ملخص
يسعى الآلاف من سكان ناغورنو قره باغ للفرار من منطقتهم إلى أرمينيا التي أعلنت استقبال أكثر 28 ألفاً منهم، بعد أسبوع تقريباً على الهجوم الخاطف الذي نفذته أذربيجان في هذه المنطقة الانفصالية في القوقاز وغالبية سكانها من الأرمن
تواصل أرمينيا استقبال عشرات آلاف اللاجئين من ناغورنو قره باغ، إذ فرّ نحو نصف سكان هذه المنطقة الانفصالية في القوقاز ذات الغالبية الأرمينية، بعد أسبوع من الهجوم الخاطف الذي نفذته أذربيجان، وأعلنت أرمينيا وصول أكثر من 50 ألف لاجئ من الإقليم إلى أراضيها، عقب العملية العسكرية التي أدت إلى مقتل أكثر من 400 شخص من الطرفين.
وتضيق شوارعها بمئات السيارات في خضم فوضى عارمة، بينما يعجز رجال الشرطة عن توجيه اللاجئين، على رغم إصدارهم أوامر عبر مكبرات الصوت.
انفجار مستودع
من جهة أخرى، قال مكتب أمين المظالم في منطقة ناغورنو قره باغ، أمس الثلاثاء، إن عدد ضحايا انفجار وحريق مستودع الوقود في المنطقة ارتفع إلى 68 قتيلاً، فيما اعتبر 105 آخرون في عداد المفقودين وأُصيب نحو 300.
ووقع الانفجار أثناء فرار آلاف الأرمن من المنطقة بعد أن ألحقت أذربيجان الهزيمة بمقاتلين أرمن في عملية عسكرية خاطفة. ولم تقدم السلطات أي تفسير لسبب الانفجار.
وفي وقت سابق، نقلت وسائل إعلام عن وزير الصحة الأرميني قوله إن قتلى الإنفجار الذي وقع، الإثنين، ارتفع عددهم إلى 125.
وعدلت وسائل إعلام في وقت لاحق بياناتها قائلة إن هذا هو عدد القتلى الذين تم نقلهم إلى أرمينيا بعد سقوطهم في عملية أذربيجان العسكرية في قره باغ الأسبوع الماضي.
وقدم مكتب أمين المظالم، جيجام ستيبانيان، في قره باغ، حصيلته للقتلى وعدد المفقودين في وقت لاحق الثلاثاء. وقال المكتب على وسائل التواصل الاجتماعي إن عدد المصابين وصل إلى 290، نُقل منهم 168 إلى مؤسسات طبية في أرمينيا الثلاثاء.
وأوضح المكتب أن 96 من هؤلاء المصابين نُقلوا بمروحيات من أرمينيا تابعة لقوات حفظ السلام الروسية، و72 بسيارات إسعاف تصحبها اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
حماية المدنيين
ودعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، أذربيجان إلى احترام تعهدها حماية مدنيي ناغورنو قره باغ وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، وذلك في اتصال هاتفي مع الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن بلينكن "شدد على الضرورة الملحة لوضع حد للأعمال العدائية، وضمان الحماية غير المشروطة وحرية التنقل للمدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق إلى ناغورنو قره باغ".
واعتبرت باريس، الثلاثاء، على لسان الناطقة باسم وزارة الخارجية آن-كلير لوجاندر، أن النزوح "الضخم" للأرمن من ناغورنو قره باغ يحدث "على مرأى من روسيا المتواطئة".
وكانت روسيا قد نشرت في عام 2020 قوة لحفظ السلام في المنطقة الانفصالية.
وذكرت لوجاندر بأن باريس ستحمل "أذربيجان كامل المسؤولية عن مصير السكان الأرمن". ودعت باريس إلى "تحرك دبلوماسي دولي" في مواجهة "تخلي روسيا عن أرمينيا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جهته طلب الاتحاد الأوروبي من أذربيجان تفصيل "رؤيتها" في ما يتعلق بمصير الأرمن المقيمين في ناغورنو قره باغ.
وشدد التكتل في بيان على "ضرورة الشفافية وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية الدولية والمسؤولين المكلفين ضمان احترام حقوق الإنسان وتلقي تفاصيل إضافية حول رؤية باكو في ما يتعلق بمصير الأرمن في ناغورنو قره باغ وأذربيجان".
"جرائم حرب"
وقال مصدر حكومي أذربيجاني لوكالة الصحافة الفرنسية، الثلاثاء، إن حرس الحدود الأذربيجاني يبحثون عن أشخاص يشتبه في ارتكابهم "جرائم حرب" وسط اللاجئين الذين يغادرون ناغورنو قره باغ الى أرمينيا.
وقال المصدر، إن "أذربيجان تعتزم العفو عن المقاتلين الأرمن الذين ألقوا أسلحتهم في قره باغ. لكن أولئك الذين ارتكبوا جرائم حرب خلال حروب قره باغ يجب أن يسلموا إلينا"، وذلك في معرض تفسيره لأسباب الطلب من الرجال في سن القتال أن ينظروا إلى كاميرا عند آخر نقطة تفتيش حدودية.
الفرار مشياً على الأقدام
ويتواصل تدفق السيارات التي تقل عائلات وممتلكات إلى آخر نقطة تفتيش أذربيجانية قبل دخول الأراضي الأرمينية عن طريق معبر لاتشين. والبعض يفر مشياً. وقال رجل أثناء مروره أمام الجنود الأذربيجانيين "طردونا".
ويفر هؤلاء المدنيون من ناغورنو قره باغ، رغم الوعد الذي كرره رئيس أذربيجان، الإثنين، بأن حقوق الأرمن في هذا الجيب الذي يحتله جيشه ستكون "مضمونة".
وكان يتحدث إلى جانب نظيره التركي رجب طيب أردوغان الذي يلعب دوراً رئيساً في هذا الجزء من القوقاز، بعد أيام قليلة من "انتصار" الجنود الأذربيجانيين على القوات الانفصالية في ناغورنو قره باغ التي تسكنها غالبية من الأرمن والتي ألحقتها السلطات السوفياتية بأذربيجان في عام 1921.
اجتماع باشينيان علييف
ويستقبل الاتحاد الأوروبي في بروكسل، ممثلين كباراً عن أرمينيا وأذربيجان وهما جمهوريتان سوفياتيتان سابقتان تواجهتا عسكرياً في ناغورنو قره باغ في الفترة الممتدة من عام 1988 إلى عام 1994 (30 ألف قتيل) وفي خريف العام 2020 (6500 قتيل).
وسيترأس سيمون موردو المستشار الدبلوماسي الرئيسي لرئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، هذا الاجتماع في بروكسل. وستتمثل أذربيجان وأرمينيا، وكذلك فرنسا وألمانيا، بمستشاريها للأمن القومي. كذلك يشارك الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لجنوب القوقاز، الدبلوماسي الإستوني تويفو كلار.
من جهتهما، سيجتمع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف في الخامس من أكتوبر (تشرين الأول) في غرناطة في إسبانيا، بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، وهو اجتماع مخطط له منذ فترة طويلة ولم يتم إلغاؤه.