Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفضائح والشبهات في حياة تشارلز حقائق أم دعاية سوداء؟

منها المثلية الجنسية والمغامرات العاطفية والفساد واقتحام السياسة

ملخص

شبح ديانا والمثلية الجنسية وإقحام العائلة الملكية في السياسة من أبرز الفضائح التي تلاحق الملك تشارلز

فرضت شهرة العائلة المالكة البريطانية على أفرادها منذ نعومة أظافرهم ملاحقة الإعلام والصحافة وأضواء الكاميرات لكل تحركاتهم، وتتبع أخبارهم العامة والخاصة، وصولاً إلى أدق تفاصيل حياتهم من مأكل وملبس وحب ومال وفضائح جنسية. وحالياً تجري الاستعدادات في قصر باكنغهام على قدم وساق لتتويج تشارلز الثالث (74 سنة) ملكاً لبريطانيا، رسمياً نهار السبت 6 مايو (أيار)، بكنيسة وستمنستر آبي في لندن.

ووفقاً لتقرير شبكة "بي بي سي" سبتمبر (أيلول) 2022، نقلته عن مؤرخين للشؤون الملكية، فالملك الجديد يواجه "تحديات غير مسبوقة" من شأنها أن تحدد، سواء للأفضل أو للأسوأ، عهده والعهود التالية له، إذ تنتظر تشارلز الثالث تحديات تتفاوت من تعامله مع تأثير أزمة الطاقة في البلاد، إلى مواجهة تغير النظرة والفكر تجاه النظام الملكي بعد حكم والدته الراحلة، الملكة إليزابيث الذي دام 70 عاماً، إذ يعتبر تشارلز أكبر ملك يتولى العرش في عائلة ملكية يعود حكمها إلى ألف عام، وبجانبه زوجته الثانية كاميلا التي لا يزال الرأي العام منقسماً في شأنها.

فضائح عاطفية

عرف الأمير تشارلز الذي يعتبر أطول وريث لعرش بريطانيا، إذ أمضى 63 عاماً أميراً لويلز، خلال فترة شبابه علاقات متعددة مع فتيات من عائلات عريقة، إلا أنه قرر الزواج وكان له من العمر 32 سنة من الشابة العشرينية ديانا سبنسر التي تنحدر من أسرة نبيلة ذات دماء ملكية، وذلك في شهر يوليو (تموز) من عام 1981، وحظيت الأميرة ديانا أو "أميرة القلوب" كما كانت تلقب، بشعبية كبيرة.

لكن مشكلات كثيرة عصفت بالزواج أهمها خيانة الأمير تشارلز حينها، بخاصة بعد ظهور الشريط الشهير الذي عرف باسم فضيحة "كاميلا غيت" والذي يتضمن تسجيلاً للأمير تشارلز وكاميلا باركر، زوجة أحد ضباط الجيش في ذلك الوقت، وهما يتبادلان عبارات الغرام الملتهبة، وذلك عام 1992، الأمر الذي أصبح عاملاً رئيساً في انفصاله عن ديانا التي وصفت بدورها كاميلا على شاشات التلفزيون بالكلب "روتوايلر"، وهو نوع من الكلاب معروف في ألمانيا يشتهر بطوله ويستخدم في حراسة الماشية، مما أدى في نهاية المطاف إلى الطلاق عام 1996، لتلقى ديانا حتفها بعد ذلك بعام في حادثة سيارة مأسوية بباريس.

وبحسب تقارير إعلامية فإن حديثاً دار بين تشارلز وديانا إبان الطلاق، قال فيه تشارلز "هل تتوقعين جدياً أن أكون أول أمير لويلز ليس لديه عشيقة؟"، في إشارة إلى حبيبته كاميلا باركر بولز التي تزوجها عام 2005. ووصف الأمر بـ"التهديد المدمر" الذي يحتمل أن يتعرض له العرش الملكي، بسبب العلاقة بين ولي العهد - آنذاك - الأمير تشارلز وكاميلا باركر، والتي اختارها في تحد للكنيسة والتقاليد وأسرته جميعاً.

 

 

وفي شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2022، واجه الملك تشارلز الثالث، ادعاءات بأن لديه ميولاً مثلية وممارسات غير سوية كان يمارسها منذ ما يقرب من 60 عاماً، وفقاً لمجلة "جلوب" الأميركية التي زعمت أن الأميرة الراحلة ديانا عانت مع زوجها وكانت على علم بميوله، وأخبرت ابنيها الأميرين وليام وهاري أن والدهما اعترف بخيانته لها مع رجال آخرين.

وقال مسؤول بريطاني لم يكشف عن هويته "ظل تشارلز مسكوناً منذ سنوات بالحديث عن أنه مثلي أو ثنائي الجنس، لكن هذه الحقيبة المتفجرة هزت الملكية حتى تأسيسها"، مضيفاً "يبدو أن المناهضين للملكيين سربوها إلى أعضاء البرلمان البريطاني لدعم حملتهم لإلغاء الملكية (...) إنه ديناميت ويهدد بتفجير عهد تشارلز قبل أن يبدأ".

ومن المفترض أن تكشف الوثيقة التي أطلق عليها اسم "MI5" عن ستة عقود من العلاقات السرية بين الملك تشارلز والرجال، بدءاً من الفترة التي قضاها في المدرسة الإعدادية الاسكتلندية، عندما كان مراهقاً، كما كشفت تسريبات أخرى عن أنه بينما كانت تطالب الأميرة ديانا بمعرفة السبب وراء عدم ممارسته الجنس معها بعد ولادة الأمير هاري، رد تشارلز عليها بالقول "قد أكون مثلياً".

وادعى خادم القصر الراحل جورج سميث في تسعينيات القرن الماضي أنه شاهد تشارلز في "وضع جنسي واضح" مع مساعد ملكي ذكر، إذ اعترف سميث، للأميرة ديانا على شريط مصور، لكن الدليل اختفى لسبب غير مفهوم بعد وفاتها عام 1997.

الأمير المتدخل

يتربع الملك تشارلز الثالث على رأس دولة المملكة المتحدة، لكن في ظل النظام الملكي الدستوري البريطاني، فإن السلطات الملكية هي في الغالب رمزية وشرفية، وبناءً عليه من المتوقع أن يظل أفراد العائلة الملكية على الحياد سياسياً.

وفيما عرف عن تشارلز مغامراته العاطفية، إلا أنه يمتلك وجهات نظر سياسية خاصة، وذلك يعتبر مخالفاً للبروتوكول الملكي. وقد رأى كثر ضبط النفس الذي تبنته الملكة الراحلة نتيجة إيمانها بالقول المأثور "لا تتذمر، لا تبرر"، لكن تشارلز اعتاد في الماضي التحدث علناً في شأن قضايا مختلفة تهمه، إذ إنه يمتلك رؤى خاصة في شأن عديد من الأمور والقضايا، من الزراعة العضوية، إلى تغير المناخ والتعليم، وكذلك الهندسة المعمارية الحديثة، ولسنوات رفض الملك الاحتفاظ بآرائه لنفسه، إذ تجاهل البروتوكول الذي يتطلب من العائلة المالكة البريطانية البقاء على الحياد، وكان وريث العرش يطلق عليه سابقاً "الأمير المتدخل" لإعلانه وجهات نظره للمسؤولين المنتخبين في بريطانيا، ولإبداء رأيه في الأحداث العالمية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونشر موقع "نيويورك بوست" تقريراً عن تلك المواقف منها ما كشف عام 2015 عن كتابته عشرات الرسائل لوزراء الحكومة يعبر فيها عن قلقه في شأن قضايا مختلفة من الشؤون المالية إلى القوات المسلحة، في سلسلة من الرسائل التي كتبها إلى رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ومشرعين آخرين، وتضمنت تلك الرسائل التي أطلق عليها اسم "مذكرات العنكبوت الأسود" 27 رسالة 10 منها بخط يد الأمير، ووصفت بذلك الاسم في إشارة إلى الخط العنكبوتي لتشارلز بالحبر الأسود، على رغم أن عديداً من الرسائل مطبوعة مع بعض الملاحظات الشخصية بيد تشارلز.

ونجحت صحيفة الـ"غارديان" البريطانية بعد معركة قانونية خاضتها لمدة 10 أعوام في الحصول على الحق في نشر الخطابات التي كتبها الأمير للوزراء في محاولته للتأثير في السياسة، حين كتب خطابات لسبع وزارات مسؤولة عن التجارة والصحة والبيئة والثقافة والإعلام والرياضة وإيرلندا الشمالية، للتأثير في قضايا ما بين إنقاذ الأسماك المهددة بالانقراض وطلب معدات عسكرية للقوات البريطانية في العراق، وحتى الموافقة على قتل الغرير لمكافحة انتشار مرض السل الحيواني بين الماشية، وفي هذا الشأن يقول أستاذ القانون السياسي فيرنون بوغدانوف "أدرك (تشارلز) منذ أيامه الأولى أن أسلوبه يجب أن يتغير، الجمهور لا يريد ملكاً ناشطاً في حملة لدعم قضية".

وفي رسالة في الثامن من سبتمبر 2004، وصف تشارلز لبلير الزيارة التي قام بها للجيش في إيرلندا الشمالية، وانتقد استخدام رئيس الوزراء طائرة هليكوبتر من طراز لينكس البريطانية، ومن المواقف المثيرة التي أبدى فيها وجهة نظره ما كان في مارس (آذار) 2022، عندما وصف العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا علناً بأنها "عدوان وحشي"، منتقداً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتسببه في "معاناة مروعة ودمار"، كذلك وفي زيارة ملكية إلى كندا عام 2014، قارن تشارلز الرئيس الروسي بالزعيم النازي أدولف هتلر بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم في مارس من العام ذاته، كما أثار الأمير الجدل عام 2005 عندما صافح الديكتاتور روبير موغابي في جنازة البابا يوحنا بولس الثاني.

تسريبات وفساد

وجد الملك تشارلز نفسه متورطاً في ما أطلق عليه تسريبات "باراديس بيبرز" أو "أوراق الجنة" الخاصة بوثائق مالية تظهر استثمار أثرياء العالم أموالهم في ملاذات ضريبية واستثمارات مشبوهة في الخارج، وذلك عام 2017. ووفقاً للتسريبات، فإن الأمر يتعلق بأعمال تشارلز التجارية في جزر برمودا، والتي أظهرت أن دوقية كورنوال التي تدير أمواله ربما استثمرت ثلاثة ملايين يورو ونصف المليون في جزر كايمان، وفي يوليو 2022، وجد نفسه مجدداً في قلب فضيحة، بسبب اتهامات مفادها أنه تلقى مليون يورو من عائلة أسامة بن لادن في إطار أعماله الخيرية، وهذا ما أثر بشكل كبير في شعبيته التي تدهورت وسط البريطانيين من 50 إلى 42 في المئة، بحسب استطلاع رأي أصدره معهد "يوغوف" البريطاني، بعيداً من ابنه البكر وليام الذي يحظى بتقدير أكثر في المملكة المتحدة.

 

 

وأخيراً، أثيرت تساؤلات جديدة حيال فضيحة أخرى هزت العائلة الملكية أطلق عليها اسم "الألقاب مقابل المال" في إطار مزاعم حصول شخصيات ثرية أجنبية على ألقاب وأوسمة مقابل التبرع في مؤسسة ولي العهد البريطاني تشارلز، حيث ذكرت صحف بريطانيا أن رجل أعمال سعودياً نال وسام "فارس" الفخري بسبب تبرعاته، وأدت الفضيحة إلى تقديم ثلاثة موظفين كبار في المؤسسة الخيرية استقالاتهم من بينهم مايكل فوسيت الذي يعد مساعد تشارلز المقرب، فيما نفى الأمير معرفته بهذه الممارسات، إلى أن صدر عن المؤسسة الخيرية المعنية بياناً جاء فيه أن "ملفاً رفع إلى هيئة النيابة الملكية في 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي". وقال قصر باكنغهام إنه لن يعلق على تحقيقات تقوم بها الشرطة في الوقت الراهن.

إحراج وسخرية

ساد التوتر تعامل تشارلز مع وسائل الإعلام بسبب التركيز على حياته الخاصة، ولم يحاول إخفاء ازدرائه للمصورين الذين يلاحقون المشاهير، بحسب تقرير لـ(Euronews). وقال الأمير في تصريحات عام 1994 "لا أجيد لعب دور القرد الراقص حقاً، أعتقد أنني شخص يهتم بخصوصيته"، وخلال جلسة تصوير أثناء عطلة تزلج عام 2005، سمع صوته وهو يصف وسائل الإعلام بالأشخاص "الملطخين بالدماء". ويقول عن مراسل الشؤون الملكية في شبكة "بي بي سي" "لا يمكنني تحمل هذا الرجل إنه فظيع للغاية"، ولم يخجل أبداً من الإفصاح عن آرائه حول الأمور التي تهمه، ووصفته بعض وسائل الإعلام بأنه شخص غريب الأطوار يصلح أن يكون مزارعاً وليس أميراً، وذلك بسبب أعمال مثل تأسيس علامة (داتشي أوريجينالز) التجارية للترويج للأغذية العضوية، وقوله إنه يتحدث إلى نباتاته ويصافح الأشجار عندما يزرعها.

وتعرض تشارلز لانتقادات بسبب وجهات نظره الصريحة حول الهندسة المعمارية، حين وصف ذات مرة الملحق الحداثي الطراز للمعرض الوطني بلندن بأنه يشبه "البثرة"، واتهم بالترويج للدجل بسبب دفاعه عن الأدوية البديلة. وقال كاتب السير الذاتية توم باور إن الأمير اهتم بقضايا مثل البيئة، لكنه كان عنيداً ولا يتقبل الانتقادات.

وفي شهر سبتمبر 2022، تعرض لموقف محرج في كارديف عاصمة ويلز، خلال إقدامه على مصافحة عدد من المواطنين الذين احتشدوا لحضور مراسم تنصيبه، حين خرج شخص من بين الجمهور واتهم الملك بتبديد أموال الضرائب على مراسم الطقوس الملكية، وتداول ناشطون ومدونون على منصات التواصل الاجتماعي مقطع الفيديو الذي يظهر فيه تشارلز الثالث أثناء توجهه نحو مجموعة من الويلزيين ليصافح بعضهم. وبينما كان يتحدث مع سيدة ارتفع صوت شخص معارض من الخلف، قائلاً "بينما نحن نعاني في دفع فواتير التدفئة لمنازلنا، أنت تقيم مراسم تنصيب ملكية باهظة من أموال دافعي الضرائب". أضاف الشخص مهاجماً الملك تشارلز "أنت لست ملكي" وسط تهليل من الحاضرين في المكان، قبل أن تتحول البسمة على وجه الملك الجديد، ويهم بالانصراف مسرعاً بعيداً من الحشد المتجمع لرؤيته.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير