Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الجواز السوري" ينتظر انفراجة قنصلية عبر قمة جدة

حضور الأسد قمة جدة يمثل بارقة أمل للسوريين لإنهاء معاناة "جواز السفر" منذ 12 عاماً

حضور الرئيس بشار الأسد قمة جدة يمثل بارقة أمل للسوريين لإنهاء معاناة "جواز السفر" منذ 12 عاماً (فرانس)

ملخص

حضور الرئيس بشار الأسد قمة جدة يمثل بارقة أمل للسوريين لإنهاء معاناة "جواز السفر" منذ 12 عاماً

ما زال موضوع تجديد الجواز السوري أزمة تلازم المواطنين السوريين سواء داخل سوريا أم خارجها، من ناحية الكلفة المادية للجواز نفسه أو الرسوم الإضافية وطول مدة الانتظار، لكن الإجراءات الأصعب تخص المقيمين في بلدان لا تتوفر فيها سفارة لبلدهم، إذ يسودهم التشتت ويجدون أنفسهم أمام خيارات عدة بلا جهة لتلبيتها.

وتتفاقم المصاعب يوماً بعد يوم للمقيمين منذ سنوات، وبالتحديد بعد قرار جامعة الدول العربية الذي عقد في القاهرة 2011 وأقر تعليق عضوية سوريا في الجامعة اعتباراً من الـ16 من نوفمبر (تشرين الثاني) لحين التزام حكومة سوريا بتنفيذ بنود المبادرة العربية، وطالب القرار "الدول العربية بسحب سفرائها لدى دمشق"، لكنه اعتبر ذلك قراراً سيادياً لكل دولة.

بقطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق السفارات السورية في بعض الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، ومنهم السعودية التي تتسلم رئاسة القمة العربية في جدة الجمعة الـ19 من مايو (أيار) الجاري، ويشارك فيها الرئيس السوري بشار الأسد للمرة الأولى منذ 12 عاماً بعد تجميد عضوية بلاده.

طلب ولجوء

يضطر المواطن السوري المقيم في بلاد لا تتوفر فيها سفارة بلده إما باللجوء لأحد معارفه داخل سوريا لتوكيله إجراءات تجديد الجواز تحت مسمى "الأقرباء المخولين" أو إلى أقرب سفارة في أي بلد مجاور، وهو خيار غير مفضل بحكم اختلاف ظروف المقيمين وتكاليف التنقل، أما الخيار الأخير فهو المركز القنصلي الإلكتروني والمكتب الخلفي له في مسقط (عاصمة سلطنة عمان)، ويعتبر الأكثر شيوعاً بين السوريين بحكم سهولة استخدامه، وتخليص الجواز من خلال إرساله واستقباله عبر البريد من دون رسوم إضافية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بحكم إقامته في السعودية لجأ عمر بشير إلى استخدام المركز القنصلي الإلكتروني، وبعد رفع طلب التجديد غير المستعجل بكلفة 300 دولار، عوضاً عن رسوم الشحن (100 دولار)، ويضيف قائلاً "أصبح طلبي قيد التنفيذ، وجار إتمامه خلال 10 أيام عمل"، متابعاً "تجاهلت المدة المحدده لعدم دقة المواعيد، وتواصلت معي شركة الشحن بعد شهرين".

وبالنسبة إلى المستندات المطلوبة لتجديد الجواز من خارج سوريا فيتابع عمر، "طلب مني تصوير فيديو أذكر فيه اسمي الكامل وكود ثم أرسله"، مشيراً إلى أنه عادة ما يطلب التصوير أمام أي معلم في البلد المقيم بها، لكن الأمر ينفذ بشكل عشوائي وبحسب ما يتراءى لموظف الإجراءات.

متاعب الإصدار

يحتل الجواز السوري المرتبة 107 عالمياً وفقًا لمؤشر "جايد" لترتيب جوازات السفر كثالث أدنى مرتبة في العالم، إلا أنه الأعلى كلفة، إذ يكلف منحه أو تجديده بحسب وزارة الخارجية السورية بخيارين الأول فوري ومستعجل بملغ 800 دولار أميركي، أما بالنسبة إلى خيار نظام الدور فيحدد الرسم القنصلي 300 دولار، وتعتبر تلك القيمة عالية مقارنة برسوم جوازات بقية دول العالم.

على رغم كل تلك المطالب لإصدار وتجديد الجواز السوري، إلا أن متاعب الجواز أمر ملازم للسوريين، فعند الإبلاغ عن جواز مفقود، يطلب منهم طلبات تعجيزية كما ذكر أحمد جميل، وهو مواطن سوري مقيم في السعودية، ولجأ إلى إحدى الدول الأوروبية حالياً، بعد فقده جوازت عائلته في عطلة قضاها بماليزيا.

ويتابع جميل القول "بعد تواصلي مع الجهة المعنية، طلب مني الانتظار لمدة ثمانية أشهر وهو أمر غير مقبول، لأن ماليزيا لن تبقينا طول تلك المدة، ولست قادراً على العودة إلى البلد التي أقيم بها"، لافتاً إلى الغرامة المالية لفقدان أو تلف الجواز السوري والمقدرة بـ30 دولاراً وكذلك الرسوم الأساسية، مشيراً إلى أن موضوع الانتظار كلفه أضعاف هذه المبالغ، مشيراً إلى أنه "في هذا الموقف اضطررت إلى توكيل أحد أقاربي في سوريا، وكلفني ذلك ما يقارب 4 آلاف دولار لتيسير الإجراءات من الموظفين".

رسوم وعلاقات

يمنح الجواز السوري صاحبه بحسب أشتراطات وزارة الخارجية السورية بصلاحية ست سنوات، ويستثنى من ذلك المطلوبون للخدمة العسكرية الذين يمنحون سنتين، إلا أنها ليست قاعدة ثابتة وفق ما ذكره جميل، قائلاً "في فترة إقامتي بالسعودية وكلت أحد أقاربي في سوريا لتجديد جوازي، وبحكم أنني أحد المطلوبين للخدمة العسكرية يفترض أن أحصل على مدة سنتين، لكنني تحصلت على ست سنوات برسوم إضافية وعلاقات شخصية".

من جهته يرى المقيم بإحدى الدول الخليجية عبدالله زيد أن خيار توكيل أحد الأقارب في سوريا أكثر أماناً، كونه من مطلوبي المعارضة وجواز سفره عرضة للمصادرة، لكن معرفته الشخصية بأحد كبار موظفي إدارة الهجرة والجوازات تستثنيه من تلك العقوبة التي فرضها النظام، متابعاً "عادة ما أضيف مبلغاً إضافياً فوق قيمة التجديد، لأضمن تجنبي للعقبات التي تواجه قريبي الموكل لتجديد جوازي".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي