Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قصف ونهب في العاصمة السودانية و"اشتباكات برية" نادرة بأم درمان

الكونغو الديمقراطية تعلن مقتل 10 من رعاياها في الخرطوم التي شهدت معارك عنيفة وغارات جوية

تصاعد سحب الدخان بالخرطوم مع استمرار القتال في 5 يونيو 2023 (أ ف ب)

ملخص

أم درمان شهدت اشتباكات برية في واقعة نادرة إضافة إلى قصف وقتال بمنطقة الخرطوم شرق وفي الطرف الجنوبي من العاصمة السودانية

دارت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة وسط العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الثلاثاء، بين الجيش وقوات الدعم السريع، وأفيد بسماع دوي انفجارات قوية ومتتالية في جنوب أم درمان غرب العاصمة.

قصف واشتباكات

وشهدت العاصمة السودانية قصفاً واشتباكات عنيفة، أمس الإثنين، ووردت أنباء عن انتشار الفوضى في الخرطوم وإقليم دارفور بغرب البلاد، بحسب ما أفاد سكان، بعد أكثر من سبعة أسابيع من الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع.

واشتد القتال بين الجانبين في ساعة متأخرة من مساء السبت بعد انتهاء اتفاق لوقف إطلاق النار توسطت فيه السعودية والولايات المتحدة.

ودعت الرياض وواشنطن طرفي النزاع في السودان إلى العودة لطاولة المفاوضات من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار جديد، قبل يومين من زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى السعودية.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن بيان لوزارة الخارجية في الرياض، الأحد، قوله إن "الميسرين على استعداد لاستئناف المحادثات الرسمية"، كما يدعوان "الطرفين إلى اتفاق على وقف إطلاق نار جديد، وتنفيذه بشكل فعال بهدف بناء وقف دائم للعمليات العسكرية".

وتابع البيان "ما زال وفدا القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع موجودين في مدينة جدة، على رغم تعليق المحادثات وانتهاء وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام".

اشتباكات برية

وأفاد السكان، أمس الإثنين، بوقوع معارك لليوم الثاني على التوالي في مدن العاصمة الثلاث، وهي الخرطوم وأم درمان وبحري. وقالوا إن أم درمان شهدت اشتباكات برية في واقعة نادرة بالإضافة إلى قصف وقتال في منطقة الخرطوم شرق وبالطرف الجنوبي من العاصمة.

وقال محمد صالح (37 سنة)، وهو أحد السكان إن الحي الذي يعيش فيه وسط أم درمان "يتعرض يومياً للنهب علناً من دون أن يتدخل أحد لمنع ذلك"، مضيفاً أن الاشتباكات والقصف لا يتوقفان، بحسب ما نقلت عنه وكالة "رويترز".

وقال وليد آدم، وهو من سكان منطقة الخرطوم شرق، إن "قوات الدعم السريع انتشرت في أحياء بأنحاء العاصمة وسيطرت تماماً وتمارس النهب بكثافة".

وأضاف عبر الهاتف أنه "يمكن رؤية قوات الدعم السريع وهي تستولي على السيارات والأموال والذهب وكل ما تقع عليه أيديهم". وتقول قوات الدعم السريع إنها تعمل على حماية المدنيين بالقبض على اللصوص.

ومنذ اندلع النزاع في 15 أبريل (نيسان) بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، قتل أكثر من 1800 شخص، وشرد أكثر من مليون ونصف المليون شخص بين نازحين ولاجئين. وتسببت الحرب في أضرار جسيمة في العاصمة التي أصبح من بقي فيها من السكان تحت رحمة المعارك والضربات الجوية والنهب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عنف في دافور

توجه بعض الذين فروا من الحرب إلى دول مجاورة مثل تشاد وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى، وهي دول تعاني بالفعل الفقر والصراع وتراجع المساعدات الإنسانية.

وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في جمهورية أفريقيا الوسطى محمد أيويا في مؤتمر صحافي بجنيف إن وصول ما يقرب من 14 ألف شخص إلى شمال شرقي جمهورية أفريقيا الوسطى وتوقف التجارة عبر الحدود "يضعان ضغطاً إضافياً على الموارد المحدودة المتاحة لمساعدة 130 ألف شخص من الفئات الأشد ضعفاً في المنطقة".

وأثارت الحرب أيضاً اضطرابات في دارفور في أقصى غربي السودان، وهي منطقة كانت تعاني بالفعل نزوحاً جماعياً بسبب الصراع السابق، حيث تحدث السكان في مدن وبلدات عدة عن هجمات شنتها "ميليشيات" مرتبطة بقبائل بدوية عربية.

وقال ناشطون يراقبون المنطقة إن 40 شخصاً في الأقل قتلوا وأصيب العشرات بجروح في بلدة كتم بولاية شمال دارفور خلال الأيام القليلة الماضية. كما أفاد السكان بانتشار النهب وانعدام الأمن في المنطقة.

ونشرت قوات الدعم السريع، الإثنين، مقطع فيديو يزعم أنها استولت على مقار الجيش في كتم، وهي مركز تجاري وواحدة من كبرى البلدات في الولاية. 

ولم يصدر حتى الآن تعليق من الجيش الذي نفى، الأحد، استيلاء قوات الدعم السريع على البلدة.

وانقطعت الاتصالات لفترات طويلة في أجزاء من دارفور، حيث تواجه جماعات الإغاثة صعوبة شديدة في إدخال الإمدادات الإنسانية.

وفي منطقة الأبيض التي تبعد 360 كيلومتراً جنوب غربي الخرطوم، وتقع على طريق رئيس من العاصمة إلى دارفور، تحدث السكان عن انتشار كبير لقوات الدعم السريع وإغلاق بعض الطرق.

وشهدت الأيام القليلة الماضية سقوط الزخات الأولى من موسم المطر الذي من المرجح أن يزيد العراقيل أمام جهود الإغاثة التي أعاقتها بالفعل البيروقراطية والتحديات اللوجيستية.

مقتل 10 من رعايا الكونغو الديمقراطية

أعلنت جمهورية الكونغو الديمقراطية، الإثنين، أن 10 من رعاياها قتلوا، الأحد، في الخرطوم في قصف طاول حرماً جامعياً.

وقال وزير الخارجية الكونغولي كريستوف لوتوندولا في بيان إنه تلقى "بذهول شديد" نبأ مصرع هؤلاء المواطنين العشرة "الذين قتلوا في قصف طاول، الأحد، الساعة 13:00 حرم جامعة أفريقيا الدولية بالخرطوم". 

وأضاف أن المعلومات التي بحوزته "تشير إلى أن هذا القصف الذي شنه الجيش النظامي على منطقة يقيم فيها سكان مدنيون عزل، بمن فيهم رعايا دول أجنبية، أدى أيضاً إلى إصابة عدد آخر من مواطنينا بجروح خطرة".

ولفت الوزير في بيانه إلى أنه استدعى "عقب هذه المأساة" القائم بأعمال السفارة السودانية لدى كينشاسا وسلمه "رسالة حزن واحتجاج من الحكومة الكونغولية".

وفي تصريح للصحافيين قال الوزير إنه طلب من الدبلوماسي السوداني "أن تقدم الحكومة السودانية تفسيرات لنا، وأن تتخذ كل الترتيبات (...) لكي تتم إعادة جثث القتلى الكونغوليين إلى وطنهم".

المزيد من متابعات