Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شعار "صنع في الجزائر" للحفاظ على الصناعات التقليدية

يوفر القطاع أكثر من مليون و140 ألف وظيفة في مختلف المجالات

الصناعات التقليدية باتت تأخذ مساحة واسعة من الاهتمام بعد تجاهل (وكالة الانباء الجزائرية)

ملخص

استمرار العمل من أجل جرد وتصنيف وحماية وتثمين #التراث_الثقافي بشقيه المادي واللامادي هل يحمي تاريخ وهوية #الجزائريين؟

يبدو أن الصناعة التقليدية في الجزائر دخلت مرحلة البحث عن حل لمعادلة مركبة بين حماية الهوية والمساهمة في ترقية الاقتصاد، ولعل استحداث علامة الجودة والأصالة للمنتجات التقليدية من خلال وضع شعار "صنع في الجزائر"، يكشف عن "تهديد" من جهة، ورغبة اقتصادية من جهة أخرى.

إجراء حكومي في خضم مخاوف

قدم وزير السياحة والصناعة التقليدية مختار ديدوش أخيراً عرضاً حول استحداث علامة الجودة والأصالة للمنتجات التقليدية، في إطار التدابير المتخذة من أجل ترقية الصناعة التقليدية والحفاظ عليها، وقال بيان لرئيس الحكومة إن الأمر يتعلق بوضع علامة "صنع في الجزائر" التي من شأنها "إثبات وضمان جودة وأصالة المنتوجات التقليدية المصنعة في الجزائر"، مشيراً إلى أن الخطوة تندرج في إطار سلسلة من العلامات التي سيتم وضعها قصد الترويج للمنتجات المحلية، على غرار الأواني النحاسية "قسنطينة" وفخار "بيدر" وزرابي "غرداية" و"بابار".
ويأتي الإجراء الذي يبدو أن الجزائر توليه اهتماماً كبيراً في خضم مخاوف من تعرض بعض التراث المحلي إلى السرقة من خلال محاولات تبنيه "زوراً" من طرف دول، مثل الألبسة والأواني الفخارية والرموز الثقافية والعادات، وبلغ الأمر إلى الطبخ والموسيقى، ولعل "هرولة" السلطات إلى منظمة "اليونيسكو" من أجل إدراج ثقافتها وهويتها ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية دليل على أن هناك "حملات تزييف" تطاول هذا الموضوع.
تحركات باتجاه "اليونيسكو" بعد تحذيرات الرئيس 
وكانت وزارة الثقافة والفنون الجزائرية أعلنت تقديمها لطلب إدراج ملف بعنوان "الزي النسوي الاحتفالي للشرق الجزائري الكبير: معارف ومهارات متعلقة بخياطة وصناعة حلي التزين: القندورة والملحفة"، في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، بعد خطوة ناجحة سمحت بتصنيف زي الزفاف التلمساني أو الشدة والقطع المشكلة له على لائحة التراث العالمي للإنسانية، وقبله تصنيف "الراي" كغناء جزائري أصيل بكل مقوماته وعناصره، من شعر ملحون ولحن بدوي أصيل على قائمة التراث العالمي غير المادي لـ"اليونسكو"، إضافة إلى ألبسة أخرى واحتفالات وأطباق وكتابات مثل "أهليل قورارة" وأسبوع الاحتفال بالمولد النبوي في "تيميمون" وركب "أولاد سيدي الشيخ" وتظاهرة "السبيبة"، إلى جانب ثلاثة عناصر بالاشتراك مع دول مجاورة، وهي "الإمزاد" و"الكسكس" و"الخط العربي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

وتستعد الوزارة لإيداع ملف يخص عديداً من الطبوع الموسيقية الجزائرية، في الدورة المقبلة لعام 2024، باعتبار أن النظام المعمول به لدى منظمة "اليونسكو"، لا يسمح بإيداع أكثر من ملف واحد كل سنة ولكل دولة، وشددت على أن العمل مستمر بالتعاون مع المؤسسات تحت الوصاية والمجتمع المدني "من أجل جرد وتصنيف وحماية وتثمين تراثنا الثقافي بشقيه المادي واللامادي".
 
 
وسبق التحركات اتهام الرئيس تبون أطرافاً أرادت سرقة تراث بلاده المحلي، وقال خلال زيارة إلى معرض يخص النساء الحرفيات، بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمرأة، إن "هذا التراث تخلينا عنه في زمن ما، حتى طمعوا في أخذه منا. أغلب ما نملكه من تقاليد، يجب أن يتم توثيقه في منظمة اليونسكو".
الخطوة من أجل حماية التراث
وتعليقاً على الإجراء الحكومي شدد رئيس المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك مصطفى زبدي على أن استحداث العلامة الجديدة سيزيد من قيمة هذه المنتوجات ويساهم في الحفاظ عليها، كما يساعد في الترويج لها على مستوى السوق الدولية، لأنه مهما كانت المنتوجات التقليدية بخاصة في المجال السياحي تلقى طلباً متزايداً، وتكون لديها قيمة إذا ما كانت معرفة بعلامة حكومية مؤسساتية، مبرزاً أهمية أن تكون هناك معايير ضبط دقيقة من أجل منع أي تلاعبات.
ويواصل زبدي أن التخوفات من السرقات التي باتت تطاول تراث الجزائر أمر مشروع، ووضع هذه العلامة يعتبر حماية لهذه المنتوجات، وقال إنه "لدينا تجارب كثيرة في ما تعلق بسرقة بعض المنتوجات التقليدية الجزائرية وتبنيها من طرف بلدان أخرى"، معتبراً أن وجود هذه العلامة "حافظ لهويتنا وأصالتنا وتاريخنا وأمورنا التقليدية"، وختم أن الخطوة مهمة جداً لكن تبقى تفاصيل صدور القرار غير معروفة.
تنويع الاقتصاد
في المقابل ترى جهات أن القرار يصب في سياق تنويع الاقتصاد لما لقطاع السياحة من دور في رفع مداخيل البلاد والمساهمة في التقليل من أزمة البطالة، وتدوير عجلة التنمية في عديد المحافظات لاسيما بالجنوب، إذ ذكر المدير العام للصناعة التقليدية بوزارة السياحة الجزائرية كمال بوعام أن قطاع الصناعة التقليدية يوفر أكثر من مليون و140 ألف وظيفة، مشيراً إلى أن وزارة السياحة تعمل على مرافقة الحرفيين ودعم حاملي المشاريع في مجال الصناعة التقليدية للولوج إلى عالم المقاولاتية ولإنشاء ورش خاصة بنشاطات الصناعة التقليدية بغية الارتقاء بمنتجات القطاع، وشدد على أهمية الصناعة التقليدية والحرف في ترقية وتثمين الاقتصاد الوطني وتوفير المداخيل والحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري للبلاد وكذا حماية البيئة.
وتعتبر الباحثة في مجال الثقافة بجامعة وهران آمال إيزة أن المبادرة من شأنها الترويج أكثر للجزائر، مع  العمل على حماية المنتوج وثقافة المجتمع المحلي واستدامته، وهو ما يعرف بالتراث اللامادي، إضافة إلى إبراز الحرف والصناعات التقليدية التي توارثتها الأجيال، مع العمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
اقرأ المزيد

المزيد من تقارير