Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نتنياهو أعلن زيارته الصين فهل يلعب بالنار مع بايدن؟

رئيس الوزراء الإسرائيلي يواجه انتقادات عنيفة و"يديعوت أحرونوت" تصف الإعلان بـ"إصبع في عين أميركا" وتحذيرات من غضب واشنطن

تسميات عدة أطلقها سياسيون وخبراء إسرائيليون على إعلان زيارة الصين ومن بينها "بالون الصين" و"الخدعة الجديدة للحكومة" (أ ف ب)

ملخص

حذر أعضاء حزب الليكود من الزيارة وعبروا عن مخاوفهم من أن تؤدي إلى أزمة في العلاقة بين تل أبيب وواشنطن

لا يختلف اثنان في إسرائيل على أن إعلان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو زيارته إلى الصين جاء كوسيلة ضغط على الإدارة الأميركية لدعوته إلى لقاء الرئيس جو بايدن، بعد نحو سبعة أشهر من توليه رئاسة الحكومة والرفض الأميركي المستمر لهذه الزيارة، رداً على سياسة الحكومة اليمينية المتطرفة والمتمثلة في الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموطرتش، وعدم تجاوب الحكومة للمطلب الأميركي بالتراجع عن خطة "الإصلاح القضائي"، كما سبق وأعلن الرئيس بايدن خلال أكثر من مناسبة.

تسميات عدة أطلقها سياسيون وخبراء إسرائيليون على إعلان زيارة الصين ومن بينها "بالون الصين" و"الخدعة الجديدة للحكومة" و"بالون اختبار" وغيرها، حتى إن هناك من شكك في تلقي نتنياهو الرد الرسمي لقبوله في الصين، وإذا ما كانت مثل هذه الزيارة ستتم قبل نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل، إذ سيغادر نتنياهو كالمعتاد إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، إضافة إلى امتناع مكتب رئيس الحكومة عن تحديد موعدها.

ويرى الخبير في شؤون العلاقات الدولية أرئيل كوهين أنه من الصعب التصديق بأن زيارة نتنياهو إلى الصين ستكون قبل الاجتماع المنعقد في الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام، قائلاً "المؤكد أن الزيارة لن تتم خلال الشهرين المقبلين، إذ يعقد مطلع فصل الشتاء مؤتمر تكنولوجي مشترك بين البلدين وربما يشارك نتنياهو فيه".

تجنيد الكونغرس

ويبذل رئيس الحكومة الإسرائيلية جهوداً كبيرة لضمان دعم الكونغرس الأميركي لخطواته، فبعد ساعات قليلة من إعلانه زيارة الصين أبلغ نتنياهو وفداً من الكونغرس كان في استقباله عن الزيارة، مشدداً أمامهم على أن "التعاون الأمني والاستخباراتي بين الولايات المتحدة وإسرائيل في أعلى مستوياته على الإطلاق، وستبقى واشنطن دائماً حليفاً حيوياً لا يمكن الاستغناء عنه".

وبحسب أرئيل كوهين، فعلى مدى الأشهر السبعة الماضية من تولي نتنياهو رئاسة الحكومة كان بايدن يقوي منافسيه السياسيين في إسرائيل مقابل محاولة تقسيم ائتلافه خصوصاً مع بن غفير وسموطرتش، وقال إن "نتنياهو رأى أنه حان الوقت لاستعراض بعض العضلات أو إطلاق بالون اختبار صيني يمكن أن يتناسب بشكل جيد مع تصرفاته في الكنيست بكل ما يتعلق بخطة الإصلاح القضائي وتنفيذها، وربما يكون المعنى المقصود من الزيارة أمسك بي قبل أن أنتقل إلى الصينيين".

ويضيف كوهين، "بعبارة أكثر بساطة إذا أراد بايدن التباهي أمام مواطنيه بالحصول على موافقة إسرائيلية لتزويد الأوكرانيين بالقبة الحديدية، وإذا كان لا يريد ضربة رمزية أخرى للوضع الإقليمي للولايات المتحدة، فعليه استدعاء رئيس الحكومة الإسرائيلية إلى اجتماع".

إلى ذلك، يعتقد مراقبون أن توثيق علاقة الصين بإسرائيل تعود لمصلحة بكين، إذ إن لديها عدداً من المصالح في الشرق الأوسط، وتريد أن تكون المنطقة رافعة للمساهمة في إعادة تشكيل النظام العالمي، وفي سعيها إلى ذلك يهمها تقويض صورة الولايات المتحدة كقوة عظمى مع تسليط الضوء على الإخفاقات الأميركية في العراق واليمن وأفغانستان وسوريا، وإثبات أن لديها قدرة أفضل على الوصول إلى الدبلوماسية والأمن والتنمية.

ويعتقد سياسيون إسرائيليون أن تعزيز الصين علاقتها مع السلطة الفلسطينية واستضافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في زيارة رسمية يشكل دافعاً لدى نتنياهو للوصول إلى هناك، بخاصة أن الصين قدمت لعباس خطة جديدة للسلام، وفق ما نقل موقع "زمان يسرائيل" الإخباري عن مصادر رفيعة المستوى.

لعب بالنار

الانتقادات والتعليقات الواسعة التي شهدتها إسرائيل على إعلان نتنياهو زيارته إلى الصين من دون تحديد الموعد أو حتى الهدف منها وصلت أيضاً إلى أعضاء حزبه الليكود، ونقلت قناة "كان" صباح اليوم أن هناك معارضة داخل حزب الليكود لمثل هذا الإعلان ولمجرد زيارة نتنياهو إلى الصين. وبحسب القناة فإن عضواً كبيراً في الحزب وصف خطوة رئيس الحكومة بـ "اللعب بالنار"، وعبر عن مخاوفه من أن تؤدي إلى أزمة في العلاقة بين تل أبيب وواشنطن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من جهتها، وصفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إعلان نتنياهو زيارته الصين بـ "إصبع في عين الولايات المتحدة"، وعبر مسؤولون أمنيون عن قلقهم من توقيت الزيارة واعتبروه سيئاً من الناحية التكتيكية، إذ يأتي في وقت بلغ فيه التعاون الأمني ​​بين إسرائيل والولايات المتحدة ذروته على رغم أن الأزمة على المستوى السياسي باتت مقلقة.

لكن بحسب ما يرى مدير معهد أبحاث الأمن القومي تامير هايمن فإن إعلان نتنياهو زيارته إلى الصين "لن يمنع الولايات المتحدة من دعوته إلى زيارة واشنطن وحسب، بل سيثير أيضاً الغضب لدى واشنطن، ولذلك فإن توقيت هذه الزيارة خاطئ للغاية".

وحذر من أن "إعلان الزيارة جعل العلاقة مع الولايات المتحدة في خطر"، مشدداً على أن "نتنياهو لن يزور واشنطن في الأفق القريب".

ونقل عن موظف إسرائيلي رفيع قوله إن "الحكومة الصينية عبرت أخيراً عن رغبتها في استضافة نتنياهو في بكين ضمن اللقاء السنوي للجنة الابتكارات الإسرائيلية - الصينية".

وأوضح أنه لم يجر نقاش رسمي مع بكين حول موعد محتمل لزيارة نتنياهو، معتبراً إياها "أمراً اعتيادياً وليس مؤشراً سياسياً لأي شيء"، مردفاً "مثلما أوضح رئيس الحكومة فإنه لا بديل عن الحلف بين إسرائيل والولايات المتحدة".

إلحاق ضرر بالحوار مع واشنطن

ورأى الخبير في الشؤون الدولية شلومو شمير الذي وجه انتقاداً لنتنياهو ولما سمّاه "سياسته الاستفزازية تجاه واشنطن" بأنه "لا يوجد في الساحة السياسية في إسرائيل أي سياسي يعرف واشنطن بالقدر الكبير الذي يعرفه بنيامين نتنياهو، ومع ذلك فليس هناك سياسي يتصرف بشكل يلحق ضرراً لا مرد له بهذا القدر في قنوات الحوار بين الإدارة الأميركية وإسرائيل".

وقال شمير إن "نتنياهو يتوق بشدة لأن يتلقى دعوة رسمية لزيارة البيت الأبيض، ويأمل في أن يؤثر في مضمون الاتفاق النووي الجديد الذي تتم بلورته بين الولايات المتحدة وإيران، لكن كل قرار اتخذه أخيراً وكل تصريح له يبعدانه عن تحقيق هذه الأهداف"، وحذر شمير من "التداعيات السيئة لاستمرار مقاطعة البيت الأبيض لنتنياهو"، مشيراً إلى أن عدداً من "المسؤولين الكبار في الجالية اليهودية في نيويورك ممن يطورون علاقات مع محافل رفيعة المستوى في إدارة بايدن يعربون عن قلقهم من الوضع بين البيت الأبيض ورئيس الحكومة، ولا أتذكر وضعاً كهذا على رغم أن رئيس الحكومة شخص يعرف أميركا جيداً".

المزيد من متابعات