Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماذا حدث في السودان منذ بدء الصراع؟

أرقام الأمم المتحدة تتحدث عن 1،3 مليون نازح ولاجئ

أمام التطورات المتسارعة في السودان فر آلاف من سكان الخرطوم من المعارك (أ ف ب)

ملخص

في الـ15 من أبريل الماضي، أي بعد أيام قليلة على تأجيل جديد لتوقيع اتفاق سياسي يهدف إلى استئناف الانتقال الديمقراطي في السودان، دوت أعيرة نارية وانفجارات بالعاصمة الخرطوم معلنة بدء المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع.. فماذا حدث خلال الأيام الـ46 الماضية؟

شهر ونصف الشهر حبس فيها السودان أنفاسه، وتخضبت مدنه بالدماء حين اشتعل صراع الجيش وقوات الدعم السريع منتصف أبريل (نيسان) الماضي، وحتى تجمدت مفاوضات الهدنة في جدة أمس الأربعاء.

وأدى الاقتتال الدائر في السودان بين جنرالي الحرب إلى مقتل أكثر من 1800 شخص، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن مشروع موقع النزاع المسلح وبيانات الأحداث، وتتحدث أرقام الأمم المتحدة عن أكثر من 1,3 مليون نازح ولاجئ.

ويتواجه في هذه الحرب قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان، الذي يعد الحاكم الفعلي للسودان منذ انقلاب عام 2021، ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

ففي عام 2021 أطاح الحليفان السابقان بالشريك المدني الذي تقاسم السلطة معهما منذ سقوط الرئيس السابق عمر البشير في عام 2019، لكنهما اختلفا لاحقاً في شأن مسألة دمج قوات الدعم السريع في الجيش.

اشتعال الخرطوم

بحلول الـ15 من أبريل الماضي، أي بعد أيام قليلة على تأجيل جديد لتوقيع اتفاق سياسي يهدف إلى استئناف الانتقال الديمقراطي، دوت أعيرة نارية وانفجارات في العاصمة الخرطوم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حينها أعلنت قوات الدعم السريع أنها استولت على المطار الدولي، وهو ما نفاه الجيش، وكذلك المقر الرئاسي وبنى تحتية رئيسة، وشنت القوات المسلحة السودانية بدورها غارات جوية على قواعد حميدتي العسكرية.

بعد يومين أي في الـ16 من أبريل الماضي، قرر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تعليق مساعداته، بعد مقتل عدد من عمال الإغاثة في المعارك الدائرة بدارفور (غرب السودان).

في الأثناء تضاعفت الدعوات إلى وضع القتال ولكن من دون جدوى، مما دفع اليابان خلال الـ19 من الشهر نفسه إلى إعلان إجلاء رعاياه من السودان لتصبح أول دولة تتخذ هذه الخطوة.

مشهد مؤلم

أمام التطورات المتسارعة في السودان، فر آلاف من سكان العاصمة الخرطوم من المعارك، بعد خرق الهدنتين المعلنتين في الـ18 والـ19 من أبريل الماضي.

لم تنتظر الولايات المتحدة كثيراً في ظل هذه التطورات وأجلت موظفيها الدبلوماسيين من الخرطوم بحلول الـ23 من أبريل، واضطرت اليابان وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وتركيا والسويد ومصر وغيرها من الدول إلى تنفيذ عمليات إجلاء لرعاياها.

وما إن حل الـ25 من أبريل حتى دخل وقف هش لإطلاق النار لمدة 72 ساعة حيز التنفيذ في جميع أنحاء البلاد، بعد أن توصل إليه بوساطة أميركية سعودية، ولكن كما الحال لدى إعلان أية هدنة، تبادل الجيش وقوات الدعم السريع الاتهامات بانتهاكه.

وسط هذه الأجواء أعلن أحد مساعدي الرئيس السابق المعزول عمر البشير والمتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية أحمد هارون، فراره من السجن رفقة مسؤولين سابقين آخرين، لكن في اليوم التالي أكد الجيش السوداني أن البشير نفسه "محتجز لدى الشرطة القضائية".

مرحلة جديدة

انزلقت الأوضاع إلى الأسوأ في الـ27 من أبريل الماضي، إذ وصل العنف إلى مستوى جديد، في ظل الدمار والنهب بدارفور غرب السودان وقصف مكثف على الخرطوم.

ومدد وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة اعتباراً من الـ28 من أبريل، لكن القتال استمر. وفي دارفور أفادت الأمم المتحدة بتوزيع أسلحة على المدنيين، محذرة من أن الصراع يعيد إحياء مواجهات عرقية.

خلال اليوم الأخير من أبريل أعلن الجيش وقوات الدعم السريع تمديد الهدنة مرة أخرى لمدة 72 ساعة، وهو ما لم يحترم عموماً ولكنه سمح باستمرار عمليات الإجلاء.

دخلت هدنة جديدة حيز التنفيذ في الرابع من مايو (أيار) الماضي، وهذه المرة لمدة أسبوع حتى الـ11 من الشهر ذاته، ولكن القتال بقي مستمراً.

آنذاك قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن العنف "يجب أن ينتهي"، مهدداً بعقوبات جديدة على الجهات المسؤولة عن إراقة الدماء في السودان.

خلال محادثات في السعودية توصل اتفاق إلى فتح ممرات آمنة للسماح للمدنيين بالمغادرة ولدخول المساعدات الإنسانية، غير أنه لم تحترم الهدنة الجديدة، وكان من المفترض أن تمتد من الـ22 إلى الـ29 مايو الماضي، ومددت لمدة خمسة أيام.

في الـ27 من مايو طالب البرهان باستبدال مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان فولكر بيرتس، متهماً إياه بالمساهمة في اندلاع النزاع، قبل أن يقرر الجيش تعليق مشاركته في المفاوضات الجارية بالسعودية أمس الأربعاء، متهماً "المتمردين" بعدم احترام اتفاق الهدنة الموقتة.

المزيد من تقارير