Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"أيام قرطاج" يبحث الهوية السينمائية العربية

يولي المهرجان اهتماماً كبيراً بـسينما الجنوب في دورته الـ 36 وزياد الرحباني يؤكد حضوره بأربعة أفلام

زياد الحباني ممثلاً في فيلم "نهلة" للمخرج فاروق بلوفة (ملف الفيلم)

ملخص

تقدم الدورة أفلاماً بارزة من العقود الأخيرة، مع تنظيم مائدة مستديرة تجمع صناع السينما والنقاد والجمهور لإعادة صوغ مفهوم "الهوية السينمائية العربية" في ظل التحولات الرقمية العالمية. ويولي المهرجان اهتماماً كبيراً بـسينما الجنوب، أي الأعمال المقبلة من الدول العربية والأفريقية التي غالباً ما تهمش في الخطاب السينمائي العالمي، ليكون المهرجان منصة لاحتضان هذه التجارب وتقديمها إلى الجمهور المحلي والعالمي.

انطلقت أمس أيام قرطاج السينمائية في دورتها الـ36، وتستمر حتى الـ20 من ديسمبر  (كانون الأول) الجاري. بعد أكثر من نصف قرن على تأسيسها عام 1966. منذ البداية، كانت "الأيام" منصة لتقديم سينما المؤلف والسينما العربية والأفريقية، واستمرت في هذا الدور حتى اليوم، محافظة على ثوابت المؤسسين، مع فتح آفاق جديدة لاستكشاف تجارب السينما العالمية المستمدة من الجنوب.

يؤكد مدير الدورة محمد طارق بن شعبان لـ"اندبندنت عربية" أن المهرجان يسعى إلى دعم الأعمال التي تحمل رؤية شخصية للمخرج وتعالج القضايا الإنسانية والاجتماعية والثقافية بجرأة وصدق، مشيراً إلى أن الهدف من البرمجة هو إعادة الربط بين الجمهور العربي والمشهد السينمائي العالمي، فتصبح تجربة المشاهدة أكثر وعياً وعمقاً، لا مجرد تسلية بصرية.

وفي سياق البحث عن الهوية السينمائية العربية الجديدة، تقدم الدورة أفلاماً بارزة من العقود الأخيرة، مع تنظيم مائدة مستديرة تجمع صناع السينما والنقاد والجمهور لإعادة صوغ مفهوم "الهوية السينمائية العربية" في ظل التحولات الرقمية العالمية. ويولي المهرجان اهتماماً كبيراً بـسينما الجنوب، أي الأعمال المقبلة من الدول العربية والأفريقية التي غالباً ما تهمش في الخطاب السينمائي العالمي، ليكون المهرجان منصة لاحتضان هذه التجارب وتقديمها إلى الجمهور المحلي والعالمي.

فلسطين في قلب الدورة 

تتصدر القضية الفلسطينية معالم الدورة وقد افتتح المهرجان بفيلم "فلسطين 36"، إضافة إلى أفلام متعددة أبرزها وثائقيات "من المسافة صفر" للمخرج رشيد مشهراوي الجزء الثاني من مشروع يوثق الانتهاكات خلال الحرب الأخيرة في غزة، وهذا التركيز ليس مجرد قرار برمجي بل إنه اختيار سياسي وثقافي يضع السينما كأداة للذاكرة والمقاومة ويعيد للجمهور العربي تجربة مشاهدة أفلام تعبر عن صمود الشعوب تحت الاحتلال والتحديات اليومية.

في المقابل يولي المهرجان اهتماماً واسعاً بقسم "سينما تحت المجهر" لاستكشاف التجارب السينمائية الأقل حضوراً في الخطاب العام مثل السينما الأرمينية والفيليبينية، فضلاً عن عروض من إسبانيا وأميركا اللاتينية. ومن بين الأعمال المميزة الفيلم البوليفي "دماء كوندور" (Yawar Mallku) للمخرج خورخي سانجينيس وأفلام أرمينية تسلط الضوء على خصوصية التجربة الثقافية والأبعاد البصرية المبتكرة لمخرجيها.

بهذا الدمج تقدم الدورة تجربة متوازنة بين السينما كمرآة للواقع وصوت للمقاومة وبين الاستكشاف الفني للتجارب السينمائية العالمية الأقل شهرة، مما يعكس تنوع المهرجان وغناه الثقافي والفني.

زياد الرحباني والتكريمات

تتضمن الدورة عرض مجموعة من الأفلام التي شارك فيها زياد الرحباني، الفنان الاستثنائي الذي حملت موسيقاه نبض بيروت ووجعها، ومن بينها "طيارة من ورق" لرندة الشهال، "نهلة" لفاروق بلوفة، "عائد إلى حيفا" لقاسم حول، و"زياد الرحباني… من بعد هالعمر" لجاد غصن. ويشارك الرحباني في هذه الأعمال بالتمثيل أو بتأليف الموسيقى التصويرية، مما يتيح للجمهور متابعة إرثه الفني والاحتفاء بموهبته متعددة الأبعاد.

ويأتي عرض أعمال الرحباني ضمن إطار تكريم شامل للسينما العربية والأفريقية يشمل رموزاً بارزة مثل سليمان سيسيه وبولين فييرا ومحمد الأخضر حمينة، إضافة إلى شخصيات تونسية بارزة مثل الفاضل الجزيري ومحمود بن محمود وعبدالعزيز بن ملوكة الحاصل على التانيت الشرفي، فضلاً عن تكريم كلوديا كردينالي، ووليد شميط أحد رواد النقد السينمائي في لبنان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتهدف هذه التكريمات إلى إعادة الربط بين الأجيال القديمة والجديدة ومنح الشباب فرصة الاطلاع على التجارب السابقة والاحتفاء بالذاكرة السينمائية.

برمجة شاملة ولجان تحكيم متنوعة

تسجل الدورة الـ36 مشاركة 165 فيلماً من 23 دولة تعرض في 14 صالة، بينها 96 فيلماً روائياً و69 قصيراً مع حضور تونسي بارز في 46 فيلماً، من بينها 23 فيلماً طويلاً و23 قصيراً، مما يعكس قوة الإنتاج المحلي وتنوع التجارب السينمائية التونسية.

وتضم لجان التحكيم أسماء مؤثرة في المشهد السينمائي العربي والأفريقي والدولي، فتتشكل لجنة الأفلام الروائية الطويلة من نجوى نجار وجون ميشال فرودون ولطفي عاشور ولطفي بوشوشي وكانتاراما غاهيغيري.

بينما تضم لجنة الأفلام الوثائقية الطويلة رجاء عماري وإليان الراهب ولورا نيكولوف ونادية الكعبي لينكي والحسن دياغو. وتترأس لجنة الأفلام القصيرة وقرطاج للسينما الواعدة حكمت البيضاني وتضم باسيرو نيانغ وسارة سليمان وإلياس خلاط ونادية الرايس.

أما مسابقة "العمل الأول – جائزة الطاهر شريعة" فتتضمن مريم ناعوم وسلام زامباليغري وإبراهيم لطيف. وتؤكد هذه التشكيلة التنوع والخبرة والاحترافية في التحكيم بما يضمن مستوى فنياً عالياً للمهرجان.

وتجسد الدورة 36 لأيام قرطاج السينمائية روح السينما كحقل للتجربة الإنسانية، إذ يلتقي الماضي بالحاضر وتلتقي الذاكرة بالإبداع المعاصر، من فلسطين إلى بيروت، ومن تونس إلى بقية دول الجنوب العربي والأفريقي. والدورة تؤكد أن السينما ليست مجرد صورة على الشاشة، بل منصة للحرية والتعبير والمقاومة الثقافية، ومساحة للاحتفاء بالأصوات الشابة وتكريم رموز السينما العربية والأفريقية.

اقرأ المزيد

المزيد من سينما