ملخص
خلال الفترة الماضية سكنت نحو 4 آلاف عائلة في شقق سكنية وتم نقل قرابة ألفي عائلة إلى منازل مصنوعة من الكرفانات بريف إدلب
تمكنت ستة آلاف عائلة في ريف إدلب خلال الأسابيع الماضية من الانتقال للسكن في منازل بعدما قضت أشهراً في الخيام جراء الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غربي سوريا في السادس من فبراير (شباط) الماضي.
وبحسب وزارة التنمية والشؤون الإنسانية في حكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام، ووفق آخر إحصائية لعدد السكان النازحين، فإن نحو أربعة آلاف عائلة أسكنوا في شقق مجهزة ونحو ألفي أخرى نقلت إلى كرفانات، في حين بلغ عدد العائلات التي تضررت جراء الزلزال 64 ألف عائلة تتوزع على المناطق التالية: سلقين - حارم - أرمناز - كفر تخاريم - إدلب - سرمدا - الدانا - أطمة - الأتارب – جنديرس.
وتعتبر أزمة السكن في مناطق ريف إدلب ظاهرة مستمرة منذ سنوات بفعل الأزمة السورية، إذ كانت المنطقة وجهة لترحيل عائلات مناطق النزاع التي شملتها المصالحات بين فصائل سورية معارضة والنظام السوري إضافة إلى نازحين من مناطق سورية أخرى، حيث يسكن المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية بما فيها منطقة إدلب التي تديرها "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، أكثر من ستة ملايين شخص، يشكل النازحون وسكان المخيمات ما يربو من 49 في المئة، بحسب فريق "منسقو استجابة سوريا" في آخر إحصائية له عن سكان هذه المناطق صدرت في يوليو (تموز) الحالي.
السكن البديل
وبحسب مسؤول المديرية العامة للشؤون الإنسانية خالد العمر، فإن أبرز الحاجات لهذه العائلات هي إعادة الإعمار وتأمين مساكن بديلة للمنازل المتضررة التي كانت تسكنها قبل حدوث الزلزال، إضافة لتأمين الغذاء والدواء والتعليم، "أما بالنسبة إلى المساعدات التي دخلت المناطق المحررة دعماً لمتضرري الزلزال، فهي لا تلبي حاجة القاطنين ولا تسد الفجوة التي أحدثتها الكارثة التي أصابت المنطقة".
ويضيف عمر أن وزارة التنمية والشؤون الإنسانية قامت بتقديم المستطاع من الخدمات والمساعدات وبناء مراكز الإيواء وتوجيه الدعم وتنظيمه للوصول الإمدادات لمستحقيها، "إلا أن قلة المساعدات الواردة تحول دون تقديم الحد الأدنى من الخدمات والمساعدات المطلوبة بسبب الاحتياج الضخم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعملت حكومة الإنقاذ قبل حدوث الزلزال مع "شركائها في العمل الإنساني"، على بناء منازل مصنوعة من الكرفانات وأخرى من الطوب والأسمنت في المنطقة الخاضعة لسيطرتها، وتسكين العائلات في مساكن بديلة "تحفظ خصوصيتهم، فالخيمة لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء"، بحسب مدير المديرية العامة للشؤون الإنسانية، مضيفاً أنه بعد أزمة الزلزال نقلت وزارة التنمية والشؤون الإنسانية مئات العائلات المتضررة جراء الزلزال إلى هذه المساكن، ويبلغ عددهم أكثر من ستة آلاف عائلة، إضافة لبدء عديد من المشاريع السكنية في كفر جالس للمتضررين جراء الزلزال.
منازل صغيرة
ويشير العمر إلى أن مواصفات المنازل في الكتل السكنية "جيدة نوعاً ما"، وتم إضافة مواصفات جديدة من المساحة حتى السيراميك والعزل والدهان، وهي تختلف من مشروع لآخر فمنها مساكن تتألف من طابقين في كل طابق أربع شقق وفي كل شقة غرفتان ومطبخ وحمام.
أما بالنسبة لكتل الطابق الواحد فأيضاً في كل كتلة شقة أو شقتان تتلف كل واحدة من غرفتين ومطبخ وحمام ويتراوح مساحة كل كتلة من 50 متراً إلى 70 متراً بشكل تقريبي.
مشاريع سكنية
إلى جانب ذلك تستمر عملية بناء الكتل السكنية في مناطق مختلفة بريف إدلب، لنقل العائلات من مراكز الإيواء إلى كتل سكنية وأهمها في مشاريع حارم وأرمناز والكمونة وإدلب وبابسقا وكفر جالس وكفر كرمين.
ويقول المسؤول في حكومة الإنقاذ، إنهم لا يواجهون مشكلات قانونية محلية لبناء كتل سكنية، إلا أن أبرز العوائق التي تحد من تقدم هذه العملية هي تلك المتعلقة بالقوانين الدولية والمشاريع المنفذة، منوهاً بتسهيل وزارة التنمية والشؤون الإنسانية عمل جميع المنظمات بما يخص مشاريع بناء الكتل السكنية وخصوصاً لمتضرري الزلزال.
أما بالنسبة إلى المشاريع القائمة فهي بجهود منظمات وجمعيات محلية وهذه المشاريع تعد مساكن بديلة للخيام، ولا يمكن اعتبارها إعادة إعمار لمتضرري الزلزال، بحسب المسؤول في حكومة الإنقاذ السورية المعارضة.