ملخص
تزدهر صناعة السلاح الإسرائيلية بعد حرب غزة مع تزايد الطلب الأوروبي على أنظمة دفاعية جرى اختبارها ميدانياً، مدفوعة بمخاوف من التهديد الروسي وتراجع الثقة في الشريك الأميركي، ما يفتح أمام إسرائيل أكبر توسع في سوق السلاح العالمية رغم الانتقادات والقيود السياسية.
تستغل إسرائيل الحرب في غزة لتسويق جيل جديد من تقنياتها العسكرية، فيما تصطف وفود من الولايات المتحدة وأوروبا لاكتشاف ما تعتبره إسرائيل ثمرة اختبارات ميدانية قاسية. برزت المؤشرات الواضحة على الطلب الغربي هذا الأسبوع خلال مؤتمر دفاعي في تل أبيب رعته وزارة الدفاع الإسرائيلية، وحضره ممثلون من ألمانيا والنرويج والمملكة المتحدة ودول أخرى.
وبحسب تقرير في "وول ستريت جورنال"، فإن المؤتمر شهد عرض أحدث نماذج أسلحتها التي استُخدمت في غزة ولبنان وإيران، بما في ذلك مقاطع مصورة لضربات لطائرات هجومية مسيرة داخل المباني في القطاع. ورغم الانتقادات الواسعة للعمليات العسكرية الإسرائيلية، فإن الحضور الأوروبي كان أكبر بكثير من العام الماضي، في دلالة على أن جاذبية التكنولوجيا والرغبة في اقتنائها تتفوق على الخلافات السياسية.
ويتزامن تزايد الاهتمام الأوروبي بالتقنيات العسكرية الإسرائيلية مع قناعة متنامية بأن القارة أمام سباق تسلح جديد. إذ دفعت المخاوف من اتساع الاعتداءات الروسية، ومن تراجع موثوقية الشريك الأميركي داخل حلف الناتو، العواصم الأوروبية إلى البحث بسرعة عن مزودين قادرين على تقديم حلول جاهزة ومجربة.
وبحسب التقرير، قال خبراء شاركوا في المؤتمر إن الدول الأوروبية تشعر بأن الوقت ينفد، خصوصاً مع تزايد الاستفزازات الروسية والمتمثلة في حرب هجينة تشنها على دول في حلف الناتو.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى الرغم من فرض عدد من الدول الأوروبية قيوداً على صادرات وواردات السلاح مع إسرائيل خلال الحرب، فإن هذه الإجراءات لم توقف الاندفاعة الغربية لحضور المعرض الإسرائيلي.
بريطانيا التي منعت في سبتمبر (أيلول) وفداً إسرائيلياً من حضور معرضٍ للسلاح، أرسلت، رغم ذلك، ممثلين دبلوماسيين إلى مؤتمر تل أبيب. أما ألمانيا، التي علقت شحنات عسكرية إلى إسرائيل في الصيف الماضي، فقد عادت ورفعت القيود بعد وقف إطلاق النار الأخير، وأرسلت أحد أكبر الوفود المشاركة.
إلى جانب الحضور الدبلوماسي والسياسي، تستحوذ الصفقات الكبرى على اهتمام واسع. فقد دخل نظام الدفاع الجوي "آرو 3" Arrow 3، الذي اشترته ألمانيا مقابل نحو 4 مليارات دولار، الخدمة التشغيلية الكاملة هذا الأسبوع، ليصبح أول انتشار للنظام خارج إسرائيل والولايات المتحدة. وتمثل هذه الصفقة أكبر عقد سلاح في تاريخ إسرائيل. وتقول وزارة الدفاع الإسرائيلية إن صادراتها العسكرية سجلت رقماً قياسياً عام 2024 بلغ 14.8 مليار دولار، وكانت أوروبا المستورد الأكبر بنسبة 54 في المئة.
كما أعلنت شركة "إلبيت" Elbit العسكرية الإسرائيلية، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عن فوزها بعقد بقيمة 2.3 مليار دولار مع عميل دولي. لم تكشف الشركة عن هوية العميل أو المنتج. وفي يوليو (تموز) الماضي، أعلنت رومانيا عن صفقة تتجاوز قيمتها ملياري دولار لشراء نظام دفاع جوي من شركة "رفائيل" Rafael الإسرائيلية.
ويرى مستثمرون حضروا المؤتمر أن إسرائيل، رغم الضغوط السياسية والاتهامات الدولية، تدخل مرحلة توسع في سوق السلاح العالمية، مستفيدة من أزمة الثقة بين ضفتي الأطلسي ومن التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في أوروبا.