيها وجبات ساخنة- فيما لم توفر لهم السفارة البريطانية سوى شطائر جبنة.

وقال الدكتور أحمد صبرا، استشاري أمراض القلب لدى هيئة الخدمات الصحية الوطنية الذي يعمل في ليدز ووايكفيلد بينما يسكن مع عائلته في سوانسي "أخبرتنا السلطات المصرية أنه لو أجرت حكومتنا اتصالاً رفيع المستوى، فسوف يتسنّى لها أن تساعدنا".

"انتظرنا ساعات طويلة لكن الاتصال لم يتمّ".

"عدنا الآن إلى غزة ونخشى أن نكون هدفاً. فقد استهدفت إسرائيل أمس عائلات تهمّ بمغادرة الحدود من جهة غزة وقافلة مساعدات. لا مكان آمناً".

يحمل الدكتور صبرا وأحد الأشخاص الآخرين جوازات بريطانية، فيما لدى شخص ثالث تأشيرة دخول إلى بريطانيا.

بحسب وزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه "حماس"، قُتل عشرة آلاف شخص على الأقل في غزة في الهجمات الإسرائيلية.

وقتلت "حماس" نحو 1400 إسرائيلي وأخذت 240 رهينة بحسب التقديرات.

وفي هذا السياق، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أنّ غزة تتحول إلى "مقبرة للأطفال".

الأسبوع الماضي، أعيدت معلمة بريطانية أدراجها عند معبر رفح وسط مشاهد من الفوضى للعائلات اليائسة التي تتوسل حرس الحدود السماح لها بالعبور إلى برّ الأمان.

وقال نيل هنريك من منظمة "أنقذوا عائلات غزة" "تزداد الكارثة الإنسانية في غزة سوءاً لكن بدل الإقرار بخطورة الوضع، يبدو أن وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية غافلة عما يجري".

"على المملكة المتحدة أن تبذل كل ما يلزم لإخراج هذه العائلات فوراً، فإرسال أسماء قليلة بصورة غير منتظمة يزيد من الضغوطات النفسية المريعة واليأس الذي تشعر به هذه العائلات".

"إنهم مواطنون بريطانيون ويجب أن يمنحهم ذلك شكلاً من الحماية والدعم من حكومتهم".

وتعليقاً على هذا الموضوع، قال متحدث باسم وزارة الخارجية "نعمل على مدار الساعة لكي نؤمّن إمكانية الخروج من غزة لكافة المواطنين البريطانيين الراغبين بذلك. ويتطلّب ذلك تقديم كافة البيانات الشخصية للمواطنين البريطانيين والأفراد الذين يعيلونهم، والمؤهلين لذلك، إلى السلطات الإسرائيلية والمصرية".

"تراجع السلطات بعد ذلك هذه الحالات وتعطي الإذن بالمرور".

"نحن على اتصال مستمر بالمواطنين البريطانيين في غزة، لنوفّر لهم آخر المعلومات والفرق التابعة للمملكة المتحدة موجودة على الحدود لاستقبال أي شخص مُغادر".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط