Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عرض بايدن الاقتصادي: حملة تشبه حملات ريغان ولكن مع دحض سياساته

بايدن يريد أن يكون رونالد ريغان الديمقراطي إلا أن المهمة الصعبة هي إقناع الناخبين بأن سياساته مجدية والمهمة الأصعب هي تنفيذها

أعلن الرئيس جو بايدن ترشحه لولاية ثانية وكان من الواضح أنه يحاول جعل حملته نسخة من  حملة رونالد ريغان (غيتي)

ملخص

جو بايدن يحاول استعارة من رونالد ريغان كل ما ساعده للفوز في الانتخابات.

ذات مرة، قال الراحل ليندون جونسون، آخر رئيس كان حقاً من رجالات مجلس الشيوخ، إن إلقاء خطاب "يشبه إلى حد كبير تبول المرء على ساقه. يبدو الأمر ساخناً لمن يلقي الخطاب، لكن لا يشعر به أحد غيره". ومع ذلك، يصوت الناخبون دائماً تقريباً بناء على الخطط الاقتصادية المطروحة، ونتيجة لذلك، يكون الاستماع إلى ما يخطط السياسيون للقيام به في شأن الاقتصاد أمراً يستحق العناء في نهاية المطاف.

منذ أن أعلن الرئيس جو بايدن ترشحه لولاية ثانية، كان من الواضح أنه يحاول جعل حملته لعام 2024 نسخة من توقيع الحزب الديمقراطي لحملة رونالد ريغان "الصباح في أميركا" عام 1984. وواجه كلا الرجلين أسئلة حول سنهما المتقدمة. فقد خلط السيد بايدن بين أوكرانيا والعراق مرتين يوم الخميس المنصرم، في حين تساءل كثر خلال حملة عام 1984 عما إذا كان السيد ريغان قد بدأ يعاني من عوارض مرض ألزهايمر المبكرة الذي قتله في نهاية المطاف.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كذلك واجها تضخماً تاريخياً – في الواقع أشارت العديد من العناوين الرئيسية التي تظهر زيادات في التضخم العام الماضي إلى أنه كان الأعلى منذ الثمانينيات – لكن بحلول الوقت الذي بدأ فيه السيد ريغان حملته التاريخية، بدأ الاقتصاد في التحسن. أما في حين واجه السيد ريغان الوحش ذي الرأسين المتمثل في معدل البطالة المرتفع ومعدل التضخم المتزايد، حاول هذا الأخير طمأنة الناخبين إلى أنه يبذل كل ما في وسعه لخفض الأسعار وأن أسوأ ما في الجائحة بات وراء البلاد.

بالإضافة، قال هذا الأسبوع: "التضخم اليوم أقل من نصف ما كان عليه قبل سنة". لا يزال ارتفاع الأسعار في مقدم ذهن العديد من الناخبين إذ أظهر "مركز بيو للبحوث" أن 65 في المئة من الناخبين يرون أنه "مشكلة كبيرة جداً" حتى مع مواصلة معدل التضخم الانخفاض وبقاء معدل البطالة منخفضاً نسبياً.

نتيجة لذلك، حاول السيد بايدن أن يقول إنه يبذل أيضاً جهوداً لخفض الأسعار من خلال قانون خفض معدل التضخم، ولا سيما من خلال السماح لـ"ميديكير" بالتفاوض على أسعار العقاقير. ووجد استطلاع "بيو" نفسه أن 64 في المئة من الناخبين حددوا القدرة على تحمل تكاليف الرعاية الصحية باعتبارها "مشكلة كبيرة جداً".

وعلى رغم استعارة السيد بايدن من الترنيمة نفسها مثلما فعل السيد ريغان، هو يستخدم أيضاً الخطاب المشرق لسلفه المعروف باسم "الخطيب العظيم" لدحض اقتصاديات جانب العرض التي تبناها السيد ريغان، ولا سيما الفكرة القائلة بأن تقديم تخفيضات ضريبية إلى الأثرياء تفيد الطبقة الوسطى.

قال السيد بايدن: "لقد سئمت من انتظار أثر محاباة الأغنياء. هو لا يأتي بسرعة كبيرة. لم يصل كثير من أثر محاباة الأغنياء إلى طاولة المطبخ الخاصة بوالدي أثناء نشأتي".

يحاول السيد بايدن أيضاً أن يستعير من قواعد اللعب الخاصة بالسيد ريغان من خلال تلقي إهانة وتحويلها إلى شارة شرف. عندما ترشح السيد ريغان إلى الرئاسة، سخر جورج بوش الأب من إيمانه بإلغاء القيود التنظيمية وخفض الضرائب باعتباره ضرباً من "الاقتصاديات غير الواقعية". وفاز السيد ريغان في النهاية بالحجة داخل الحزب الجمهوري، وارتدى السيد بوش عباءة الاقتصاديات الريغانية، وتعهد في شكل شهير عام 1988 بالقول "لا ضرائب جديدة" (وهو تعهد نص على نهاية رئاسته عندما رفع الضرائب).

وعلى المنوال نفسه، يحاول السيد بايدن أن يتلقى إهانة "وول ستريت جورنال" المملوكة لروبرت مردوخ للاقتصاديات البايدنية ويحولها إلى مجاملة من خلال الترويج لمدى جودة أداء سوق العمل.

قال: "تسعدني تسمية الأمر 'الاقتصاديات البايدنية'. ولا تُفاجَأوا. إن الاقتصاديات البايدنية تنجح".

بالطبع، ليس على السيد بايدن أن يقرر ما إذا كانت الاقتصاديات البايدنية تنجح في الواقع. سيحدد الناخبون في نهاية المطاف ما إذا كانوا يعتقدون بأنهم، في استعارة لعبارة أخرى من "ذا غيبر" [السيد ريغان، كما كان يُلقَّب]، أفضل حالاً في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 مما كانوا عليه قبل أربع سنوات.

بالنسبة إلى الديمقراطيين، وليس فقط السيد بايدن، تتمثل المشكلة في أن الناس لم يربطوا السياسات التي نفذها السيد بايدن بالانتعاش الاقتصادي. على وجه التحديد، هاجم هو والديمقراطيون الجمهوريين الذين صوتوا ضد تشريعهم بينما كانوا يروجون له في دوائرهم الانتخابية، وسموا تحديداً عضو مجلس الشيوخ عن ألاباما تومي توبرفيل لإشادته بتوسيع شبكة النطاق العريض الريفية على رغم تصويته ضده.

وفي الوقت نفسه، حاول السيد بايدن إعادة الاقتصاديات البايدنية إلى الهدف المركزي الذي يحدده منذ توليه منصبه: رغبته في توحيد البلاد.

قال: "هي ستساعد – أعتقد بأنها ستساعد في تقليل الانقسام في هذا البلد من خلال إعادة توحيدنا. هي تجعل من الصعب للغاية التعامل بديماغوجية مع شيء ما عندما ينجح، على رغم أنهم [الجمهوريون] يفعلون ذلك طوال الوقت".

بدا أن السيد بايدن عازم على الإشارة إلى كيف أن الاقتصاديات البايدنية ستفيد الولايات الجمهورية، وهذا قد يُظهِر أيضاً أنه حتى لو فاز بطريقة ما بولاية ثانية واحتفظ بكل ولاية فاز بها عام 2020 وبقي كل مقعد في مجلس الشيوخ جرى التنازع عليه ذلك العام في أيدي الديمقراطيين، لا يزال يخاطر بخسارة ما يصل إلى ثلاثة مقاعد في مجلس الشيوخ، بما في ذلك مقاعد تعود إلى مونتانا وأوهايو ووست فرجينيا، ما يعني أنه سيضطر إلى العمل مع أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ يمثلون تلك الولايات.

على وجه التحديد، ركز على كيفية استفادة وست فرجينيا من حسابات التقاعد الفردية. لكن ذلك ربما كان يعني أيضاً تهدئة محازبه، عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي المحافظ جو مانشين الذي يمثل الولاية وانتقد بشدة تطبيق السيد بايدن للقانون الذي كتبه بنفسه. وهذا تذكير بأن السيد بايدن، حتى لو فاز بطريقة أو بأخرى بغالبية في مجلس الشيوخ مع استمرار توليه البيت الأبيض، سيظل عليه التعامل مع تجمع ديمقراطي نحيل ومشاكس.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل