ملخص
دخل آلاف اللاجئين من ناغورنو قره باغ إلى أرمينيا على رغم الوعد الذي كرره رئيس أذربيجان إلهام علييف بأن حقوق الأرمن الذين سيبقون في هذا الجيب الذي سيطر عليه الجيش الأذربيجاني الأسبوع الماضي ستكون "مضمونة"
قالت السلطات الأرمينية في إقليم ناغورنو قره باغ في أذربيجان إن ما لا يقل عن 20 شخصاً قتلوا في انفجار وقع بمستودع للوقود، أمس الإثنين، وأضافت السلطات أن 290 شخصاً نقلوا إلى المستشفيات، وأن العشرات منهم "لا يزالون في حالة حرجة".
ومساء الإثنين، أفادت السلطات الانفصالية بسقوط "قتلى وجرحى" في انفجار مستودع للوقود في منطقة ناغورنو قره باغ، لتعلن لاحقاً أن عدد المصابين تخطى الـ200.
وأشار أمين المظالم لشؤون حقوق الإنسان في المنطقة غيغام ستيبانيان على شبكات التواصل الاجتماعي إلى أن "الوضع الصحي لغالبية المصابين خطر أو شديد الخطورة"، مطالباً بالسماح بهبوط مروحيات الإسعاف. وأشار إلى أن "القدرات الطبية في (ناغورنو قره باغ) غير كافية".
وصول 13350 لاجئاً
وأفادت أرمينيا بأن 13350 لاجئاً وصلوا من إقليم ناغورنو قره باغ، وقالت الحكومة الأرمينية في بيان "حتى الساعة الثامنة صباحاً في 26 سبتمبر (أيلول) دخل 13350 شخصاً نزحوا قسراً من ناغورنو قره باغ" مؤكدة أنها توفر المسكن لهم.
ودخل آلاف اللاجئين من ناغورنو قره باغ إلى أرمينيا، أمس الإثنين، على رغم الوعد الذي كرره رئيس أذربيجان إلهام علييف بأن حقوق الأرمن الذين سيبقون في هذا الجيب الذي سيطر عليه الجيش الأذربيجاني، الأسبوع الماضي، ستكون "مضمونة".
"ضمان" حقوق الأرمن
من جهته، أكد علييف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في ناخيتشيفان، الجيب الواقع بين أرمينيا وإيران، والذي أُلحق بأذربيجان في عام 1923 من دون أن يكون متصلاً جغرافياً بها، أن "سكان ناغورنو قره باغ، بغض النظر عن انتمائهم الإثني، هم مواطنون أذربيجانيون. وستضمن الدولة الأذربيجانية حقوقهم".
أما أردوغان فقال "نأمل في أن تمسك أرمينيا بيد السلام الممدودة إليها".
وتحمل زيارة رئيس الدولة التركية، الذي يلعب دوراً رئيساً في هذا الجزء من القوقاز، قيمة رمزية قوية بعد أيام قليلة من الانتصار الخاطف الذي حققه الجنود الأذربيجانيون على الانفصاليين الأرمن في ناغورنو قره باغ، المنطقة التي تقطنها غالبية أرمنية وضمت إلى أذربيجان في عام 1921 من قبل السلطات السوفياتية.
إللقاء اللوم على موسكو
وفيما يواجه تظاهرات مناهضة منذ الثلاثاء، ألقى رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان باللوم وإن ضمناً على روسيا لعدم دعمها أرمينيا بعد انتصار الجيش الأذربيجاني على الانفصاليين الأرمن في ناغورنو قره باغ.
والإثنين، رفض الكرملين على لسان الناطق باسمه دميتري بيسكوف تصريحات باشينيان، قائلاً "نحن نرفض بشكل قاطع كل المحاولات لتحميل المسؤولية للجانب الروسي وقوات حفظ السلام الروسية (في ناغورنو قره باغ) التي تتصرف ببسالة"، رافضاً أية "مآخذ" عليها أو اتهامها بالتقصير.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بدورها، ذهبت وزارة الخارجية الروسية إلى حد اتهام أرمينيا، "الرهينة لألعاب الغرب الجيوسياسية"، بالسعي إلى "تدمير" العلاقات الثنائية، منددة بـ"خطأ كبير".
في المقابل، اعتبرت الولايات المتحدة أن أحداث الأيام الأخيرة تثبت أن "روسيا ليست شريكاً يعتمد عليه في المسائل الأمنية".
وأعرب الناطق باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في تصريح للصحافيين عن تخوف أميركي كبير على مصير سكان قره باغ الأرمن.
وأشار ميلر إلى محادثات جارية من أجل إرسال "بعثة دولية توفر الشفافية والتطمينات والثقة لسكان" المنطقة.
ومن المقرر أن يستقبل الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء في بروكسل، ممثلين كباراً عن أرمينيا وأذربيجان، الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين اللتين اشتبكتا عسكرياً في ناغورنو قره باغ في الفترة الممتدة من عام 1988 إلى عام 1994 (30 ألف قتيل) وفي خريف عام 2020 (6500 قتيل).
الوضع الإنساني
ميدانياً، استمر أمس الإثنين تدفق اللاجئين من ناغورنو قره باغ إلى الأراضي الأرمينية، مع الإبلاغ عن اختناقات مرورية ضخمة على الطريق الوحيد الذي يربط "عاصمة" الإقليم ستيباناكيرت بأرمينيا.
وقالت الحكومة الأرمينية في حصيلة محدثة، إنه في المجموع دخل 6650 "نازحاً قسرياً" إلى أرمينيا من ناغورنو قره باغ.
وفي مدينة غوريس، يعج المركز الإنساني الذي أقيم في مبنى مسرح البلدية باللاجئين منذ مساء الأحد، بحسب ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
وطيلة الليل، تدفق لاجئون ليسجلوا أسماءهم وللعثور على مسكن أو وسيلة نقل باتجاه مناطق أخرى في أرمينيا.
وأعلنت سلطات ناغورنو قره باغ الأحد أن المدنيين الذين شردتهم أعمال العنف الأخيرة سينقلون إلى أرمينيا بمساعدة جنود حفظ سلام روس ينتشرون في المكان منذ الحرب السابقة بين الطرفين في عام 2020.
وتعهدت أذربيجان السماح للمتمردين الذين يستسلمون الانتقال إلى أرمينيا. ويخشى كثيرون أن يفر السكان المحليون بأعداد كبيرة فيما تعزز القوات الأذربيجانية سيطرتها.
وإضافة إلى القلق المهيمن على سكان ناغورنو قره باغ البالغ عددهم نحو 120 ألفاً، يبقى الوضع الإنساني صعباً أيضاً.
وعلى الجانب الأذربيجاني، في المناطق القريبة من ناغورنو قره باغ مثل ترتر وبيلاغان، يرغب عديد ممن اضطروا إلى مغادرة هذه المنطقة في الماضي في الإقامة هناك مرة أخرى.